قبل انطلاق السوبر السعودي .. أزمة مفاجئة تهز أروقة الاتحاد وتضع بلان في ورطة

ضربت أزمة مفاجئة نادي الاتحاد السعودي قبل أيام قليلة من انطلاق منافسات الموسم الكروي الجديد، الذي يترقبه جمهور الكرة السعودية بشغف كبير، إذ يسعى "العميد" لمواصلة حضوره القوي ومنافسته على الألقاب المحلية بعد موسم مميز، لكن الظروف بدأت في تعقيد مهمة الفريق بشكل غير متوقع، مع توارد الأنباء حول غياب مؤثر لأحد عناصره الأساسية.
ففي تطور مفاجئ، كشفت تقارير صحفية صباح اليوم الثلاثاء عن تعرض الظهير الأيسر لنادي الاتحاد حسن كادش لإصابة عضلية قوية أثناء مشاركته مع المنتخب السعودي في بطولة الكأس الذهبية "الكونكاكاف"، وهي الإصابة التي ستبعده عن الملاعب لفترة قد تصل إلى شهرين كاملين، ما يشكل ضربة موجعة للمدرب الفرنسي لوران بلان، الذي يعوّل كثيرًا على خدمات اللاعب ضمن خططه التكتيكية.
إقرأ ايضاً:"الشنيف يفجر المفاجأة"... مقترح بـ10 أجانب يزلزل الشارع الرياضيالنصر يحسم الجدل: سيماكان باقٍ رغم العروض الإيطالية
وأكدت صحيفة "الرياضية" السعودية، المتخصصة في تغطية أخبار الكرة المحلية، أن التشخيص المبدئي أظهر تعرض حسن كادش لتمزق في العضلة الخلفية، وهي إصابة معقدة بطبيعتها وتتطلب برنامجًا علاجيًا دقيقًا وتأهيلًا يستمر لأسابيع طويلة، مما يعني غيابه الرسمي عن بداية الموسم، وعلى الأرجح عن بطولة كأس السوبر السعودي، التي تمثل الاختبار الأول للفريق هذا العام.
وهذا الغياب المفاجئ يضع المدرب لوران بلان أمام تحدٍ فني كبير، إذ يفقد أحد أكثر لاعبيه انسجامًا في الخط الخلفي، وهو ما قد يضطره إلى إعادة ترتيب أوراقه الدفاعية قبل مواجهة فرق قوية في السوبر، في وقت يحتاج فيه الفريق إلى كل عناصره الأساسية للدخول في أجواء المنافسة مبكرًا، خصوصًا في ظل التوقعات العالية من الجماهير بعد موسم مميز.
ويواجه الجهاز الطبي لنادي الاتحاد ضغوطًا كبيرة في هذه المرحلة، حيث بدأ الفريق بالفعل إعداد خطة تأهيلية دقيقة لمحاولة تسريع عودة اللاعب قبل بداية البطولة، إلا أن نوعية الإصابة وحجمها تجعلان هذه المهمة صعبة، وهو ما يزيد من قلق الجماهير الاتحادية التي ترى في كادش عنصرًا لا غنى عنه على الرواق الأيسر.
ومنذ انضمامه إلى صفوف الاتحاد، أثبت حسن كادش نفسه كأحد الأعمدة الأساسية في تشكيلة الفريق، حيث تميز بانضباطه التكتيكي، وقدرته على المساهمة في بناء الهجمات والدفاع في آنٍ واحد، ما جعل غيابه المفاجئ لا يمر مرور الكرام على المعسكر الاتحادي الذي كان يجهز نفسه لانطلاقة قوية.
وتثير هذه الإصابة كذلك تساؤلات عديدة حول الأحمال البدنية على اللاعبين الدوليين المشاركين في بطولات قارية خارج الروزنامة المحلية، حيث يعتبر البعض أن مشاركة كادش في بطولة الكونكاكاف مع المنتخب السعودي كان يمكن أن تُدار بحذر أكبر، لتجنب إجهاد اللاعب أو تعريضه لمخاطر إصابات عضلية قبل بداية موسم حافل.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من نادي الاتحاد حول تفاصيل الإصابة أو الخطة العلاجية الخاصة باللاعب، إلا أن المصادر المقربة من الجهاز الفني أكدت أن بلان يعقد اجتماعات مكثفة مع الطاقم الطبي للبحث عن بدائل تكتيكية، في حال تأكد غياب كادش عن مواجهة السوبر بشكل رسمي.
