خطة إنزاجي الجديدة .. تحركات سرية لدعم هجوم الهلال بلاعب سعودي

أثار أداء نادي الهلال السعودي في مواجهته الأخيرة ضمن بطولة كأس العالم للأندية 2025، المقامة حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية، موجة من التحليلات والتساؤلات حول مدى جاهزية الفريق الأول لكرة القدم لخوض غمار الموسم المقبل، خاصة بعد التعادل في مباراتين متتاليتين، مما سلّط الضوء على بعض الثغرات الفنية في التشكيلة.
ووسط هذه الأجواء، كشف الناقد الرياضي ماجد الشيباني عبر حسابه في منصة “إكس” عن حاجة الهلال إلى تعزيز مركز المهاجم بشكل عاجل، حيث أشار إلى أن الفريق لا يحتاج لمهاجم واحد فقط، بل إلى صفقتين في هذا المركز، وذلك لضمان مرونة تكتيكية تتماشى مع خطة المدرب الجديد، الإيطالي سيميوني إنزاجي.
إقرأ ايضاً:المعلمون يعودون في 23 صفر.. ما هي الخطة التحضيرية التي وضعتها "التعليم" قبل عودة الطلاب؟عرض سعودي يُغري نجم "العملاق التركي" للانتقال إلى دوري روشن هذا الصيف
وأوضح الشيباني أن الشكل الفني للفريق مع إنزاجي قد يتغير بشكل واضح، حيث من المحتمل أن يعتمد المدرب على منظومة هجومية تتطلب وجود أكثر من مهاجم صريح في بعض المباريات، أو حتى خلال فترات متقطعة داخل المباراة الواحدة، وهو ما يستدعي وجود عناصر هجومية جاهزة على دكة البدلاء.
وأشار الشيباني إلى أن الاعتماد على ماركوس ليوناردو وحده كمهاجم أجنبي إلى جانب المهاجم الأساسي الجديد غير كافٍ، خصوصًا أن نظام الدوري السعودي للمحترفين يفرض قيد ثمانية لاعبين أجانب فقط، مما قد يؤدي إلى استبعاد بعض العناصر في عدة مباريات، وهو ما يجعل الحل المحلي ضرورة وليس خيارًا.
وفي هذا الإطار، طرح الشيباني فكرة التعاقد مع مهاجم سعودي قادر على تأدية دور المهاجم البديل أو الثاني، مؤكدًا أن هناك أسماء محلية تمتلك كل المقومات الفنية والبدنية التي يحتاجها الهلال في هذا المركز، وأن خروج أحدهم من ناديه الحالي ليس بالأمر الصعب، مما يفتح باب التفاوض بشكل واسع.
واعتبر الشيباني أن تقديم هذه المعطيات إلى المدرب إنزاجي أمر بالغ الأهمية، حيث إن قرار التعاقد في النهاية سيكون بيده بعد الاطلاع على قدرات المهاجم المحلي المتاح، مشيرًا إلى أن المدرب إذا شاهد هذا اللاعب واطّلع على مستواه وموقفه التعاقدي، فقد يطلب ضمه بنسبة كبيرة.
كما حذّر الشيباني من الاكتفاء بصفقة هجومية واحدة في فترة الانتقالات الحالية، حيث أوضح أن استمرار النقص العددي في خط الهجوم سيؤدي إلى استخدام لاعبين مثل سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، في غير مراكزهم الأساسية، كإشراكه في مركز المهاجم الثاني، وهو ما يؤثر سلبًا على أداء خط الوسط.
وأكد أن إشراك سافيتش في الأدوار الهجومية بشكل متكرر يعني خسارة لاعب وسط محوري يملك قدرات تكتيكية كبيرة، ما يستدعي جلب صفقة أخرى تدعم وسط الميدان لضمان التوازن المطلوب في التشكيلة الأساسية، لا سيما أن الهلال يخوض موسماً مزدحماً بالبطولات محليًا وقاريًا.
ويخوض الهلال موسمه الحالي في أجواء تنافسية استثنائية، إذ يتطلع لتحقيق إنجاز تاريخي في كأس العالم للأندية، بالتوازي مع سعيه لاستعادة لقب دوري روشن للمحترفين، ما يفرض على الجهاز الإداري والفني التحرك بسرعة لمعالجة أي قصور قد يهدد الأهداف الموضوعة.
وتُعد بطولة كأس العالم للأندية فرصة حقيقية لاختبار جودة التشكيلة الحالية، حيث أن مستوى الأداء في المباريات الرسمية الكبرى يكشف بوضوح عن مدى جاهزية الفريق وقدرته على المنافسة، وقد أظهرت مواجهتا الهلال في البطولة بعض الفجوات التي تحتاج إلى تدخل فني عاجل.
ويأتي وصول المدرب إنزاجي إلى الهلال في وقت حرج، إذ يتطلب منه اتخاذ قرارات حاسمة على مستوى التشكيلة وخيارات التعاقدات، وهو ما يجعله أمام تحدٍّ كبير في إيجاد حلول فورية تساعد الفريق على الظهور بأفضل صورة ممكنة في بداية الموسم.
ويُتوقع أن تتجه إدارة نادي الهلال إلى فتح باب التفاوض مع عدد من اللاعبين المحليين في الأيام المقبلة، بالتنسيق مع الجهاز الفني، لتحديد الأسماء الأنسب من حيث الجاهزية والانسجام مع فلسفة إنزاجي التكتيكية، في خطوة تهدف لتدعيم الصفوف قبل غلق سوق الانتقالات.
ويأمل جمهور الهلال أن تنجح الإدارة في استغلال ما تبقى من فترة الانتقالات الصيفية لإبرام صفقتين على مستوى عالٍ في خط الهجوم، تساهمان في حل المعضلة الفنية الحالية، وتمنح الفريق تنوعًا في الحلول الهجومية خلال مختلف سيناريوهات المباريات.
وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلاً واسعًا من قبل جماهير الهلال حول هذا الموضوع، حيث عبّر الكثيرون عن قلقهم من الاعتماد على عناصر محدودة في خط الهجوم، مطالبين إدارة النادي بالإسراع في تدعيم الصفوف لتفادي تكرار سيناريو المواسم السابقة التي شهدت إصابات مفاجئة أربكت الحسابات.
ويُنتظر أن تكشف الأيام المقبلة عن تحركات أكثر وضوحًا من إدارة الهلال على صعيد المفاوضات، سواء لضم مهاجم أجنبي إضافي أو لاستقطاب لاعب محلي يستطيع سد الفراغ في مركز الهجوم، بما يتوافق مع احتياجات الفريق وخطط المدرب.
ويبدو أن الهلال مقبل على سوق انتقالات أكثر نشاطًا مما كان متوقعًا، حيث فرضت المعطيات الفنية خلال البطولة الحالية تحولات في أولويات التعاقدات، وهو ما سيجعل المرحلة القادمة حاسمة في رسم ملامح التشكيلة النهائية التي سيخوض بها الموسم.