هل تتخلى آبل عن غوغل؟.. صفقة بـ 14 مليار دولار قد تغير محرك البحث في الآيفون إلى الأبد

ابل
كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في  twitter

تزايدت التكهنات مؤخرًا حول توجه شركة أبل نحو تعزيز موقعها في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد ظهور تقارير تشير إلى أنها تدرس الاستحواذ على شركة Perplexity AI.

وهي واحدة من أبرز الشركات الناشئة التي تقدم محرك بحث قائم على الذكاء الاصطناعي، استطاع خلال فترة قصيرة أن يحظى باهتمام واسع ويثير ضجة كبيرة في سوق التكنولوجيا.


إقرأ ايضاً:"السياحة" تكشف أرقام غير مسبوقة للقطاع: 116 مليون سائح و284 مليار ريال في 2024ظاهرة فلكية نادرة في سماء المملكة في هذا الوقت.. "مشهد سماوي لا يُفوت"

التقارير التي نقلها الصحفي المتخصص مارك غورمان تفيد بأن مناقشات داخلية تجرى على مستويات عليا داخل أبل حول هذه الخطوة المرتقبة.

بقيادة رئيس قسم الاندماجات والاستحواذات، بالتعاون مع فريق الذكاء الاصطناعي في الشركة، هذه المباحثات ما زالت في بداياتها، ما يجعل الحديث عن صفقة وشيكة أمرًا غير محسوم حتى الآن.

ورغم أن هذا النوع من التسريبات عادة ما يُقابل بالصمت، فقد علقت Perplexity بشكل رسمي عبر أحد المتحدثين باسمها، نافية علمها بأي مناقشات حالية أو محتملة مع أبل بشأن الاستحواذ، في رد قد يُفهم بأنه مناورة تكتيكية، أو ببساطة موقف حذر في ظل مفاوضات حساسة.

الحديث عن استحواذ كهذا لا يُعد مفاجئًا في ظل التصاعد الكبير في أهمية محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي، خاصة أن أبل بدت في الفترة الأخيرة متأخرة نسبيًا في سباق.

الذكاء الاصطناعي أمام منافسين مثل مايكروسوفت وغوغل، لذا، فإن ضم شركة مثل Perplexity إلى منظومتها قد يُشكل نقلة نوعية في طموحاتها الرقمية.

لكن التحدي الأكبر أمام أبل قد لا يكون في الجانب الفني، بل المالي، إذ تقدر قيمة Perplexity السوقية بنحو 14 مليار دولار.

وهو مبلغ سيكون من أضخم الاستثمارات في تاريخ أبل، ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى استعداد الشركة للدخول في مثل هذه الصفقة الضخمة، خصوصًا أن فلسفتها الاستثمارية تُعرف بالحذر الشديد.

كما أن هناك عقبة أخرى تقف أمام هذا الطموح، وهي المفاوضات المتقدمة التي تخوضها Perplexity مع شركة سامسونج، والتي تسعى لدمج ميزات هذه الشركة داخل منظومتها البرمجية، هذا التوجه قد يعقد الصورة أمام أبل، ويجعل الصفقة المحتملة أكثر صعوبة من مجرد عرض مالي جذاب.

إذا ما تحققت هذه الصفقة، فإنها قد تغيّر شكل المنافسة في عالم محركات البحث والذكاء الاصطناعي، فتخيل محرك بحث ذكي، متكامل بسلاسة داخل نظام iOS، يفتح المجال أمام أبل للسيطرة بشكل أعمق على تجربة المستخدم الرقمية، بما يتجاوز مجرد المساعد الصوتي “سيري” إلى آفاق أكثر تطورًا وتفاعلية.

يُذكر أن أبل كانت قد أطلقت مؤخراً عدة إشارات حول نيتها تعزيز وجودها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، لكنها لم تطرح حتى الآن منتجًا مباشرًا في مجال محركات البحث الذكية، وهو ما يجعل Perplexity مرشحًا مثاليًا لملء هذا الفراغ في خارطة أبل المستقبلية.

ومن منظور استراتيجي، فإن خطوة كهذه قد تُعزز من استقلال أبل عن غوغل، التي لا تزال تقدم محرك البحث الافتراضي في أجهزة iPhone مقابل اتفاقات بمليارات الدولارات سنويًا، وإذا أطلقت أبل محركها الخاص، فقد تعيد صياغة هذا التوازن تمامًا.

اللافت أن Perplexity لا تُعد مجرد محرك بحث بديل، بل تعتمد على تقنيات ذكية تسمح بفهم السياق وتقديم إجابات تفاعلية بأسلوب يشبه البشر، ما يمنحها أفضلية نوعية تجعلها منافسًا حقيقيًا وليس مجرّد مشروع ناشئ آخر في عالم الذكاء الاصطناعي.

ومن غير المستبعد أن نرى في المستقبل تحركات مماثلة من شركات تكنولوجية أخرى تسعى لتأمين موطئ قدم في هذا المجال، ما يفتح الباب أمام موجة جديدة من عمليات الاستحواذ ودمج التكنولوجيا الذكية داخل النظم الأساسية للهواتف والتطبيقات والخدمات السحابية.

وبين التطلعات الواقعية والتحديات المعقدة، تظل صفقة أبل وPerplexity قيد الترقب، بينما تتجه الأنظار إلى كيفية تطور هذه المباحثات، وما إذا كانت ستثمر عن تحالف جديد يعيد تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي التفاعلي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook