المعلمون يعودون في 23 صفر.. ما هي الخطة التحضيرية التي وضعتها "التعليم" قبل عودة الطلاب؟

في مشهد تعليمي يتجدد كل عام، تستعد مدارس المملكة العربية السعودية غداً الثلاثاء لانطلاق اختبارات الطلاب والطالبات "المكملين" والمتغيبين بعذر عن اختبارات الفصل الدراسي الثالث، وذلك قبل أيام قليلة من ختام العام الدراسي، الذي يصل إلى محطته الأخيرة مع نهاية دوام الخميس المقبل، حيث تغلق المدارس أبوابها إيذاناً بانطلاق الإجازة الصيفية.
وتُعد هذه الاختبارات فرصة أخيرة للطلاب الذين لم يتمكنوا من اجتياز بعض المواد في الاختبارات الأساسية، أو الذين حالت ظروفهم دون الحضور في المواعيد المحددة سابقاً، حيث حثّت وزارة التعليم إدارات المدارس على توفير الأجواء المناسبة لإجراء هذه الاختبارات بشكل منظم وعادل، وضمان سرعة إنجاز أعمال التصحيح والرصد.
إقرأ ايضاً:أمامك أيام قليلة فقط.. كيف يمكنك المشاركة في صياغة مستقبل المملكة قبل إغلاق باب "الاستطلاع"؟ضبط معالجين شعبيين مخالفين في الرياض.. تعاون مشترك يضع حدًا للممارسات العشوائية
وفي هذا السياق، أكدت الوزارة على ضرورة الالتزام بالإجراءات النظامية لإغلاق العام الدراسي، والتي تتضمن مراجعة الدرجات بدقة، وإدخالها عبر نظام "نور" الإلكتروني المعتمد في جميع المدارس، مع ضرورة إعلان النتائج في وقت مناسب، يتيح للطلبة وأولياء أمورهم الاطلاع عليها قبل انطلاق الإجازة الصيفية بشكل رسمي.
وشددت الوزارة على أهمية الإسراع في ترحيل أسماء الطلبة الناجحين إلى صفوفهم الدراسية الجديدة، حتى يتمكنوا من البدء بسنة دراسية جديدة دون تأخير أو عوائق إدارية، وهو ما يهدف إلى تعزيز كفاءة الأداء التعليمي والإداري مع بداية كل عام.
ويأتي هذا التوجيه ضمن خطة تعليمية زمنية واضحة وضعتها وزارة التعليم للعام الدراسي، والتي تتضمن مواعيد دقيقة لعودة الكوادر التعليمية والإدارية، وتوقيت عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة بعد الإجازة، بما يضمن استعدادًا كاملاً للعام الجديد.
وقد حددت الوزارة يوم الثلاثاء الموافق 18 من شهر صفر لعام 1447، موعداً رسمياً لعودة المشرفين التربويين، وأعضاء الهيئتين التعليمية والإدارية في المدارس، من أجل مباشرة مهامهم ووضع اللمسات الأخيرة على الاستعدادات لانطلاق الدراسة.
أما بالنسبة للمعلمين والمعلمات الذين يمارسون التدريس، فقد تقرر أن يعودوا إلى مدارسهم يوم الأحد الموافق 23 من صفر، على أن يُخصص هذا الأسبوع لإجراء الورش التحضيرية، ومراجعة الجداول الدراسية، وتحديث الوسائل التعليمية، والتأكد من جاهزية الصفوف.
ويبدأ العام الدراسي الجديد فعلياً يوم الأحد الموافق الأول من ربيع الأول 1447، حيث يعود الطلاب والطالبات إلى مقاعد الدراسة بعد فترة استراحة، تمثل فرصة للراحة والاستعداد الذهني للعام القادم، الذي يتوقع أن يشهد تغييرات تطويرية على مستوى المناهج والأنشطة.
ويُذكر أن وزارة التعليم كانت قد طبقت نظام الفصول الثلاثة منذ العام الماضي، ضمن خطتها لتحديث النظام التعليمي وتوزيع المحتوى الدراسي على مدار العام بشكل أكثر توازناً، ما أتاح للطلبة فرصاً متعددة لتحسين مستوياتهم الدراسية، وتقليص فترات الانقطاع عن التعلم.
وقد لاقى هذا النظام ردود فعل متفاوتة بين أولياء الأمور والمعلمين، إلا أن تقارير الوزارة أوضحت أن تطبيقه ساهم في رفع مستوى التحصيل الأكاديمي، وتقليص الفاقد التعليمي، مع تعزيز مشاركة الطلاب في الأنشطة اللاصفية، التي أصبحت جزءاً محورياً من اليوم الدراسي.
ورغم اقتراب إغلاق العام، إلا أن المدارس لا تزال في حالة تأهب قصوى لضمان استكمال جميع العمليات التعليمية والتقويمية، حيث تواصل لجان الاختبارات أعمالها، وتتابع الإدارات المدرسية ما يتم رفعه على "نور"، لضمان عدم وجود أخطاء قد تؤثر على انتقال الطلبة بين الصفوف.
وتؤكد وزارة التعليم أن نجاح العام الدراسي لا يُقاس فقط بانتهاء الحصص والاختبارات، بل بمدى الالتزام بالإجراءات المساندة التي تضمن جودة المخرجات التعليمية، ومواكبة الطالب للتطورات العلمية، والانخراط في بيئة مدرسية جاذبة ومحفزة على الإبداع.
ويُتوقع أن تستفيد الوزارة من فترة الإجازة الصيفية في تقييم السياسات التعليمية المطبقة خلال العام الحالي، مع إجراء مراجعات شاملة للمناهج والآليات الإدارية، تمهيداً لإطلاق عام دراسي أكثر تكاملاً واستجابة لمتطلبات التحول التعليمي.
كما ستُخصص فترات من الإجازة لعقد الدورات التدريبية للمعلمين والمشرفين، بهدف تعزيز مهاراتهم وتحديث معرفتهم، في إطار مستمر لرفع كفاءة الكوادر التربوية، التي تمثل حجر الأساس في العملية التعليمية.
وتترقب الأسر السعودية إعلان النتائج النهائية لأبنائهم وبناتهم خلال الأيام القليلة القادمة، حيث سيكون أداء الطلاب في هذه الاختبارات عاملاً حاسماً في انتقالهم للصفوف التالية، أو حاجتهم إلى خطط علاجية خلال الفصل الدراسي الأول من العام المقبل.
وفي ظل هذه الأجواء، يتجلى حرص الوزارة على استثمار كل لحظة من العام الدراسي، وتحويل كل مناسبة تعليمية إلى محطة تطوير وتحفيز، في مسار مستمر نحو تعليم أكثر جودة وتأثيراً.