ومع اقتراب موعد البطولة، تتزايد الضغوط النفسية على الفريق، الذي يخوض أول اختبار حقيقي في الموسم الجديد أمام خصمٍ متحفّز، وسط آمال جماهيره في تحقيق بداية قوية تعكس طموحاته في استعادة المجد المحلي ومواصلة حصد الألقاب.
وتُعد بطولة كأس السوبر السعودي محطة مهمة للمدرب الفرنسي الذي يسعى لترسيخ بصمته في الموسم الثاني له مع العميد، بعد أن نجح في إعادة الفريق إلى الواجهة الموسم الماضي، حيث حقق نتائج جيدة ونافس بقوة حتى الأمتار الأخيرة في الدوري والكأس.
وفي حال تأكد غياب حسن كادش رسميًا، فإن الاتحاد سيضطر للاعتماد على أحد البدائل الشابة أو الدفع بأحد اللاعبين في غير مركزه الأصلي، وهي مجازفة قد تكلّف الفريق الكثير أمام خصوم مدججين بالنجوم، مما يجعل الأيام القادمة حاسمة في تحديد جاهزية الفريق وقرارات الجهاز الفني.
ويأتي هذا التطور في وقت حساس للغاية، حيث يعاني عدد من الأندية السعودية من غيابات وإصابات طارئة، الأمر الذي يعكس حجم الضغط الذي يتعرض له اللاعبون نتيجة تراكم المشاركات في البطولات المحلية والدولية دون فترات راحة كافية.
ويُنتظر أن يعقد نادي الاتحاد مؤتمرًا صحفيًا خلال الأيام القادمة لتوضيح صورة الوضع الفني والطبي، وسط اهتمام كبير من وسائل الإعلام المحلية والجماهير التي تتابع التفاصيل عن كثب، وتترقب إعلان القائمة النهائية المشاركة في السوبر.
ويأمل مشجعو الاتحاد أن لا تؤثر هذه الأزمة على استقرار الفريق في بداية المشوار، لا سيما أن التحديات القادمة تتطلب جاهزية قصوى، وانسجامًا بين عناصر الفريق كافة، وهو ما حاول بلان تحقيقه خلال المعسكرات الإعدادية الصيفية.
ويُذكر أن حسن كادش ليس أول لاعب يصاب أثناء مشاركته مع المنتخب، إذ سبق أن عانت أندية سعودية عدة من مثل هذه المواقف، مما يدفع البعض للمطالبة بمراجعة جدولة المباريات وتوزيع الأحمال، حفاظًا على نجوم الأندية ومنع تكرار مثل هذه الغيابات المفاجئة.
وفي الوقت ذاته، تبقى عودة كادش رهينة مدى تجاوبه مع العلاج وخطة التأهيل، والتي يأمل الجهاز الفني أن تُثمر عن تقليص فترة الغياب، ولو جزئيًا، ليتمكن من اللحاق بأولى مباريات الفريق في الدوري حتى لو غاب عن السوبر.
وتتجه الأنظار الآن نحو التدريبات المقبلة للاتحاد، لمتابعة طريقة تعامل المدرب مع هذا الغياب المؤثر، واختبار مدى مرونة التشكيلة الأساسية لتعويض اللاعب، خصوصًا أن الموسم يبدو واعدًا من حيث المنافسة، لكنه مرهق من حيث المدة وكثافة المواجهات.
وقد تلعب هذه الأزمة دورًا إيجابيًا في تحفيز بعض اللاعبين لتقديم أنفسهم كبدلاء مميزين، في حال أُتيحت لهم الفرصة، وهو ما قد يفتح الباب أمام مفاجآت داخل صفوف العميد في بداية الموسم.