لتعزيز الوعي بالتسجيل في رياض الأطفال .. تعليم جدة يكسر الروتين بهذه الخطوة

انطلقت في محافظة جدة مبادرة تعليمية نوعية تهدف إلى رفع الوعي بأهمية مرحلة الطفولة المبكرة، حيث أطلقت الإدارة العامة للتعليم بالمحافظة مبادرة "من أجل مستقبلهم"، وذلك بالتزامن مع بدء التسجيل في رياض الأطفال عبر نظام "نور"، في خطوة تعكس التزام وزارة التعليم بتعزيز مشاركة الأسرة والمجتمع في صناعة مستقبل الأبناء.
واستقبل مركز الياسمين مول فعاليات المبادرة، التي تستمر على مدى ثلاثة أيام، وسط تفاعل لافت من أولياء الأمور والأطفال والمهتمين بالشأن التعليمي، إذ تشكل هذه الفعالية حلقة وصل مهمة بين التعليم والأسرة والمجتمع، وتسعى لتقريب الخدمات وتبسيط إجراءات التسجيل في الروضات الحكومية أمام أولياء الأمور.
إقرأ ايضاً:هيرنانديز إلى الهلال.. صفقة الأحلام تقترب من التحققالذهب يصعد والبلاديوم يقفز.. تراجع الدولار يدفع أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها
وتهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على أهمية مرحلة رياض الأطفال بوصفها المحطة التربوية الأولى في رحلة الطالب التعليمية، حيث تُعد هذه المرحلة حجر الأساس الذي تُبنى عليه بقية مراحل النمو والتعلم، مما يجعل من الاهتمام بها خيارًا استراتيجيًا لضمان جودة مخرجات التعليم مستقبلًا.
وقد أولت رؤية المملكة 2030 أهمية خاصة للطفولة المبكرة، باعتبارها مرحلة محورية تسهم في بناء شخصية الطفل وتنمية قدراته المعرفية والسلوكية والاجتماعية، وقد جاءت هذه المبادرة ترجمةً لتلك التوجهات من خلال تقديم الدعم الفني والإرشادي والتربوي لأسر الأطفال المستهدفين بالتسجيل.
وتضم المبادرة مجموعة من الأركان التوعوية والخدمية التي تقدم خدمات متنوعة ومباشرة للزوار، من بينها ركن "اعرف روضتك" الذي يُسهم في تعريف أولياء الأمور بالروضات القريبة من أماكن سكنهم، إلى جانب ركن الدعم الفني الذي يساند الأسر في عملية التسجيل الإلكتروني عبر منصة "نور".
كما تقدم المبادرة استشارات تربوية من مختصين في الطفولة المبكرة، تعزز من وعي الأسرة بدورها التربوي، وتقدم توصيات حول أساليب التربية الفعّالة في هذه المرحلة الحساسة، إضافة إلى ركن مخصص للتوعية بذوي الإعاقة، يهدف إلى دمج هذه الفئة بشكل إيجابي ضمن بيئة التعليم المبكر.
وتتيح المبادرة للأطفال أنفسهم فرصة للمشاركة عبر الأنشطة التفاعلية المصممة بعناية، حيث يتم إشراكهم في تجارب تعليمية مرحة ومحفزة تعزز لديهم القيم السلوكية والمهارات الاجتماعية، وهو ما يمنح أولياء الأمور تصورًا واضحًا عن نوعية البيئة التعليمية التي تنتظر أبناءهم في الروضة.
وتسعى "تعليم جدة" من خلال هذه المبادرة إلى تخفيف الأعباء على أولياء الأمور، خاصة في ظل تزايد أعداد المتقدمين سنويًا للتسجيل في رياض الأطفال، كما توفر المبادرة معلومات محدثة عن الأنظمة واللوائح والخدمات الإلكترونية المرتبطة بمرحلة الطفولة المبكرة.
ويأتي هذا التحرك ضمن جهود وزارة التعليم الرامية إلى توسيع نطاق الالتحاق في مرحلة رياض الأطفال، ورفع نسب الالتحاق بها بما يحقق العدالة التعليمية ويضمن تكافؤ الفرص منذ البدايات الأولى للتعلم، وهو ما يتطلب شراكة قوية بين الأسرة والمؤسسات التعليمية.
وتُعد هذه الفعالية فرصة لتجربة تعليمية حية للأسر، حيث تنقل بيئة الروضة المصغرة إلى أحد المراكز التجارية الكبرى في جدة، مما يعزز من الوصول إلى مختلف شرائح المجتمع، ويدعم تحقيق هدف الوزارة في جعل التعليم المبكر أكثر قربًا ووضوحًا للمجتمع المحلي.
وقد لاقت المبادرة إشادات واسعة من الزوار والمشاركين الذين أكدوا على أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات النوعية، والتي تُسهم في بناء جسور تواصل بين الأسرة والمدرسة، وتُعزز من ثقة أولياء الأمور بالنظام التعليمي وجهود وزارة التعليم في مواكبة احتياجات المرحلة.
ويعمل فريق متخصص من إدارة تعليم جدة على إدارة الفعالية وتقديم الخدمات التوعوية والفنية للزوار، بالتعاون مع عدد من الإدارات المعنية بالطفولة المبكرة، في خطوة تؤكد على تضافر الجهود لتقديم تجربة تعليمية متكاملة تبدأ من لحظة التسجيل وحتى دخول الطفل إلى مقعده الدراسي.
وتُبرز هذه المبادرة أهمية دمج الوسائل التقنية الحديثة في التواصل مع الجمهور، حيث تعتمد على أنظمة إلكترونية مثل "نور" لتسجيل الأطفال، إلى جانب تقديم الدعم المباشر من خلال الأركان التقنية، وهو ما يعكس التحول الرقمي الذي يشهده قطاع التعليم في المملكة.
كما توفر المبادرة نموذجًا يُحتذى به في التعاون المجتمعي، إذ تنقل التعليم من جدران المؤسسات الرسمية إلى فضاءات الحياة اليومية للمواطن، مما يُعزز من الثقافة التربوية العامة ويجعل من الأسرة شريكًا فاعلًا في العملية التعليمية، لا مجرد متلقٍ للخدمة.
ويمثل نجاح مثل هذه المبادرات رسالة واضحة على أن الطريق نحو تعليم نوعي ومستدام يبدأ من الطفولة المبكرة، ويتطلب وعيًا جمعيًا بأهمية هذه المرحلة ودور الأسرة في تهيئة الطفل نفسيًا وسلوكيًا لخوض تجربة التعلم بثقة واستعداد.
وقد أكدت إدارة تعليم جدة أن مثل هذه الفعاليات ستتكرر وتتنوع في مناطق مختلفة، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأسر، وتمكينها من التسجيل السلس، وتوفير المعلومة الدقيقة، وبناء وعي حقيقي حول طبيعة التعليم المبكر وأهميته في بناء المجتمع.
ومع استمرار المبادرة لثلاثة أيام، تُتاح الفرصة أمام أولياء الأمور للاستفادة من الخدمات المقدمة، ومواكبة أحدث المعلومات حول تسجيل أبنائهم في الروضات الحكومية، ما يعزز من فرص القبول ويسهم في تنظيم بداية العام الدراسي القادم بكفاءة عالية.
وتؤكد هذه التجربة أن التعليم لا يبدأ عند الصف الأول، بل يمتد بجذوره إلى الروضة، حيث تتشكل أولى ملامح الهوية التعليمية للطفل، وتُزرع البذور الأولى للانضباط والاستقلالية والتفاعل الاجتماعي، وهي أسس لا غنى عنها لمستقبل تعليمي مشرق.