كيف تخفض فاتورة الكهرباء وتحسن بيئة منزلك؟ مشروع في جدة يكشف عن "حلول مبتكرة"

المباني المستدامة
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

في قلب محافظة جدة، وتحديدًا في مركز حي النهضة النموذجي، انطلق مشروع "المباني المستدامة"، في مبادرة لافتة تهدف إلى ترسيخ مفاهيم الاستدامة البيئية وتحويل المباني التقليدية إلى مساحات ذكية تجمع بين الراحة والأمان وتقليل استهلاك الطاقة.

المشروع الذي لفت الأنظار جاء نتيجة تعاون مؤسسي مثمر، جمع لجنة المسؤولية الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة ومؤسسة الملك خالد الخيرية، إلى جانب دعم من الشركة السعودية للكهرباء، وتنفيذ جمعية المسؤولية الاجتماعية بمحافظة جدة.


إقرأ ايضاً:ابتداءً من العام القادم.. مقرر "إلزامي" جديد لجميع طلاب هذه الجامعة السعودية.. فما هو؟احذروا الطريق اليوم.. الأرصاد تحذر من رياح وأتربة وأمطار تضرب بعد المناطق والأخرى تصيبها الحرارة.. فما هي تلك

حملت المبادرة رؤية جديدة نحو المستقبل، حيث خُصصت لتدريب 30 شابًا وشابة من أبناء جدة، على تصميم وتعديل المباني بطرق مبتكرة، تضمن تحسين كفاءة الطاقة وتوفير بيئة أكثر أمانًا واستدامة للأجيال القادمة.

اللافت في المشروع لم يكن فقط استهدافه الجانب الهندسي أو التقني، بل تركيزه على رفع الوعي البيئي بين المشاركين، وتزويدهم بمهارات عملية تساعدهم على الإسهام في تحسين بيئتهم الحضرية بطرق ذكية ومستدامة.

وشهد المشروع مشاركة فاعلة من وزارة البيئة والمياه والزراعة، من خلال فرعها في منطقة مكة المكرمة، حيث قدمت إدارة البيئة برنامجًا توعويًا متكاملاً ضمن الأنشطة المصاحبة للمبادرة، دعمت به أبعاد المشروع التثقيفية.

الوزارة لم تكتفِ بتقديم الإرشاد البيئي فقط، بل حرصت على دمج رسائلها التوعوية ضمن التدريب، مؤكدة على أهمية استخدام الموارد الطبيعية بكفاءة، وتقليل البصمة الكربونية في أنماط البناء والحياة اليومية.

المهندس ماجد بن عبدالله الخليف، مدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة، شدد على ضرورة العمل التكاملي بين الجهات الحكومية والقطاع غير الربحي، لتحقيق أهداف التنمية البيئية وتفعيل دور المجتمع في حماية الأرض.

وأوضح أن المشاركة في مثل هذه المبادرات تعكس التزام الوزارة بدورها التوعوي، وأن نجاح المشروع يمثل نموذجًا يحتذى به لتفعيل الشراكات المجتمعية في خدمة البيئة وتحقيق مستهدفات الاستدامة الوطنية.

التدريب الذي تلقاه الشباب لم يكن نظريًا فحسب، بل شمل ورشًا تطبيقية تحاكي الواقع، وتعرض أمثلة حقيقية لتحسين المباني القائمة، وإعادة تهيئتها لتكون أكثر ملاءمة لمتطلبات البيئة والمجتمع العصري.

وركزت الدورات على مفاهيم عدة، أبرزها أهمية العزل الحراري، واستخدام تقنيات الإضاءة الذكية، وترشيد استهلاك المياه، إلى جانب تهيئة الأبنية لتتكيف مع الظروف المناخية، ما يعكس فهمًا شاملًا لمفهوم "الاستدامة".

المشاركون في المشروع أبدوا حماسًا لافتًا، واعتبروا أن المهارات التي اكتسبوها تمثل نقطة تحول في وعيهم الشخصي والمهني، حيث باتوا قادرين على تطبيق المفاهيم البيئية في منازلهم وأماكن عملهم ومجتمعهم.

وأشار عدد من المتدربين إلى أن فكرة تحويل المباني إلى مساحات ذكية لا تتطلب بالضرورة ميزانيات ضخمة، بل تبدأ من قرارات بسيطة مثل اختيار مواد بناء صديقة للبيئة، أو تعديل نظام الإضاءة لتقليل استهلاك الكهرباء.

المشروع لم يمر مرور الكرام، بل أثار اهتمامًا واسعًا لدى عدد من المهندسين والناشطين البيئيين في جدة، والذين أثنوا على المبادرة ودعوا إلى تكرارها في أحياء ومناطق أخرى داخل المملكة.

وأكد مختصون أن مثل هذه المشاريع تشكل خط الدفاع الأول في مواجهة التغير المناخي، عبر بناء وعي مجتمعي يعزز من ثقافة الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل النفايات والانبعاثات الضارة.

وتشكل مشاركة الجهات الداعمة، من مؤسسات أهلية وقطاع خاص، مؤشرًا على تنامي الإحساس بالمسؤولية الجماعية تجاه البيئة، وأن العمل البيئي لم يعد مقتصرًا على جهة واحدة، بل بات مهمة وطنية تشاركية.

وفي الوقت الذي تتسارع فيه جهود المملكة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 في الاستدامة، تبقى هذه المبادرات بمثابة لبنات حيوية في بناء مستقبل أخضر، حيث يلتقي الوعي المجتمعي بالحلول التقنية الذكية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook