عبر تطبيق "بلدي" .. أمانة جازان تتيح خدمة جديدة تُنعش الاقتصاد المحلي

شهدت منطقة جازان تحولًا ملحوظًا في بنيتها الحضرية والخدمية خلال العامين الأخيرين، بعد تنفيذ مشروع "بهجة الوطني" الذي أطلقته أمانة منطقة جازان، في إطار جهودها الرامية إلى تحسين جودة الحياة، وتعزيز الوصول إلى المساحات العامة والمرافق الترفيهية والثقافية والرياضية، ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 لبناء مدن أكثر حيوية وجاذبية.
ويُعد هذا المشروع أحد المبادرات النوعية التي أسهمت في إعادة تشكيل النسيج الحضري للمدينة، حيث ركزت الأمانة من خلاله على تطوير المرافق العامة وتهيئتها بشكل يلائم احتياجات السكان، مما انعكس بشكل مباشر على أنماط حياة الأفراد، وساهم في خلق بيئة أكثر ملاءمة للعيش والنشاط.
إقرأ ايضاً:قبل قمة المونديال.. مدرب سالزبورج يستفز الهلال بتصريح جريءهل هذه مجرد البداية؟ خبراء يحذرون من موجة تقلبات أوسع في أسعار الطاقة العالمية
ونجحت أمانة جازان في تنفيذ وتجديد 172 مرفقًا عامًا جديدًا، موزعة بين حدائق ومماشي وساحات عامة وملاعب وشواطئ، ليرتفع بذلك إجمالي عدد المرافق العامة في المدينة إلى 607 مرفق، وهو ما يُعد تطورًا لافتًا في وقت قصير، ويعكس مدى جدية التنفيذ وتكامل الرؤية التخطيطية مع احتياجات السكان.
وساهم هذا التوسع في المرافق في زيادة متوسط نصيب الفرد من المساحات العامة، حيث ارتفع من 4.45 مترًا مربعًا في عام 2022 إلى 6.21 مترًا مربعًا في عام 2024، وهو ما يُعد مؤشراً مهمًا على تطور البنية التحتية وتحسن توزيع الخدمات داخل المدينة بشكل يراعي التوزيع السكاني والمسافات.
كما ساعد المشروع في تعزيز إمكانية الوصول إلى الأماكن العامة سيرًا على الأقدام ضمن نطاق 800 متر، حيث ارتفعت النسبة من 23% في عام 2022 إلى 49% في عام 2024، وهو ما يسهم في تقليل الاعتماد على وسائل النقل، ويعزز من مفهوم المدينة الصديقة للمشاة، بما يتماشى مع معايير المدن المستدامة.
وقد انعكست هذه التغييرات الملموسة على مستوى رضا السكان، إذ سجلت أمانة جازان ارتفاعًا كبيرًا في نسبة الرضا عن الخدمات والمرافق العامة، حيث قفزت النسبة من 41% في عام 2022 إلى 76% في عام 2024، ما يُعد دليلًا عمليًا على نجاح المشروع، ويُبرز فعالية الجهود الميدانية والمؤسسية التي بُذلت خلال هذه الفترة.
وإلى جانب تطوير المرافق العامة، أطلقت الأمانة مؤخرًا خدمة إصدار تصاريح عربات متنقلة غير غذائية عبر تطبيق "بلدي"، وذلك ضمن استراتيجيتها لدعم قطاع الأعمال وتمكين أصحاب المنشآت التجارية الصغيرة من تقديم خدماتهم في مواقع متنوعة، بما يتناسب مع طبيعة أعمالهم ويُسهم في تحفيز النشاط الاقتصادي المحلي.
وتهدف هذه الخدمة إلى توسيع دائرة المهن المستفيدة، حيث تشمل التصاريح أنشطة متنوعة مثل صيانة المنازل وصيانة السيارات المتنقلة وغسيل المركبات والحلاقة، ما يمنح المنشآت الصغيرة مرونة أكبر في تقديم خدماتها، ويُعزز من حيوية الأسواق المحلية في مختلف الأحياء.
وتأتي هذه المبادرة ضمن نهج تشاركي تتبناه الأمانة لتعزيز بيئة الأعمال وتمكين الشباب السعودي من ممارسة أنشطة اقتصادية مرخصة، توفر فرصًا وظيفية جديدة وتقلل من ممارسات العمل غير النظامي، مع ضمان التنظيم الجيد للمواقع والممارسات التجارية.
ويُعد مشروع "بهجة الوطني" ومبادرة التصاريح المتنقلة جزءًا من جهود أمانة جازان لتحقيق التكامل بين تطوير المشهد الحضري وخلق فرص اقتصادية جديدة، حيث تسعى الأمانة إلى جعل المدينة نموذجًا للبيئة المتوازنة التي تجمع بين الراحة السكنية والحركة الاقتصادية والسياحية.
وتمضي أمانة جازان في تنفيذ هذه المشاريع وفقًا لمعايير التخطيط الحضري المستدام، مع الاعتماد على بيانات دقيقة ودراسات ميدانية لتحديد أولويات التطوير وتوزيع الخدمات، ما يعكس احترافية متقدمة في الأداء البلدي، وقدرة على توظيف التقنية في تحسين جودة الحياة.
ويُتوقع أن تتواصل هذه المشاريع خلال السنوات المقبلة، خاصة مع التزام الأمانة بتوسيع نطاق المستفيدين من الخدمات وتحديث البنية التحتية للمرافق، في إطار الخطة الشاملة لتنمية المدن السعودية، التي تُعد ركيزة أساسية في رؤية المملكة 2030.
كما يتطلع سكان مدينة جازان إلى استمرار هذا الزخم التنموي، معربين عن ارتياحهم للجهود الحالية، مطالبين في الوقت نفسه بزيادة المبادرات التي تهتم بالتجميل الحضري، والمساحات الخضراء، وبرامج الترفيه المجتمعي، لما لها من أثر مباشر على رفاهية السكان وتماسك النسيج الاجتماعي.
ويُعد التفاعل المجتمعي أحد مؤشرات نجاح الأمانة في برامجها الأخيرة، إذ أظهرت بيانات الرضا تصاعدًا ملحوظًا في تفاعل السكان مع الأنشطة والمرافق المستحدثة، وهو ما يعزز من أهمية التواصل المستمر بين الجهات التنفيذية والمجتمع المحلي.
ومع تزايد أهمية التخطيط الحضري في تشكيل المدن الحديثة، تُثبت أمانة جازان من خلال هذا المشروع أنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق بيئة حضرية متطورة، تستجيب للتحديات المعاصرة وتضع الإنسان في قلب التخطيط، ما يجعل من تجربة جازان نموذجًا يُحتذى به في مناطق المملكة الأخرى.
وفي ظل هذه النجاحات المتتابعة، من المتوقع أن تتوسع تجربة "بهجة الوطني" لتشمل مبادرات جديدة خلال الفترة المقبلة، تشمل دعم الفنون المحلية، وتعزيز النشاط الثقافي، ودمج العناصر التراثية ضمن المشهد الحضري، بما يعزز الهوية المحلية ويزيد من جاذبية المدينة للزوار والمستثمرين.