حل لمشكلتين في 5 دقائق.. كيف نجح أطباء جدة في تصحيح النظر "للقريب والبعيد" في عملية واحدة؟
في خطوة طبية بارزة تمثل قفزة نوعية في مجال تصحيح الإبصار، أعلن مستشفى العيون في جدة، أحد المراكز التابعة لتجمع جدة الصحي الثاني، عن نجاح أول عملية لتصحيح النظر لكل من المسافات البعيدة والقريبة باستخدام تقنية ليزر حديثة، في إنجاز طبي يعزز مكانة المستشفى كمركز متخصص في الرعاية البصرية المتقدمة على مستوى المملكة.
وجاءت العملية تحت إشراف رئيس قسم تصحيح النظر بالليزر الدكتور ظافر القحطاني، ونفّذها الفريق الطبي بقيادة الدكتور مازن الزهراني، الذي أكد أن هذه التقنية تُعد من أحدث ما توصل إليه الطب في مجال تصحيح النظر، حيث جرى تطبيقها على مريض في الأربعينات من عمره كان يعاني من ضعف نظر مزمن أثر على جودة حياته اليومية.
إقرأ ايضاً:"سبب غير متوقع" وراء غياب رئيس الهلال عن بعثة أمريكا.. إعلامي يفجرهايايسله يختار بنفسه.. والأهلي يتحرك لضم نجم وسط عالمي كبديل لـ فيغا
وأوضح الدكتور الزهراني أن هذه التقنية الجديدة تعمل على تصحيح الرؤية بشكل مزدوج، بحيث يتم تحسين القدرة على الرؤية للأشياء البعيدة وأيضًا تسهيل القراءة ورؤية التفاصيل القريبة، وهو ما يُعد تطورًا مهمًا مقارنة بالتقنيات السابقة التي كانت تركز على بعد واحد فقط من أبعاد الرؤية.
وأضاف أن ضعف النظر الناتج عن قصر النظر العالي من الحالات الشائعة التي تؤثر سلبًا على ممارسة الأنشطة اليومية، وتدفع العديد من المرضى إلى الاعتماد المستمر على النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، كما أن بعضهم كان يلجأ إلى حلول جراحية مثل زراعة العدسات متعددة البؤر، وهي خيارات قد لا تناسب الجميع.
وتأتي هذه العملية ضمن مساعي مستشفى العيون بجدة إلى اعتماد أحدث التقنيات العالمية، وتوفير خيارات علاجية آمنة ومتطورة تتماشى مع تطلعات المرضى واحتياجاتهم، إذ إن استخدام الليزر في تصحيح النظر يُعد من أكثر الإجراءات أمانًا وسرعة في مجال طب العيون، ولا تستغرق الجراحة في الغالب أكثر من خمس دقائق.
وأكد الزهراني أن التقنية الحديثة لا تسبب مضاعفات خطيرة، وتتميز بسرعة تعافي البصر، حيث يُمكن للمريض استعادة قدرته على الرؤية والقراءة دون الاعتماد على أدوات بصرية خلال فترة زمنية قصيرة جدًا، مما يمنحه استقلالية أكبر في أنشطته اليومية ويحسن من جودة حياته بشكل ملموس.
ويُعد مستشفى العيون بجدة من المنشآت الصحية الرائدة في المملكة، والتي استطاعت خلال الأعوام الماضية بناء سمعة متميزة في تقديم خدمات العيون التخصصية، حيث يضم كفاءات طبية مؤهلة وتجهيزات متقدمة تواكب أفضل المستويات العالمية في التشخيص والعلاج.
ويشكل هذا الإنجاز جزءًا من استراتيجية أوسع يتبناها تجمع جدة الصحي الثاني لتعزيز جودة الخدمات الصحية، ودعم المبادرات الطبية التي تعتمد على التقنيات الحديثة، مع التركيز على تطوير الكوادر الصحية وتشجيع البحث الطبي، وهو ما يظهر جليًا من خلال النجاحات المتتالية للمراكز التابعة له.
وتشير هذه الخطوة إلى التزام المستشفى بتطبيق أحدث الأساليب العلاجية في العالم، من خلال مواكبة التطورات السريعة في تكنولوجيا الليزر، التي باتت تلعب دورًا محوريًا في تقليل الاعتماد على التدخلات الجراحية التقليدية، وتقديم حلول فعالة للمرضى الباحثين عن تحسين رؤيتهم دون مضاعفات تذكر.
ويعزز هذا النوع من العمليات الثقة في قدرة المؤسسات الطبية المحلية على تقديم الرعاية الصحية التخصصية، دون الحاجة للسفر إلى الخارج، لا سيما مع توافر الكفاءات الوطنية المؤهلة والتقنيات المتقدمة، التي جعلت من مستشفيات المملكة وجهات موثوقة لعلاج مختلف حالات العيون.
ويُتوقع أن تشهد الفترة القادمة توسعًا في استخدام هذه التقنية، خاصة مع ازدياد الوعي لدى المرضى حول الخيارات المتاحة لتصحيح النظر، والاتجاه المتزايد نحو التخلص من الاعتماد الدائم على الوسائل البصرية المساعدة، مثل النظارات أو العدسات التي قد تُقيّد حرية الحركة والنشاط.
وقد أبدى المرضى الذين خضعوا لهذه التقنية ارتياحًا كبيرًا من النتائج، حيث لاحظوا تحسنًا فوريًا في الرؤية بعد العملية، مع الشعور براحة أكبر في ممارسة حياتهم اليومية دون الحاجة إلى تعديل أو تكيّف بصري مستمر، مما يعكس نجاح الإجراء ودقته العالية.
ومن المنتظر أن تواصل مستشفى العيون بجدة تطوير خدماتها في هذا المجال، من خلال إدخال المزيد من التحسينات التقنية، وتوسيع برامج التدريب المتخصص للكوادر الطبية، بما يضمن الحفاظ على مستويات الجودة والابتكار في تقديم العلاج للمرضى داخل المملكة.
ويُعد اعتماد هذه التقنية دليلًا على اهتمام المملكة بتعزيز قدراتها الطبية في مختلف التخصصات، وخاصة الدقيقة منها، حيث يُمثّل طب العيون أحد أبرز التخصصات التي شهدت تطورًا سريعًا خلال السنوات الماضية، مدعومًا بالاستثمار في البنية التحتية والمعدات الحديثة.
كما أن هذه الخطوة تندرج ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 في رفع كفاءة الخدمات الصحية وتوطين العلاج التخصصي، وتقليل الاعتماد على العلاج في الخارج، من خلال دعم المنشآت الطبية المحلية في تبني أحدث الممارسات العالمية، وتطوير كوادرها البشرية والبحثية.
ومع استمرار الإنجازات المتتالية في هذا المجال، يُنتظر أن تكون مستشفى العيون بجدة من بين المراكز المرجعية في المنطقة، التي يُقصدها المرضى من داخل المملكة وخارجها لتلقي العلاج المتطور في بيئة صحية آمنة وفعالة، تواكب المعايير العالمية وتتفوق عليها.