لأول مرة في الظهران والخبر.. خدمة طبية "نوعية" جديدة ستغير مسار رحلة العلاج للمرضى

في خطوة وُصفت بأنها "محورية" في تحسين جودة الرعاية الصحية، أطلق مستشفى الرعاية المديدة بالظهران خدمات التأهيل الطبي للعيادات الخارجية، مستهدفًا المرضى المحولين من عيادات الخبر التخصصية والمراكز الصحية ضمن نطاق تجمع الشرقية الصحي، وفق رؤية توسعية مدروسة.
ويأتي تدشين هذه الخدمات ضمن استراتيجية تهدف إلى تطوير شبكة الرعاية العلاجية وإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين، في حين أشار مدير المستشفى الدكتور عبد الرحمن الأحمري إلى أن المشروع الجديد يُعد نقلة نوعية في دعم التعافي المستدام للمرضى.
إقرأ ايضاً:فرصة ذهبية للمتفوقين .. إطلاق جامعة طيبة لبرنامج "جدير" لرعاية العقول النادرة!الدويش يشعل منصات التواصل برسالة نارية .. التطبيل تحول لهياط؟!
وأوضح الأحمري أن العيادة الجديدة ستُسهم في تحسين جودة حياة المرضى، خصوصًا من يحتاجون إلى إعادة تأهيل بعد خروجهم من المستشفى، حيث تُوفّر لهم رعاية مستمرة تعزز استجابتهم للعلاج وتُسرّع من عملية الشفاء.
واعتبر أن تدشين هذه الخدمة يُعبّر عن التزام المستشفى بمبدأ "الرعاية الشاملة"، الذي يرتكز على التكامل بين المراحل العلاجية المختلفة، ما يُقلل من نِسب الانتكاس ويزيد من فعالية البرامج العلاجية المعتمدة.
ويُنظر إلى هذه المبادرة بوصفها جزءًا من خطة أوسع لتفعيل دور مستشفى الرعاية المديدة كمركز محوري في منظومة التأهيل الطبي بالمنطقة الشرقية، بما يعزز من جاهزية المنشآت الصحية ويواكب خطط التحول الوطني في القطاع الصحي.
من جهته، أوضح رئيس قسم العلاج الطبيعي الأخصائي عويضة الدوسري، أن القسم بات مؤهلًا بشكل كامل لاستقبال الحالات المحولة، ويضم كوادر وطنية متخصصة تتمتع بخبرة ومهارة عالية، ما يرفع من جودة الخدمات المقدمة.
وأشار الدوسري إلى أن العيادة تُعد الأولى من نوعها في محافظتي الظهران والخبر ضمن مكونات تجمع الشرقية الصحي، وهو ما يُمثل تطورًا ملموسًا في تقديم خدمات التأهيل، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى هذا النوع من الرعاية المتخصصة.
وأكد أن العيادة ستُوفر حلولًا تأهيلية فعّالة للمرضى، وتُسهم في تحسين تجربتهم العلاجية ضمن بيئة طبية متطورة تراعي أعلى معايير الجودة والسلامة، في وقت تتسارع فيه خطوات المملكة نحو تطوير البنية التحتية الصحية.
ويُنتظر أن تُحدث هذه الخطوة تأثيرًا مباشرًا في تقليل معدلات الإقامة الطويلة داخل المستشفيات، إذ يُمكن للمرضى مواصلة العلاج بشكل دوري دون الحاجة للبقاء لفترات ممتدة، ما يُقلل من الضغط على الأسرة الطبية ويُعزز من كفاءة التشغيل.
ويُعد المشروع إضافة نوعية في تقليص الحاجة إلى الإحالات خارج النطاق الجغرافي، ما يُوفّر الوقت والجهد على المرضى وذويهم، كما يُسهم في رفع مستويات الرضا وتحسين مؤشرات الأداء الطبي في التجمع الصحي الشرقي.
وبحسب الأحمري، فإن هذه العيادة تُشكل حلقة وصل حيوية ضمن سلسلة الرعاية المتكاملة، حيث تُعالج فجوة كانت قائمة في الخدمات التأهيلية، وتعزز من التواصل بين الرعاية الأولية والثانوية والمرحلة النهائية لإعادة التأهيل.
ويمضي مستشفى الرعاية المديدة بخطى ثابتة نحو أن يُصبح مرجعًا في التأهيل الطبي على مستوى المنطقة، من خلال الاستثمار في الكفاءات الوطنية وتبني أحدث التجهيزات التقنية، ما يُسهم في بناء نموذج علاجي يحتذى به.
ولم تقتصر جهود المستشفى على تجهيز البنية التحتية فحسب، بل شملت تدريب الكوادر الصحية على أحدث الممارسات العالمية في مجال التأهيل، ما يُؤكد التزامه بالتحسين المستمر والارتقاء بمعايير الأداء الطبي.
وتُمثل هذه المبادرة تتويجًا لسلسلة مشاريع تحسين خدمات المرضى التي أطلقها المستشفى خلال الأعوام الماضية، ما يعكس تطورًا في الرؤية المؤسسية التي تضع المريض في صميم الاهتمام والتخطيط.
ويُتوقع أن تُسهم هذه الخدمة في تعزيز فرص الشراكة مع المراكز التأهيلية الأخرى، سواء داخل المنطقة أو على مستوى المملكة، ما يُمهّد لتكامل وطني في تقديم خدمات التأهيل وفق أعلى مستويات الجودة.
ويأتي هذا التوسع في ظل دعم وزارة الصحة المتواصل لتجويد الخدمات وتحقيق استدامة الرعاية، حيث تسعى الوزارة إلى تحسين الوصول إلى الخدمات المتخصصة وتقليل التفاوت الجغرافي في توزيع المرافق الطبية.
كما يُعزز المشروع مستهدفات التحول الصحي من خلال تحسين تجربة المستفيد، وتسهيل انتقال المريض بين مستويات الرعاية، وزيادة الاعتماد على العيادات الخارجية لتخفيف الضغط عن أقسام التنويم.
وفي ضوء هذه التحركات المتسارعة، يُرسّخ مستشفى الرعاية المديدة بالظهران حضوره كمركز متكامل لا يكتفي بتقديم العلاج، بل يتبنى مفهوم التأهيل كجزء لا يتجزأ من رحلة المريض نحو التعافي والاندماج من جديد في حياته الطبيعية.