لم يعد الدخول متاحاً في أي وقت.. "محمية الملك عبدالعزيز" تحدد ساعات زيارة جديدة وتفرض هذا الشرط
في خطوة تعكس توجهًا استراتيجيًا نحو حماية البيئة وتعزيز السياحة البيئية، أعلنت هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية بالسعودية عن تحديث آلية الدخول والتنزه داخل منطقتيّ الصمان والدهناء الواقعتين ضمن نطاق المحمية.
ويأتي هذا الإجراء لضمان استدامة التنوع الحيوي والحفاظ على الحياة الفطرية والنباتية، إلى جانب تنظيم حركة الزوار بما لا يضر بالتوازن البيئي أو يشكل عبئًا على الموارد الطبيعية المتجددة.
إقرأ ايضاً:طقس غير معتاد يجتاح المملكة .. موجة من الإنذارات تهز 8 مناطق والمركز الوطني يُطلق تحذيراتهطرح "بيئة الحدود الشمالية" فرصة استثمارية واعدة في مجال صناعة نسيج الصوف
وبحسب الآلية الجديدة، أصبح بإمكان الزوار دخول المحمية يوميًا من الساعة السادسة صباحًا وحتى السادسة مساءً، وذلك شريطة الحصول على تصريح إلكتروني مسبق عبر الموقع الرسمي للهيئة.
ويتطلب إصدار التصريح تقديم الطلب قبل 48 ساعة من موعد الزيارة، على أن يتضمن معلومات كاملة عن الزائر ومرافقيه ونوع المركبة المستخدمة، مع تعهد بالالتزام بكافة الضوابط البيئية المعتمدة.
ويُستثنى من شرط التصريح سكان المراكز الإدارية الواقعة داخل حدود المحمية، بشرط أن يكونوا مسجلين رسميًا لدى الهيئة ضمن قاعدة البيانات المعتمدة لديها.
وتشدد الهيئة على ضرورة التقيد بالتعليمات، والتي تشمل حظر الصيد والاحتطاب، ومنع إشعال النار مباشرة على الأرض، وتفادي دهس النباتات أو ترك المخلفات في المواقع الطبيعية.
كما يُمنع إحداث أي شكل من أشكال التلوث البصري أو الضوضاء غير الضرورية، أو ممارسة أي سلوك يخل بنقاء النظام البيئي أو يعكر صفو الحياة البرية في المحمية.
وأكدت الهيئة أن تنظيم الدخول جاء بعد ملاحظات بيئية دقيقة، أظهرت مؤشرات واضحة على تعافي التنوع النباتي والغطاء الطبيعي في عدد من المواقع الحساسة خلال الأعوام الماضية.
ويتسق هذا التحديث مع الأهداف الكبرى لرؤية المملكة 2030، وتحديدًا في ما يتعلق بحماية المحميات الطبيعية ضمن برامج الاستدامة البيئية وتحقيق التوازن بين التنمية والبيئة.
كما يعكس دعمًا مباشرًا لمبادرة "السعودية الخضراء"، التي تسعى لتقليص البصمة الكربونية، وزيادة الرقعة الخضراء، وتنمية الغطاء النباتي في مناطق المملكة المختلفة.
وتطمح الهيئة من خلال هذا التنظيم إلى تحويل المحمية إلى وجهة طبيعية نموذجية للزوار، تجمع بين روعة الطبيعة وأصالة المكان، دون التأثير سلبًا على بيئتها الأصلية.
وأشار مصدر في الهيئة إلى أن تقارير الفرق الميدانية أوضحت نجاحًا ملحوظًا في استعادة العديد من الأصناف النباتية النادرة التي كانت مهددة بسبب السلوكيات البشرية غير المسؤولة.
وتحرص الهيئة على تطوير وسائل رقابية ذكية لمتابعة التزام الزوار بالضوابط، كما تعمل على رفع الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع المحلي والزائرين، عبر مبادرات توعوية موجهة.
ويُنتظر أن يسهم هذا التنظيم الجديد في جعل محمية الملك عبدالعزيز نموذجًا وطنيًا وإقليميًا في إدارة الموارد البيئية، مع الحفاظ على الإرث الطبيعي للمملكة للأجيال القادمة.
وتدعو الهيئة جميع الزوار إلى احترام تعليمات الدخول والاستمتاع بالتنزه بما يضمن سلامتهم الشخصية، وسلامة النظام البيئي الدقيق الذي تحتضنه المحمية.