"حر لا يرحم".. الأرصاد تحذر: موجة حارة تضرب الشرقية حتى الأسبوع القادم

موجة الحر
كتب بواسطة: حاتم بن فهد | نشر في  twitter

في تحذير جديد يعكس تقلبات الطقس الحادة، أعلن المركز الوطني للأرصاد عن استمرار موجة الحر في المنطقة الشرقية، مشيرًا إلى أن درجات الحرارة ستواصل ارتفاعها الملحوظ بدءًا من يوم الثلاثاء وحتى مطلع الأسبوع المقبل، ما يضع السكان أمام أيام قاسية من الحرارة المرتفعة والتأهب الشديد.

وأكد المركز أن الأجواء الصيفية ستشهد تصعيدًا إضافيًا في شدتها، مع درجات حرارة تُلامس مستويات غير معتادة في بعض مدن الشرقية، ما يستوجب من المواطنين والمقيمين اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في فترات الذروة.


إقرأ ايضاً:"الشنيف يفجر المفاجأة"... مقترح بـ10 أجانب يزلزل الشارع الرياضيالنصر يحسم الجدل: سيماكان باقٍ رغم العروض الإيطالية

وتأتي هذه الموجة الحارة في وقت يشهد فيه النصف الجنوبي من المملكة تقلبات جوية أخرى، حيث أشار تقرير الأرصاد إلى استمرار فرصة هطول أمطار رعدية على مناطق مثل جازان وعسير، وهي أمطار لا تأتي وحدها، بل تُصاحبها زخات من البرد ونشاط في حركة الرياح.

وفي مزيج من الطقس المتطرف، تتزامن هذه الأمطار مع رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار، تضرب أجزاء من مناطق الرياض والشرقية والمدينة المنورة، وتصل تأثيراتها إلى بعض السواحل الغربية، وتحديدًا في منطقة مكة المكرمة.

وشددت الأرصاد على أن هذه الرياح قد تتسبب في انخفاض مدى الرؤية الأفقية، ما يُصعب من ظروف القيادة، ويرفع مؤشرات الخطورة في الطرق المفتوحة والصحراوية، خصوصًا مع احتمالية تزايد كثافة الغبار في ساعات النهار.

وتُعد السواحل من أبرز المناطق المتأثرة، إذ ستشهد مكة الساحلية اضطرابات جوية متقطعة تتراوح بين ارتفاع في درجات الحرارة وامتداد لرياح نشطة قادمة من الداخل، وهو ما يزيد من تحديات الطقس في الأيام المقبلة.

ومع هذا المشهد المتغير، تبرز الحاجة إلى التوعية بطرق الوقاية من آثار درجات الحرارة العالية، خصوصًا في فترات ما بعد الظهيرة، حيث يصل الشعور بالحرارة إلى ذروته نتيجة ارتفاع نسب الرطوبة في المناطق الساحلية.

وينصح الخبراء بالبقاء في أماكن مظللة ومكيفة قدر الإمكان، والإكثار من شرب السوائل، وتجنب ممارسة الأنشطة الخارجية الشاقة، فيما تُشدد وزارة الصحة بشكل متوازٍ على أهمية حماية كبار السن والأطفال من التعرض المباشر للشمس.

ولا تقتصر التحذيرات على المناطق الجنوبية والشرقية فقط، إذ تمتد تأثيرات الرياح المثيرة للأتربة والغبار نحو مناطق شمالية بشكل تدريجي، ما يعني أن رقعة التأثر الجوي ستتسع خلال الأيام المقبلة.

وتوضح الخرائط التحليلية للمركز الوطني للأرصاد أن موجات الحر والرياح تتحرك وفق نمط غير مستقر، ما يعكس تداخلاً في التيارات الهوائية وامتداد الكتل الحارة من الجنوب الشرقي نحو المناطق الوسطى والشمالية.

ويرجح المختصون أن تستمر هذه الحالة لعدة أيام، مع تغير طفيف في مسارات الرياح ودرجات الحرارة، ما يتطلب مراقبة مستمرة للتحديثات الرسمية الصادرة عن الأرصاد لتفادي المفاجآت الجوية.

ويشكل هذا التباين الجوي بين أمطار الجنوب ورياح الوسطى وحرارة الشرق مشهدًا معقدًا يعكس تعدد المؤثرات المناخية التي تمر بها المملكة خلال هذه الفترة الانتقالية من يونيو.

ويعزز هذا التنوع المناخي من أهمية رفع الجاهزية في القطاعات الخدمية والميدانية، مثل الدفاع المدني والبلديات والمرور، لضمان التعامل الفوري مع أي تطورات غير متوقعة على الطرق أو المرافق العامة.

ومع كل تحذير جديد، تزداد مسؤولية الإعلام في إيصال الرسائل التوعوية الدقيقة، لضمان أن تكون كل أسرة وكل سائق وكل طالب على دراية تامة بما قد يواجهونه خلال الساعات أو الأيام القادمة.

ويعد استمرار التنبيه من ارتفاع درجات الحرارة تأكيدًا على أن صيف هذا العام سيكون مختلفًا، وربما أشد حرارة من الأعوام السابقة، ما يسلط الضوء على ظاهرة التغير المناخي التي بدأت تترك بصمتها على مناخ المملكة.

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى التفاعل المجتمعي مع التنبيهات الرسمية هو خط الدفاع الأول، إذ تعتمد سلامة الأفراد على مدى التزامهم بالإرشادات والتعليمات الصادرة من الجهات المختصة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook