وسط غموض موقف رايكوفيتش .. الاتحاد يتحرك لتأمين مرماه قبل انطلاق الموسم الجديد

يتحرك نادي الاتحاد السعودي بخطوات حثيثة نحو إعادة ترتيب أوراقه قبل انطلاق الموسم الرياضي الجديد، في ظل طموحات مرتفعة بالمنافسة على الألقاب المحلية والقارية، وعلى رأسها دوري أبطال آسيا للنخبة، حيث برزت التحركات الحالية داخل أروقة النادي بهدف تأمين مركز حراسة المرمى الذي يمثل هاجساً فنياً وإدارياً في هذه المرحلة التحضيرية.
وتأتي هذه الخطوة استجابة لتوصيات الجهاز الفني والإداري للفريق الأول لكرة القدم، بعد سلسلة من الإصابات التي تعرض لها الحارس الصربي برايداج رايكوفيتش، والتي أثارت تساؤلات حول مدى جاهزيته للعودة مع انطلاق النسخة المقبلة من دوري روشن، وهو ما وضع إدارة النادي أمام خيارات متعددة لتعويض الغياب المحتمل.
إقرأ ايضاً:المعلمون يعودون في 23 صفر.. ما هي الخطة التحضيرية التي وضعتها "التعليم" قبل عودة الطلاب؟عرض سعودي يُغري نجم "العملاق التركي" للانتقال إلى دوري روشن هذا الصيف
وبحسب مصادر صحفية مطلعة، فإن إدارة الاتحاد بقيادة المدير الرياضي الإسباني رامون بلانيس، تعمل حالياً على إعداد خطة بديلة لضمان تواجد حارس جاهز يساهم في استقرار التشكيلة الأساسية خلال الجولات الأولى من الموسم، بما في ذلك بطولة كأس السوبر السعودي المقررة في هونغ كونغ.
وأكدت التقارير أن حالة رايكوفيتش الصحية لا تزال غير مستقرة بشكل كامل، وأن عودته إلى المستطيل الأخضر قد تتأخر لمدة تتراوح بين شهر إلى شهر ونصف من انطلاق الموسم، الأمر الذي دفع النادي إلى دراسة خيار التعاقد مع حارس مرمى محلي ليكون بديلاً استراتيجياً خلال تلك الفترة.
وفي تغريدة للإعلامي الرياضي فهد المحياوي على منصة "إكس"، أوضح أن إدارة الاتحاد تأخذ جميع الاحتمالات بعين الاعتبار بشأن موقف الحارس الصربي، مشيراً إلى أن الغياب المحتمل لرايكوفيتش في بداية الموسم لن يُترك دون معالجة فنية حازمة تضمن استقرار الفريق على مستوى الأداء الدفاعي.
ويُعد رايكوفيتش أحد أبرز الأسماء التي ساهمت في تتويج نادي الاتحاد بلقب دوري روشن السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين، حيث قدم أداءً لافتاً منذ انضمامه إلى "العميد"، لكن الإصابات المتكررة التي تعرض لها مؤخراً تفرض تحديات جدية على الجهازين الطبي والفني.
ويواجه الاتحاد موسماً مزدحماً بالاستحقاقات، وهو ما يضاعف من أهمية وجود عناصر بديلة على مستوى عالٍ من الجاهزية، خاصة في مراكز حيوية كحراسة المرمى، إذ أن أي فراغ في هذا المركز قد يؤثر بشكل مباشر على نتائج الفريق في البطولات المختلفة.
وفي ظل هذه المعطيات، كثف النادي جهوده في السوق المحلية للبحث عن حارس مناسب من بين الأسماء المتاحة، مع مراعاة معايير عدة، أبرزها الجاهزية الفنية وسرعة التأقلم مع أسلوب اللعب، إضافة إلى القدرة على تحمل الضغط الجماهيري الكبير الذي يرافق مباريات الاتحاد.
ورغم عدم تسريب أسماء محددة على طاولة التفاوض، إلا أن مصادر مقربة من النادي أكدت أن هناك تواصلاً جارياً مع أكثر من نادٍ داخل الدوري السعودي لمحاولة ضم حارس موهوب على سبيل الإعارة، أو عقد قصير الأمد يغطي الأسابيع الأولى من الموسم.
ويأتي ذلك في إطار خطة شاملة يقودها بلانيس بالتنسيق مع المدرب الجديد، الذي يهدف إلى الحفاظ على توازن الفريق وتدعيم المراكز التي شهدت ضعفاً في الموسم الماضي أو تراجعاً بسبب الإصابات، وذلك استعداداً لمنافسة شرسة في الدوري المحلي وفي البطولات القارية.
ومن المقرر أن يخوض الاتحاد معسكراً خارجياً في الأيام المقبلة ضمن التحضيرات النهائية لانطلاق الموسم، حيث يسعى الجهاز الفني لاختبار كافة العناصر المتاحة، وتحديد ملامح التشكيلة الأساسية التي ستخوض أولى مواجهات الموسم في أغسطس القادم.
وتُعد بطولة كأس السوبر السعودي محطة مفصلية في بداية الموسم بالنسبة للاتحاد، حيث تمثل فرصة لتأكيد جاهزية الفريق وتحقيق دفعة معنوية مبكرة، ما يزيد من أهمية حسم ملف الحراسة في أقرب وقت ممكن لتجنب الإرباك الفني.
ويُشار إلى أن إدارة الاتحاد تعمل بهدوء وتكتم تام فيما يخص التحركات الحالية، حرصاً على عدم رفع سقف التوقعات لدى الجماهير، كما أنها تسعى لتأمين خيارات مناسبة دون التأثير على الميزانية المخصصة للصفقات الصيفية.
ومن المتوقع أن تتضح الصورة بشكل كامل خلال الأيام القادمة، حيث يترقب جمهور الاتحاد القرار النهائي بشأن الحارس البديل، خاصة وأن التوقيت يفرض ضغوطاً زمنية على الإدارة لحسم هذا الملف الحساس قبل الدخول في المعترك الرسمي.
ويبدو أن إدارة الاتحاد تتجه نحو سياسة أكثر مرونة في ملف التعاقدات، حيث تحرص على سد الاحتياجات بشكل نوعي دون الدخول في صفقات كبرى قد تعيق التركيز على متطلبات أخرى، خصوصاً وأن الفريق يسعى هذا الموسم لتحقيق إنجازات تتجاوز حدود البطولات المحلية.
ويؤكد المتابعون أن نجاح الاتحاد في تأمين مركز الحراسة بشكل فعّال سيعزز من حظوظه في المنافسة، خاصة في دوري أبطال آسيا، الذي يتطلب جاهزية قصوى لكافة خطوط الفريق، لا سيما في المباريات التي تقام خارج الديار.
وتسود حالة من الترقب داخل الأوساط الرياضية السعودية لمعرفة الخطوة التالية التي سيتخذها "العميد" في هذا الصدد، وسط مؤشرات تدل على أن النادي يقترب من إعلان صفقة جديدة خلال فترة الانتقالات الجارية.
وفي هذا الإطار، يبدو أن الاتحاد يراهن على جاهزية إدارية وفنية غير مسبوقة لمواجهة تحديات الموسم، مع اعتماد أسلوب احترافي في التعامل مع الأزمات، وهو ما يعكس نضوج الإدارة الفنية في التعامل مع التغيرات المفاجئة.