إقبال تاريخي للسعوديين على زيارة هذه الدولة بعد نظام "التأشيرات الإلكترونية" الجديد
تحوّلت روسيا خلال عام 2025 إلى وجهة سياحية مفضّلة لدى السعوديين، في مفاجأة غير متوقعة على خريطة السفر العالمية، مدفوعة بمجموعة من التسهيلات الرسمية والعروض السياحية المغرية.
فقد كشفت بيانات رسمية أن عدد الزوّار السعوديين إلى روسيا قفز بشكل هائل خلال عام 2024، حيث بلغ 52,400 زائر، مقارنة بـ9,300 فقط في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة مذهلة تُقدَّر بنسبة 570%.
إقرأ ايضاً:أمامك أيام قليلة فقط.. كيف يمكنك المشاركة في صياغة مستقبل المملكة قبل إغلاق باب "الاستطلاع"؟ضبط معالجين شعبيين مخالفين في الرياض.. تعاون مشترك يضع حدًا للممارسات العشوائية
وفي الأشهر الستة الأولى من عام 2025، استقبلت العاصمة موسكو أكثر من 9,900 سعودي، بزيادة تجاوزت 50% عن النصف الأول من العام السابق، ما يعكس نمطًا تصاعديًا غير مسبوق في هذا الاتجاه.
ويرى خبراء أن هذا الارتفاع يعود بالدرجة الأولى إلى إطلاق نظام التأشيرة الإلكترونية في أغسطس 2023، والذي أتاح للمواطنين السعوديين الحصول على تأشيرة دخول بسهولة عبر الإنترنت، ودون تعقيدات ورقية.
وبحلول منتصف 2025، بلغ عدد التأشيرات الإلكترونية التي منحتها روسيا للمواطنين السعوديين أكثر من 80,000 تأشيرة، ما وضع المملكة في المرتبة الثانية عالميًا بعد الصين من حيث عدد المستفيدين من النظام الجديد.
ويؤكد مسؤولون في قطاع السياحة الروسي أن السعودية تُعد من الأسواق الأسرع نموًا في المنطقة، مشيرين إلى أن السائح السعودي أصبح أكثر انفتاحًا على الوجهات غير التقليدية وأكثر رغبة في التجربة الثقافية.
وأضاف المسؤولون أن المدن الروسية الكبرى مثل موسكو وسانت بطرسبرغ وسوتشي، أصبحت تستقبل تدفقًا ملحوظًا من السعوديين، خصوصًا خلال فصول الصيف، نظرًا لمناخها المعتدل وطبيعتها الغنية بالتنوع.
وتزامن هذا التوسع السياحي مع زيادة عدد الرحلات المباشرة بين السعودية وروسيا، حيث بات بإمكان المسافرين الانطلاق من الرياض وجدة والدمام إلى موسكو بسهولة، ما خفّض من تكاليف السفر ومدة الرحلة.
كما لعبت الحملات الترويجية الروسية دورًا محوريًا، خاصة تلك التي نُظمت في معارض السفر بدول الخليج، حيث ركّزت على إبراز المزايا الطبيعية والثقافية لروسيا بأسلوب يستهدف الذوق الخليجي.
من جانبهم، أشار وكلاء السفر في السعودية إلى أن الطلب على الرحلات السياحية إلى روسيا قد تضاعف خلال عام واحد، خصوصًا بين فئة الشباب والعائلات الباحثة عن تجارب مغايرة للوجهات الأوروبية المعتادة.
وأوضح أحد وكلاء السفر في الرياض أن الأسعار المنافسة والمناظر الطبيعية الساحرة والمناخ المعتدل، ساهمت في جعل روسيا ضمن قائمة الوجهات الصيفية الأبرز للسعوديين في 2025، مؤكدًا أن "الإقبال في ازدياد".
وأضاف أن الكثير من السعوديين عبّروا عن إعجابهم بثراء الثقافة الروسية، من المتاحف والعروض الموسيقية، إلى المعالم المعمارية التي تروي قرونًا من التاريخ، فضلًا عن حسن الضيافة الذي لمسوه في المدن الروسية.
ويبدو أن هذا الزخم السياحي لن يتوقّف قريبًا، إذ تستعد شركات روسية لتقديم باقات سياحية مخصصة للسوق الخليجي خلال النصف الثاني من العام، تتضمّن جولات ناطقة بالعربية وخيارات إقامة متوافقة مع الثقافة السعودية.
وتركّز هذه العروض على التجربة المتكاملة، بدءًا من خدمات الإرشاد السياحي وحتى الطعام الحلال، مع توفير جولات داخل المدن التاريخية، وبرامج ترفيهية تُناسب الأسر والأطفال.
ويقول مراقبون إن هذا التوجّه يعكس أيضًا تغيّرًا في العقلية السياحية لدى السعوديين، الذين باتوا يبحثون عن وجهات تجمع بين الترفيه والثقافة والطبيعة، دون الاعتماد الكلّي على أوروبا الغربية.
ويرى البعض أن تجربة روسيا قد تشكّل "مفاجأة سعيدة" للعديد من السعوديين، الذين لم يكونوا يضعونها سابقًا ضمن خططهم، لكنها الآن تحوّلت إلى واحدة من أكثر الوجهات جذبًا في صيف 2025.
وإذا استمر هذا التوجّه، فقد تصبح روسيا خلال الأعوام المقبلة وجهة رئيسية على خارطة السياحة الخليجية، مستفيدة من البنية التحتية المتطورة، والانفتاح الثقافي المتزايد بين الشعبين.