ستكلفك 20 دولاراً شهرياً.. أمازون تكشف عن سعر خدمتها الجديدة.. فهل تستحق هذا المبلغ؟

في مسعى جديد لاستعادة زمام المبادرة في سوق المساعدات الذكية، كشفت شركة أمازون أن أكثر من مليون مستخدم باتوا يستفيدون من النسخة التجريبية لمساعدها الرقمي المتطور "أليكسا بلس"، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتقديم تجربة أكثر طبيعية وواقعية.
النسخة الجديدة، التي لا تزال متاحة بنظام الدعوات فقط، تمثل تحولًا نوعيًا في أداء المساعدات الافتراضية، حيث يمكن للمستخدمين التحدث مع "أليكسا بلس" كما لو كانوا يتحدثون مع شخص حقيقي، باستخدام لغتهم اليومية دون الحاجة لأوامر محددة مسبقًا.
إقرأ ايضاً:احذروا الطريق اليوم.. الأرصاد تحذر من رياح وأتربة وأمطار تضرب بعد المناطق والأخرى تصيبها الحرارة.. فما هي تلك قرار فني حاسم يُبعد نجم إيفرتون عن الملاعب السعودية.. "بعد اتفاق كامل"
بحسب تقارير تقنية، من بينها موقع "تك كرانش"، فإن المستخدمين الذين انضموا إلى قائمة الانتظار بات بإمكانهم استكشاف الوظائف الجديدة التي أضيفت، والتي تتجاوز مجرد تشغيل الأضواء أو تشغيل الموسيقى، لتصل إلى إدارة معقدة لحياة المستخدم.
وتمثل هذه القفزة محاولة واضحة من أمازون للعودة إلى واجهة المنافسة في سوق احتدم مع بروز أدوات مثل "شات جي بي تي"، التي أعادت تعريف المفهوم التقليدي للمساعدات الذكية، وجعلت النماذج التفاعلية القائمة تبدو محدودة وغير مرنة.
ويؤكد المدير التنفيذي للشركة، آندي جاسي، أن النسخة الجديدة اجتازت حاجز 100 ألف مستخدم في مايو 2025، لكن التوسع السريع جاء لاحقًا بفضل التفاعل الواسع والإشادة على منصات التواصل، ما دفع الشركة لتوسيع النطاق التجريبي بسرعة.
"أليكسا بلس" لا تكتفي بتنفيذ الأوامر، بل تحلل تفضيلات المستخدم وسلوكياته السابقة لتقديم استجابات مخصصة، فعلى سبيل المثال، يمكنها ضبط منظم الحرارة إذا اشتكى المستخدم من البرودة، دون الحاجة إلى تعليمات صريحة،
الخدمة أيضًا توسعت لتشمل نطاقًا أوسع من المهام اليومية، مثل إدارة أجهزة المنزل الذكي، مراجعة كاميرات المراقبة، طلب الطعام، تنظيم الرحلات، حجز طاولات العشاء، وإنشاء روتينات يومية وفق عادات المستخدم.
وعلى الجانب التعليمي والإبداعي، تستطيع "أليكسا بلس" تأليف قصص للأطفال، تصميم اختبارات، تنظيم الجداول الدراسية، وتلخيص رسائل البريد الإلكتروني بنبرة مخصصة، مما يجعلها أداة إنتاجية بامتياز للمستخدمين من مختلف الفئات.
ويتم تقديم هذه الميزات بالشراكة مع منصات كبرى مثل OpenTable وUber Eats وTripAdvisor وYelp، ما يمنح "أليكسا بلس" وصولًا مباشرًا إلى خدمات متكاملة يمكن إدارتها صوتيًا في لحظات.
أما من ناحية التكلفة، فقد أعلنت أمازون أن الخدمة ستكون مجانية مؤقتًا، على أن تصبح ضمن مزايا اشتراك "أمازون برايم" لاحقًا، بينما سيُطلب من غير المشتركين دفع رسوم شهرية تبلغ 19،99 دولارًا بعد الطرح الرسمي.
النسخة التجريبية متاحة حاليًا على عدد محدود من أجهزة Echo مثل Show 8 و10 و15، مع خطط لإتاحتها قريبًا عبر Fire TV وFire Tablet، ما يشير إلى نية أمازون توسيع التجربة إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين.
ورغم الترحيب الأولي، فإن الشركة تدرك أن التحدي الحقيقي لا يكمن في الإطلاق، بل في الحفاظ على زخم التجربة وتطويرها لتتناسب مع معايير الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي بات المستخدمون يتوقعونه من أي مساعد رقمي في هذا العصر.
وتسعى أمازون لتحويل الانتشار الواسع لأجهزة "أليكسا" – التي بلغت مبيعاتها أكثر من 600 مليون جهاز – إلى منصة ذات مردود فعلي، بعد أن فشلت النسخ السابقة في تحقيق دخل مباشر يعكس حجم التوزيع الكبير.
التحدي الأكبر الذي تواجهه "أليكسا بلس" ربما لا يتمثل في عدد المستخدمين، بل في قدرتها على تقديم قيمة حقيقية تتجاوز الترفيه والتحكم الصوتي، إلى أن تصبح أداة متكاملة لحياة أكثر ذكاء وسلاسة وارتباطًا بالسياق الشخصي لكل مستخدم.