تحالف "سعودي-صيني" تاريخي.. كيف ستغير هذه الشراكة الجديدة خريطة الشحن الجوي في آسيا؟

التوسع العالمي
كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في  twitter

في خطوة تعكس طموحات التوسع السعودي في قطاع الشحن الجوي، أعلنت شركة الخطوط السعودية للشحن عن تدشين كيان جديد يحمل اسم «السعودية للشحن العالمية»، بالشراكة مع مجموعة «تام» الصينية.

وذلك من قلب أحد أهم المراكز اللوجستية في العالم: هونغ كونغ، هذه المبادرة تمثل تحولًا استراتيجيًا يعزز من حضور المملكة في السوق الصينية.


إقرأ ايضاً:لتعزيز "مرونته المالية".. صندوق الاستثمارات العامة يطلق "أداة تمويلية" جديدة لأول مرة في تاريخهإزالة مصادر الإزعاج...حملة كبيرة في مكة على الورش المخالفة المنتشرة في المواقع غير المخصصة!

الشراكة بين الجانبين ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها منذ عام 1986، لتأتي هذه الخطوة كتتويج لعقود من التعاون، وتجسيد لرؤية توسعية أوسع نطاقًا تتماشى مع توجهات رؤية السعودية 2030، عبر ربط أسواق آسيا بأسواق المملكة والعالم من خلال بنية تحتية متقدمة وخدمات شحن متكاملة.

وقد جرى حفل التدشين بحضور رسمي لافت، ضم القنصل العام السعودي في هونغ كونغ، وممثل وزارة الاستثمار في الصين، وعدداً من كبار مسؤولي الخطوط السعودية، ما يعكس حجم الاهتمام والدعم الرسمي لهذا المشروع الواعد، الذي يُنتظر أن يفتح آفاقًا تجارية جديدة وواسعة.

يطمح هذا الكيان الجديد إلى أن يكون جسراً لوجستياً يربط بين الشرق والغرب، ويستفيد من الموقع الاستراتيجي لهونغ كونغ التي تعد بوابة رئيسية للصين وجنوب شرق آسيا، في وقت تتسارع فيه حركة التجارة العالمية وتزداد متطلباتها تعقيدًا وتطورًا.

الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السعودية للشحن، المهندس لؤي مشعبي، وصف هذه الخطوة بأنها محطة مفصلية في مسيرة الشركة نحو العالمية، مؤكدًا التزامهم العميق تجاه السوق الصينية، وسعيهم إلى ريادة عالمية قائمة على رؤية طموحة وممارسات تشغيلية مرنة.

ولفت مشعبي إلى أن إطلاق «السعودية للشحن العالمية» سيسهم في توسيع نطاق التبادل التجاري بين الصين والسعودية، مع وجود خمسة مراكز شحن مخصصة ستعمل على تسريع حركة البضائع وزيادة كفاءة الخدمات، تماشياً مع المستهدفات الوطنية لزيادة الصادرات غير النفطية وتنويع مصادر الدخل.

من جانبه، أعرب الدكتور تام وينغ كون، رئيس مجلس إدارة مجموعة «تام»، عن فخره بهذه الشراكة التي تواصلت لقرابة أربعة عقود، مؤكدًا أن السوق الصينية أصبحت أكثر تعقيدًا وتطورًا، ما يتطلب حلولاً لوجستية ذكية، وهو ما يعد به هذا المشروع الجديد.

وشدد تام على أن الموقع الحيوي لهونغ كونغ سيمنح المشروع قدرة واسعة على خدمة أسواق ضخمة في جنوب شرق آسيا والعالم، في ظل التزام مشترك بالتميز والابتكار في تقديم الخدمات، بما يتناغم مع توجهات حكومة هونغ كونغ لتعزيز الربط مع الشرق الأوسط.

وتقدم «السعودية للشحن العالمية» مجموعة واسعة من الخدمات المخصصة لاحتياجات السوق الصينية، تشمل رحلات شحن فعّالة، وخدمات للتجارة الإلكترونية، وكذلك شحنات دوائية تتماشى مع أعلى المعايير التنظيمية، مما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في سلسلة الإمداد العالمية.

وتقوم الشركة الجديدة على مزيج من الخبرة السعودية في الشحن الجوي والمعرفة العميقة للسوق الصينية التي تتمتع بها مجموعة «تام»، ما يضمن تكاملًا عمليًا وتنفيذيًا يعزز من الكفاءة ويضمن الاستجابة السريعة للمتغيرات والمتطلبات المتنامية.

ويعكس الشعار الذي أطلقته الشركة الجديدة «ريادة عالمية في مجال الشحن الجوي، أصالة راسخة، ورؤية طموحة»، فلسفتها في مزج الأصالة مع الابتكار، والسعي الدائم نحو تقديم حلول متكاملة تعيد تعريف مستقبل الشحن الجوي في المنطقة.

ولا تقتصر هذه الخطوة على الجانب التجاري فقط، بل تمثل أيضًا أحد مكونات التحول المؤسسي الذي تعيشه السعودية للشحن، والذي يسعى إلى خلق شبكة شحن مترابطة عالميًا، ضمن منظومة اقتصادية تركز على التمكين اللوجستي وتيسير الحركة التجارية.

وما يميز هذه الخطوة أنها لا تأتي بمعزل عن التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة، بل تصب في إطار تمكين الشركات السعودية من أن تكون لاعبة رئيسية في الاقتصاد العالمي، وتدعم خطط النمو والتنويع في مختلف القطاعات الاقتصادية.

ويبدو أن هذا المشروع لن يكون إلا بداية لمراحل قادمة من التوسع العالمي، حيث أشار مسؤولو الشركة إلى نيتهم نقل النموذج ذاته إلى قارات أخرى، مما يعزز من موقع السعودية كمركز محوري في خريطة الشحن العالمي.

ومع تسارع حركة التجارة، واعتماد الشركات العالمية بشكل متزايد على الحلول اللوجستية الذكية، تبدو السعودية للشحن في وضع مثالي لتقديم قيمة مضافة ترتكز على الموقع الجغرافي، والمرونة التشغيلية، والتحالفات الذكية العابرة للقارات.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook