الحرب تنتقل إلى الفضاء: أمازون تتحدى ايلون ماسك ومشاريعه

امازون
كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في  twitter

في خطوة جديدة تؤكد عزمها على اقتحام سوق الإنترنت الفضائي، أطلقت شركة "أمازون" دفعة جديدة من أقمارها الصناعية ضمن مشروع "كويبر"، الذي يُعد أبرز تحدٍّ تقني مباشر لشبكة "ستارلينك" التي يقودها إيلون ماسك عبر شركته "سبيس إكس".

وجاء الإطلاق فجر الاثنين من محطة "كيب كانافيرال" بولاية فلوريدا، حيث حمل صاروخ "أطلس 5" التابع لتحالف الإطلاق المتحد 27 قمرًا صناعيًا إلى مدار أرضي منخفض.


إقرأ ايضاً:خالد الشنيف: ميسي في طريقه إلى الدوري السعودي خلال الأشهر المقبلةهيئة تقويم التعليم تعلن نتائج التحصيل الدراسي اليوم رسميًا

هذا الإطلاق يمثل نقطة تحوّل في مسار المشروع الطموح، الذي أعلنت عنه أمازون قبل ست سنوات، ويهدف إلى إنشاء كوكبة من آلاف الأقمار لتوفير تغطية إنترنت عالمية، خاصة في المناطق النائية والبلدان ذات البنية التحتية الضعيفة، المهندس بن شيلتون من تحالف الإطلاق وصف الحدث بأنه بداية فصل جديد في اتصالات الفضاء.

ورغم أن المهمة كانت قد تأجلت مرتين سابقًا بسبب ظروف الطقس ومشكلة في أحد المعززات، إلا أن نجاح الإطلاق هذه المرة عزّز ثقة أمازون في خطتها، خاصة في ظل المنافسة الشرسة من "ستارلينك" التي تملك أكثر من 8000 قمر صناعي نشط، مقارنة بـ54 قمرًا فقط تملكها "كويبر" حتى الآن.

لكن هذا الفارق العددي لم يمنع أمازون من المضي في طموحاتها، حيث أعلنت التزامها بإطلاق ما لا يقل عن 1618 قمرًا قبل يوليو 2026، وهو الموعد النهائي الذي فرضته لجنة الاتصالات الفيدرالية الأميركية للمرحلة الأولى من المشروع، وهذه الالتزامات تعني أن الشركة تحتاج إلى وتيرة إطلاق مرتفعة خلال العامين المقبلين.

ولتنفيذ هذا الهدف، حجزت أمازون أكثر من 80 عملية إطلاق مستقبلية، بالتعاون مع عدة جهات وشركات صواريخ، من بينها المفارقة المدهشة: "سبيس إكس" نفسها، التي تُعد المنافس المباشر لها في هذا المجال، ما يضيف بعدًا مثيرًا إلى هذا السباق الفضائي.

مشروع "كويبر" لا يمثل فقط محاولة لتوفير الإنترنت، بل هو جزء من صراع استراتيجي أكبر على من سيملك البنية التحتية الأساسية للاتصالات في المستقبل، فكل قمر صناعي يتم إطلاقه لا ينقل البيانات فقط، بل يعزز النفوذ الرقمي للشركة المشغلة.

أمازون تدرك أن الدخول في هذا السوق لا يحتمل التردد، خاصة أن "ستارلينك" أصبحت بالفعل مزودًا فعليًا للإنترنت في مناطق عدة، من الصحاري إلى الجبال وحتى المناطق المتأثرة بالكوارث، لذلك فإن كويبر أمامها تحدٍ مزدوج: اللحاق بالركب، وتقديم بدائل تنافسية من حيث الجودة والسعر.

التقنيات التي تعتمدها أقمار "كويبر" ما زالت تحت التطوير، ولم تعلن الشركة حتى الآن عن تفاصيل دقيقة حول خدماتها أو أسعارها، ما يعكس حذرًا في الإفصاح عن استراتيجيتها التسويقية، في مقابل حملة شرسة من إيلون ماسك الذي يُجيد استعراض تفوق مشروعه إعلاميًا وتجارياً.

التحول إلى الإنترنت الفضائي لا يعني فقط اتصالاً أسرع أو أوسع، بل يفتح الباب أمام تغييرات جذرية في البنية التحتية الرقمية للعالم، من التعليم إلى الصحة إلى الأمن القومي، وكل ذلك يُعاد رسمه من مدارات تبعد مئات الكيلومترات عن سطح الأرض.

يبدو أن أمازون تقترب من دخول مرحلة التنفيذ الكامل لمشروعها، بعدما طوّرت الأقمار، وحددت الشراكات، وبدأت بتركيب البنية الأرضية المساندة، لكن السباق لم ينتهِ، بل بدأ للتو، والمرحلة القادمة ستشهد تصاعدًا في التنافس والضغوط.

ومع اقتراب يوليو 2026، ستتضح ملامح هذا السباق بشكل أكبر: هل تنجح أمازون في اللحاق بعملاق الفضاء "ستارلينك"، أم أنها ستبقى في دائرة التأجيلات والتجريب؟ السوق العالمي يترقّب الإجابة، بينما تتسابق الشركات الكبرى لتأمين موقعها على خريطة الإنترنت الجديدة.

الفضاء بات سوقًا جديدة للاتصالات، والدول والشركات تدرك أن من يهيمن على المدار، يهيمن على البيانات، وفي هذا السياق، تبدو "كويبر" رهانًا طويل الأجل من أمازون، لا يقبل الخسارة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook