"بديل مفاجئ لبيولي".. النصر يتحرك لضم مدرب مخضرم من الدوري التركي

يبدو أن نادي النصر السعودي بدأ في اتخاذ خطوات حاسمة لإعادة بناء فريقه الفني، بعد موسم لم يكن على مستوى التطلعات، حيث كشفت مصادر صحفية عن دخول المدرب التركي أوكان بوروك ضمن دائرة الترشيحات لخلافة الإيطالي ستيفانو بيولي في قيادة "العالمي" خلال الموسم المقبل.
التحرك الإداري الجديد يأتي في أعقاب أداء باهت لم يرقَ لطموحات جماهير النصر، حيث خرج الفريق خالي الوفاض من جميع البطولات المحلية والقارية، ما جعل موقع بيولي على رأس الجهاز الفني مهددًا أكثر من أي وقت مضى.
إقرأ ايضاً:إصابة "ميتروفيتش".. هل ستكون عائق للمشاركة في المباراة القادمة للهلال بكأس العالم للأندية؟!"الأرصاد" تحذر من حالة طقس غير مستقرة وانطلاق صافرات الإنذار على بعض المناطق بالمملكة
المدرب الإيطالي الذي جاء إلى النصر محملًا بآمال عريضة فشل في تكرار تجربته السابقة مع ميلان، بعدما عجز عن قيادة الفريق نحو دوري أبطال آسيا للنخبة، فضلًا عن خسارته في مباريات مفصلية أثرت على ترتيب الفريق في جدول الدوري.
نتائج الموسم الماضي وضعت إدارة النادي في موقف لا يحتمل التأجيل، وسط ضغوط جماهيرية وإعلامية متصاعدة تطالب بالتغيير الجذري في المنظومة الفنية، وإعادة صياغة مشروع الفريق بما يتوافق مع قيمة وتاريخ النادي.
صحيفة "توتو ميركاتو" الإيطالية كانت أول من كشف عن اسم أوكان بوروك كأحد الأسماء المرشحة لتولي المهمة الفنية، وهو المدرب الذي نجح مؤخرًا في قيادة نادي جلطة سراي إلى لقب الدوري التركي، مع تقديم كرة هجومية منظمة تعتمد على الضغط العالي والسيطرة على وسط الملعب.
بوروك، الذي يُعرف بشخصيته القوية وتكتيكه المتوازن، أصبح محط أنظار إدارة النصر، خصوصًا بعد نجاحه في خلق توليفة هجومية فعالة، إلى جانب قدرته على تطوير اللاعبين الشباب وفرض الانضباط داخل غرف الملابس.
حتى الآن، لم تجرِ مفاوضات رسمية بين الطرفين، إلا أن اسم المدرب التركي يحظى بقبول واسع داخل أروقة النادي، مع توصيات من بعض المستشارين الفنيين بسرعة الدخول في مفاوضات مباشرة قبل أن يخطفه نادٍ آخر.
في المقابل، لا يزال اسم المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو متداولًا بقوة ضمن الخيارات المطروحة، لا سيما وأنه يتمتع بخبرة أوروبية كبيرة، وسبق له قيادة بورتو إلى أدوار متقدمة في دوري أبطال أوروبا، مع امتلاكه أسلوبًا صارمًا يجمع بين الانضباط والديناميكية.
كونسيساو، الذي عرف بصلابته التكتيكية وصرامته التدريبية، يرى فيه بعض مسؤولي النصر الخيار الأمثل لقيادة مشروع طويل المدى، في ظل حاجة الفريق إلى مدرب قادر على ضبط الإيقاع داخل الملعب وخارجه.
المفاضلة بين بوروك وكونسيساو ما تزال مستمرة، وسط محاولات داخلية لحسم الملف قبل انطلاق بطولة السوبر السعودي، والتي تمثل اختبارًا حقيقيًا لبداية الموسم الجديد وفرصة لتصحيح مسار الفريق بعد سلسلة من الإخفاقات.
الأنباء القادمة من مقر النادي تشير إلى أن القرار النهائي سيُحسم خلال أسبوعين على الأكثر، خاصة أن الوقت يضغط على الإدارة من أجل استكمال المعسكر الإعدادي ووضع اللمسات الأخيرة على التعاقدات الجديدة.
رحيل بيولي بات أمرًا شبه محسوم، بحسب مقربين من النادي، في حين أن الإعلان الرسمي قد يتأخر لحين التوصل لاتفاق كامل مع المدرب الجديد، سواء كان بوروك أو كونسيساو أو اسم ثالث قد يبرز في اللحظات الأخيرة.
جماهير النصر من جانبها تنتظر بفارغ الصبر إعلان هوية المدرب الجديد، مع تصاعد الأصوات المطالبة باختيار اسم يمتلك سجلًا بطوليًا وخبرة في التعامل مع النجوم، خاصة أن الفريق يضم أسماء بارزة تحتاج إلى قيادة فنية استثنائية.
الإدارة تدرك جيدًا أن القرار القادم سيكون مصيريًا، فالموسم المقبل لا يحتمل التجارب، والمنافسة على الألقاب باتت شرطًا أساسيًا لتهدئة غضب المدرج الأصفر الذي ضاق ذرعًا بالإخفاقات المتكررة.
ومع كل ساعة تمر، تتجه الأنظار نحو مقر النصر، حيث يترقب الجميع إعلانًا قد يكون الأكثر تأثيرًا في مستقبل الفريق خلال السنوات المقبلة، وسط تساؤلات لا تتوقف حول من سيكون القائد الجديد لمسيرة "العالمي".