في هذا الموعد .. خط جديد لمترو الرياض يقلب مشهد النقل في العاصمة

خط جديد لمترو الرياض يقلب مشهد النقل في العاصمة.
كتب بواسطة: فائزة بشير | نشر في  twitter

تواصل الهيئة الملكية لمدينة الرياض مساعيها الدؤوبة لتعزيز منظومة النقل العام في العاصمة السعودية من خلال مشاريع استراتيجية ضخمة، حيث حددت الهيئة شهر سبتمبر المقبل موعدًا نهائيًا لتقديم العروض من قبل الشركات المؤهلة لتنفيذ عقد تصميم وبناء الخط السابع ضمن شبكة مترو الرياض، في خطوة ينتظر أن تكون حاسمة في مسار هذا المشروع الطموح.

ويمثل الخط السابع أحد أكبر المشاريع الجديدة ضمن توسعة شبكة النقل بالعاصمة، حيث يبلغ طوله الإجمالي نحو 65 كيلومتراً، ويمتد من مشروع القدية غرب العاصمة، ليصل إلى وجهات محورية تشمل حديقة الملك عبد الله، وحديقة الملك سلمان، ومدينة مسك، وبوابة الدرعية، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للمسار الذي يخدم مناطق حيوية ذات نمو عمراني وسكاني متسارع.


إقرأ ايضاً:رغم رباعية بورتو.. الأهلي يودّع مونديال الأندية بشرف وتألق فلسطينيمنتخب السعودية للشباب يسقط أمام صربيا في بطولة العالم لكرة اليد

ويتميز الخط الجديد بتنوع مساراته بين الأرضي وتحت الأرض، إذ يمتد نحو 47 كيلومتراً من إجمالي طوله عبر أنفاق تحت الأرض، مقابل 19 كيلومتراً فوق الأرض، الأمر الذي تطلب دراسة هندسية متقدمة تتناسب مع طبيعة المناطق التي يخترقها، وتضمن أعلى درجات الكفاءة في التنقل والسلامة والتكامل العمراني.

ويضم الخط السابع في مخططه 19 محطة توقف، تتوزع على النحو التالي: 14 محطة تحت الأرض، وخمس محطات فوقها، ما يشير إلى تصميم مدروس يسعى لتلبية احتياجات الركاب وتسهيل الوصول إلى المناطق ذات الكثافة العالية والأنشطة الاقتصادية والترفيهية.

ويُتوقع أن يسهم هذا المشروع الجديد في تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وخفض معدلات الازدحام المروري والانبعاثات الكربونية في المدينة، وهو ما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تضع ضمن أولوياتها تطوير البنية التحتية الحضرية وتحسين جودة الحياة للسكان.

وتتنافس على الفوز بتنفيذ هذا المشروع تحالفات دولية كبرى، تضم شركات من عدة دول رائدة في مجالات الإنشاءات والبنية التحتية، من بينها السعودية وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان وإسبانيا والصين وتركيا، ما يعكس حجم الاهتمام العالمي بالاستثمار في مشاريع النقل داخل المملكة.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن المشروع يتطلب إمكانيات تقنية متقدمة وخبرات هندسية عالية، خصوصًا في جانب الأعمال تحت الأرض، وهو ما يجعل اختيار الشركة أو التحالف الفائز قرارًا ذا أبعاد اقتصادية وفنية كبيرة، وقد يحدد معايير تنفيذ مشاريع لاحقة في المستقبل القريب.

وتسعى الهيئة الملكية لمدينة الرياض إلى تطبيق أفضل المعايير العالمية في تنفيذ الخط السابع، سواء من حيث كفاءة التصميم أو التوافق مع البيئة العمرانية، إلى جانب ضمان التكامل مع الخطوط الأخرى ضمن شبكة المترو، لضمان تجربة تنقل سلسة وآمنة وفعالة للركاب.

ويُتوقع أن يُحدث الخط السابع نقلة نوعية في مشهد التنقل داخل العاصمة، حيث سيُتيح الوصول إلى مناطق جذب سياحي وترفيهي وثقافي هامة، أبرزها مشروع القدية، الذي يُعد أحد أبرز المشروعات الترفيهية في المملكة، ويشهد تطورًا سريعًا في بنيته التحتية ومكوناته الاستثمارية.

كما أن الربط مع حديقة الملك سلمان وحديقة الملك عبد الله يعزز من استفادة الزوار والسياح وسكان المدينة على حد سواء من سهولة الوصول إلى هذه المساحات الخضراء، في وقت تسعى فيه الرياض إلى تعزيز طابعها البيئي والتنموي كإحدى أكبر العواصم الخضراء في المنطقة.

ويمثل الخط السابع حلقة جديدة في سلسلة مشاريع النقل الكبرى التي تنفذها العاصمة، ضمن خطة شاملة لتحويل الرياض إلى مركز حضري متكامل يتماشى مع طموحات المملكة التنموية، ويعزز من مكانتها كمركز اقتصادي وسياحي وثقافي إقليمي ودولي.

ويتزامن هذا التقدم مع مساعٍ متواصلة لتطوير بقية خطوط شبكة المترو القائمة، وتوسيع خدمات النقل بالحافلات، ما يعكس توجهاً متكاملاً لتقليل فترات التنقل داخل المدينة، وتحقيق الترابط بين مختلف المناطق الحيوية، خاصة مع التوسع السريع في المشاريع السكنية والاقتصادية.

ومن المنتظر أن يتم تقييم العروض الفنية والمالية المقدمة خلال الأشهر القادمة، ليُعلن بعدها عن التحالف الفائز بالعقد، تمهيداً لبدء أعمال التصميم التفصيلي ومن ثم أعمال الإنشاء، وفق جدول زمني دقيق يراعي المعايير الهندسية والسلامة والمواعيد التشغيلية.

ويُذكر أن مترو الرياض يُعد من أضخم مشاريع النقل العام في العالم، ويهدف إلى بناء شبكة متكاملة من الخطوط تغطي مختلف أنحاء العاصمة، إذ تشمل المرحلة الأولى من المشروع ستة خطوط رئيسية، تعمل بمزيج من القطارات تحت الأرض وفوقها، ضمن منظومة متطورة تقنياً وتشغيلياً.

ويرى مراقبون أن نجاح تجربة مترو الرياض في مراحله السابقة يمهد الطريق لنجاح تنفيذ الخط السابع، خصوصًا مع تراكم الخبرات المحلية والدولية التي شاركت في تنفيذ الشبكة، وهو ما يوفر أرضية متينة لانطلاقة المشروع دون عقبات كبيرة.

ويؤكد محللون أن المشاريع العملاقة مثل الخط السابع تمثل ركيزة أساسية في عملية التحول الحضري للمملكة، وتسهم في خلق فرص وظيفية وهندسية للمواطنين، إلى جانب تعزيز جاذبية العاصمة للمستثمرين والسكان في ظل بيئة تنقل متطورة وآمنة.

وفي ظل هذا المشهد الطموح، تتجه الأنظار إلى ما ستسفر عنه المنافسة بين التحالفات العالمية خلال الأشهر القليلة القادمة، حيث من المنتظر أن يكشف شهر سبتمبر عن اسم الجهة التي ستتولى تصميم وبناء الخط السابع، في خطوة جديدة نحو تحقيق رؤية متكاملة لمستقبل العاصمة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook