ملفات معقدة تؤجل حسم الصفقات في الأهلي.. بقرار من "يايسله" استبعاد أسماء بارزة الموسم المقبل

اتخذت إدارة النادي الأهلي موقفًا حذرًا بشأن ملف التعاقدات الأجنبية الخاصة بالفريق الأول لكرة القدم، حيث قررت تأجيل حسم الصفقات الجديدة لحين اتضاح الرؤية الكاملة حول مستقبل اللاعبين الذين يُتوقع مغادرتهم خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، في خطوة تستهدف تحقيق أكبر قدر من التوازن الفني والمالي قبل الدخول في سوق التعاقدات.
ووفقًا لمصادر خاصة لـ«الرياضية»، فإن الإدارة الأهلاوية بدأت فعليًّا مساعيها لتسويق عقد الجناح الفرنسي آلان سانت ماكسيمان، غير أن المحاولات لم تسفر حتى الآن عن عروض رسمية وجادة، مما دفع مسؤولي النادي إلى تكثيف تحركاتهم خلال المرحلة المقبلة لإيجاد وجهة مناسبة للاعب.
إقرأ ايضاً:الفحوصات الطبية تحدد مصير مدافع الاتحاد للمشاركة مع الأخضر "بعد مغادرة الثلاثي".. الترجي والهلال الفرصة الأخيرة للعرب في المونديال
وكان سانت ماكسيمان قد قضى الموسم الماضي معارًا إلى نادي فنربخشة التركي، غير أن النادي قرر عدم تجديد الإعارة بعد نهاية الموسم، ما ترتب عليه عودة اللاعب إلى جدة، وسط حالة من الغموض حول مستقبله مع الفريق الأخضر في الموسم الجديد.
وبالتوازي مع ملف ماكسيمان، نجحت إدارة الأهلي في تسويق عقد المهاجم البرازيلي روبرتو فيرمينو، بعدما توصلت إلى اتفاق نهائي بشأن انتقاله إلى نادي السد القطري، بحسب ما أكدته «الرياضية» في تقريرها الصادر بتاريخ 17 يونيو الجاري، لتطوي الإدارة بذلك صفحة أحد أبرز الأسماء الأجنبية في الفريق.
ويأتي هذا التحرك ضمن استراتيجية النادي لتجديد دماء الفريق الأجنبي، خاصة مع التوجه الفني الذي يقوده المدرب الألماني ماتياس يايسله، والذي أوصى هو الآخر بإبعاد عدد من الأسماء التي لم تقدم الإضافة المطلوبة، أو التي تعاني من مشكلات طبية مزمنة.
وفي هذا السياق، كشفت المصادر ذاتها أن يايسله طلب رسميًا استبعاد البرازيلي ألكسندر من قائمة الفريق للموسم المقبل، في ظل معاناته من إصابة مزمنة في منطقة الحوض أثرت على مشاركاته الموسم الماضي، وجعلته خارج الحسابات الفنية لفترات طويلة.
ومن المنتظر أن يتم حسم هذه الملفات بشكل نهائي قبيل انطلاق المعسكر الخارجي للفريق، المقرر تنظيمه خلال شهر يوليو المقبل، والذي يمثل المحطة الرئيسية في استعدادات الفريق لمنافسات الموسم الجديد محليًا وقاريًا.
وتسعى إدارة الأهلي إلى إنهاء ملفات الراحلين قبل دخولها في مفاوضات جادة لضم لاعبين جدد، حيث ترى أن تحديد قائمة المغادرين سيوفر مساحة أوسع لاتخاذ قرارات مدروسة تخص التعاقدات، سواء من الناحية الفنية أو في ما يتعلق بسقف الرواتب وتوزيع الأجانب داخل التشكيلة.
ويبدو أن إدارة النادي تتعامل مع هذه المرحلة بدقة عالية، إذ تدرك أهمية اختيار العناصر الأجنبية بعناية، خاصة بعد موسم شهد تفاوتًا في مستويات بعض اللاعبين، ما فرض تحديات فنية على المدرب وأثّر جزئيًا على مسار الفريق في بعض المباريات.
وتجدر الإشارة إلى أن عقدي سانت ماكسيمان وفيرمينو مع الأهلي يمتدان حتى نهاية يونيو 2026، وهو ما يعني أن رحيلهما في الصيف الحالي يحتاج إلى تسويات مالية أو عروض تتناسب مع القيمة السوقية للاعبين، وهو ما تعمل عليه الإدارة في الوقت الحالي.
ومن جهة أخرى، يواصل الجهاز الفني وضع خطط التحضير للموسم المقبل، حيث يرتقب أن يشهد المعسكر الخارجي العديد من الاختبارات الودية والمكثفة، بهدف دمج العناصر الجديدة وتقييم الأسماء المتاحة، بما يتناسب مع الرؤية الفنية التي يتبناها يايسله.
وتعكس هذه التحركات رغبة النادي في الدخول إلى الموسم الجديد بفريق أكثر جاهزية وتناسق، لا سيما وأن الأهلي يطمح للعودة القوية إلى المنافسة على البطولات، بعد أن استعاد مكانته في دوري المحترفين وبدأ في بناء مشروع رياضي مستقر.
وبينما يترقب الجمهور الأهلاوي هوية الأسماء القادمة، يبدو أن الإدارة قررت عدم الاستعجال في إعلان التعاقدات الجديدة، مفضّلة الانتظار حتى تنتهي من ترتيب قائمة المغادرين بشكل نهائي، وتوفير بيئة مناسبة للصفقات التي ستتم لاحقًا.