وزارة الزراعة تطلق جولة رقابية مشددة.. حملة مفاجئة لفحص المحاصيل في وادي قديد
في خطوة رقابية تهدف إلى الحفاظ على سلامة الغذاء وجودة المنتجات الزراعية، نفذ مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بمحافظة خليص جولات ميدانية مكثفة على مزارع مركز وادي قديد، وسط متابعة حثيثة لاستخدام المبيدات ومدى التزام المزارعين بالاشتراطات البيئية.
الجولات شملت عددًا من المزارع المنتجة لمختلف المحاصيل، حيث قام مفتشو المكتب بسحب عينات مباشرة من المنتجات الزراعية، تمهيدًا لتحليلها مخبريًا في مختبرات الوزارة بمحافظة جدة للتأكد من مستويات بقايا المبيدات والمواد الكيميائية.
إقرأ ايضاً:منتخب السعودية للشباب يسقط أمام صربيا في بطولة العالم لكرة اليدأسعار النفط تتراجع بعد هدنة ترامب بين إيران وإسرائيل
الإجراء يأتي في إطار الخطة الوطنية للرقابة على الأغذية الزراعية، والتي تولي أهمية بالغة لرصد الملوثات الكيميائية في الخضراوات والفواكه قبل وصولها إلى الأسواق، في محاولة جادة لحماية المستهلك من أي مخاطر صحية محتملة.
بحسب مصادر مطلعة، فإن الحملة الرقابية ركزت على التأكد من التزام المزارعين بفترات التحريم قبل الحصاد، وهي الفترات التي يُمنع خلالها جني المحاصيل بعد استخدام المبيدات، تفاديًا لبقاء آثار ضارة في المنتج النهائي.
مفتشو البيئة لم يكتفوا بجمع العينات فقط، بل قاموا كذلك بتنفيذ برنامج توعوي مباشر في مواقع المزارع، حيث تم شرح أساسيات الممارسات الزراعية السليمة، وتوجيه العمال والمزارعين نحو استخدام رشيد وآمن للمواد الكيميائية.
في هذا السياق، تم التأكيد على ضرورة تحديد نوع الآفة بدقة قبل اللجوء لاستخدام المبيدات، مع أهمية اختيار النوع الأنسب حسب التوصيات الفنية المعتمدة، وتقليل الاعتماد على العلاجات العشوائية التي تهدد التوازن البيئي.
الجولات تضمنت كذلك توجيهات مشددة بضرورة حفظ وتخزين المبيدات في أماكن آمنة، بعيدًا عن متناول الأطفال أو مناطق المعيشة، بالإضافة إلى ارتداء معدات الوقاية الشخصية أثناء عمليات الرش والخلط.
وزارة البيئة تسعى من خلال هذه الإجراءات إلى خلق منظومة زراعية متكاملة توازن بين زيادة الإنتاج وحماية صحة الإنسان، وهي جزء من رؤية وطنية أوسع لتحسين جودة المنتجات الزراعية المحلية ورفع كفاءتها التنافسية.
المزارعون تفاعلوا بإيجابية مع الحملة، حيث أبدى عدد منهم اهتمامًا بتلقي الإرشادات، وطرحوا أسئلة حول طرق المكافحة البيولوجية، والبدائل الآمنة للمبيدات الكيميائية، ما يعكس تنامي الوعي بأهمية الزراعة المستدامة.
أحد المزارعين في وادي قديد عبّر عن تقديره لهذه المبادرات الرقابية، مؤكدًا أن توفير الدعم الفني من قبل الوزارة يفتح آفاقًا جديدة أمام المزارعين لتحسين الإنتاج دون المساس بسلامة المستهلك أو البيئة.
وتُعد هذه الحملة جزءًا من خطة رقابية دورية تنفذها وزارة البيئة في مختلف مناطق المملكة، وتركز على رفع مستوى الالتزام بالأنظمة الزراعية، وضبط استخدام المبيدات، والحد من الممارسات العشوائية في القطاع.
مصادر في الوزارة أكدت أن نتائج العينات سيتم الإعلان عنها لاحقًا، وفي حال ثبوت وجود تجاوزات أو مستويات مرتفعة من المواد الكيميائية، سيتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحق المخالفين وفقًا للوائح المعتمدة.
الجهات المعنية تراهن على التعاون الوثيق بين المزارعين والفرق الرقابية، لتحقيق أهداف الحملة بشكل فعّال، خاصة في ظل التحديات المناخية وتنامي الطلب على المنتجات الزراعية الآمنة محليًا ودوليًا.
يُذكر أن مركز وادي قديد يُعد من المناطق الزراعية المهمة في محافظة خليص، ويتميز بإنتاجه الوفير من الخضراوات والفواكه الموسمية، مما يجعله ضمن أولويات الحملات الرقابية لضمان جودة ما يصل إلى الأسواق.
الوزارة شددت على أنها لن تتهاون مع أي ممارسات تعرض الصحة العامة للخطر، وستواصل تنفيذ خططها الرقابية في مختلف المناطق الزراعية بالتنسيق مع الجهات المختصة، لتأمين غذاء آمن للمستهلك وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة.
ومع تواصل هذه الجهود، يبقى الرهان على وعي المزارع والتزامه بأفضل الممارسات، عنصرًا حاسمًا في ضمان سلامة المحصول وجودته، ما ينعكس إيجابًا على صحة المجتمع واقتصاد الوطن.