وقف إطلاق النار يمهد لانتعاش أسواق المال قريبًا.. النفط يهبط والأسهم ترتفع

شهدت أسواق المال العالمية والإقليمية انتعاشًا ملحوظًا، الثلاثاء 24 يونيو 2025، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مما خفف المخاوف من اضطراب إمدادات النفط في الشرق الأوسط، حيث تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع، بينما قفزت مؤشرات الأسهم بدعم من تراجع التوترات الجيوسياسية، مما عزز ثقة المستثمرين في استقرار الأسواق، وأثار تفاؤلاً حذرًا بين المحللين.
وتفاعلت الأسواق الخليجية بشكل إيجابي مع هذا التطور، حيث ارتفع مؤشر سوق الأسهم السعودية "تاسي" بنسبة تزيد عن 2% ليصل إلى 10935 نقطة، مدعومًا بمكاسب أسهم قيادية مثل مصرف الراجحي وأكوا باور، فيما قفز مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 3%، مسجلاً أقوى مكاسب يومية له منذ 16 ديسمبر الماضي، كما شهدت بورصة قطر ارتفاعًا بنسبة 2.4%، وهو الأعلى منذ أبريل، بينما صعد مؤشر السوق الأول في الكويت بنسبة 2.5%، وارتفع مؤشر فوتسي أبوظبي العام بنسبة 1.8%، مما يعكس عودة الزخم إلى الأسواق الإقليمية.
إقرأ ايضاً:بخطوات محسوبة.. الهلال يتحرك رسميًا للتعاقد مع ميسي في أمريكاضمك يفاجئ الجميع ويعلن مدربه الأوروبي الجديد
وفي المقابل، تأثرت أسعار السلع الأساسية بشكل واضح، حيث هبطت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين، مسجلة 3348.41 دولارًا للأونصة في المعاملات الفورية، بانخفاض 0.5%، نتيجة تراجع الطلب على الملاذات الآمنة، كما انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 3.27% إلى 69.12 دولارًا للبرميل، وهبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 3.33% إلى 66.19 دولارًا، مدفوعة بتوقعات استقرار إمدادات النفط بعد التهدئة، مما يعكس تأثير الإعلان على الأسواق العالمية.
وأبدت مؤسسات مالية كبرى تفاؤلاً حذرًا، حيث رأت "IG" أن الصراع ربما انتهى مؤقتًا، مع استقرار الأسواق رغم بعض علامات الاستفهام المتبقية، بينما أشارت "National Australia Bank" إلى تراجع مخاطر ارتفاع أسعار النفط، متوقعة استمرار ردود الفعل الإيجابية في الأسواق، وأكدت "Cresset Wealth Advisors" أن الإعلان يخفف الضبابية الجيوسياسية، لكنه لا يكفي لإطلاق سوق صاعدة جديدة، مما يعكس توازنًا بين التفاؤل والحذر في تقييم الوضع.
وتتوقع المحللة المالية ماري سالم، وفقًا لما نقلته "الشرق"، أن يعيد إعلان وقف إطلاق النار الزخم إلى الأسواق، مع عودة النشاط إلى مستويات ما قبل الحرب، حيث يعزز هذا التطور الثقة في استقرار المنطقة، ويفتح المجال أمام انتعاش اقتصادي، مع استمرار مراقبة الأسواق لالتزام الطرفين بالهدنة، مما يجعل هذا الإعلان خطوة حاسمة نحو استعادة التوازن الاقتصادي في المنطقة والعالم.