لهذا السبب .. الشؤون الدينية تطلق مبادرة مطبوعات ومطويات في المسجد النبوي

في خطوة جديدة تهدف إلى تعزيز تجربة الزوار والارتقاء بمستوى التوعية والإرشاد في المسجد النبوي، أطلقت رئاسة الشؤون الدينية مبادرة توعوية حملت عنوان "مطبوعات ومطويات"، وذلك ضمن جهودها المستمرة لخدمة ضيوف الرحمن وتقديم الدعم المعرفي والإرشادي بما يليق بمكانة المسجد النبوي.
وجاء تدشين المبادرة بحضور مساعد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد النبوي، الشيخ الدكتور محمد الخضيري، الذي أكد على أهمية توظيف الوسائل الدعوية المقروءة في نشر الوعي الشرعي، وتسهيل فهم الشعائر والآداب الإسلامية، بما يتناسب مع تنوع خلفيات الزوار واختلاف ثقافاتهم.
إقرأ ايضاً:الهلال يواجه سالزبورغ بمعنويات عالية بعد تعادل تاريخي مع ريال مدريد.. إليك الموعد والتشكيل والقنوات الناقلةرينارد يشعل الحماس قبل موقعة التأهل فماذا قال؟!
وتهدف المبادرة إلى تقديم محتوى معرفي وتوعوي يسلط الضوء على آداب زيارة المسجد النبوي، وأحكام الصلاة فيه، فضلاً عن ترسيخ القيم الإسلامية الوسطية، وذلك من خلال مطبوعات ومطويات متوفرة بعدة لغات لتناسب جمهورًا عالميًا من المسلمين القادمين من مختلف دول العالم.
وغالبًا ما يأتي الزائر للمسجد النبوي محملاً بالشوق والرهبة، وتشكّل هذه المبادرة وسيلة حيوية لتهذيب التجربة الروحية وإرشادها، بما يعزز من فهم شعائر الزيارة، ويوجه السلوك الديني بأسلوب علمي مبسط، بعيدًا عن التعقيد، وقريبًا من روح الإسلام السمحة.
ومن جهة أخرى، تأتي هذه الخطوة في إطار المساعي المتواصلة التي تبذلها الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية لتطوير منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، إذ تسعى مختلف القطاعات إلى توظيف التكنولوجيا، والمحتوى، واللغات في سبيل تقديم تجربة إيمانية متكاملة.
وتحظى مطبوعات المبادرة بعناية خاصة من حيث جودة المحتوى ودقته، حيث يتم إعداد المواد التوعوية من قبل لجان علمية متخصصة، تراعي خصوصية المكان، وقدسيته، واحتياجات الزائر، مما يضمن أن تكون المعلومة المقدمة موثوقة، وسهلة الفهم، وقادرة على التأثير الإيجابي.
ويعكس إطلاق هذه المبادرة عمق الرسالة الحضارية التي يحملها المسجد النبوي، ليس فقط كمكان للصلاة، بل كمنارة علمية وروحية تُبث منها مفاهيم الاعتدال، والتسامح، والوسطية، وهي قيم تمثل حجر الزاوية في الفهم الصحيح للإسلام.
وتُعد المطويات وسيلة تقليدية لكنها فعالة في عالم الدعوة والإرشاد، خاصة في الأماكن المقدسة، حيث يحتاج الزائر إلى ما يرشده بسرعة ودقة، دون الحاجة إلى استخدام الوسائل الرقمية التي قد لا تكون متاحة للجميع، أو تتعارض أحيانًا مع قدسية المكان.
ولا تقتصر المطويات التي تقدمها المبادرة على اللغة العربية فقط، بل تشمل لغات متعددة منها الإنجليزية والأردو والفرنسية وغيرها، مما يعكس وعي القائمين عليها بتعدد الجنسيات والثقافات بين زوار المسجد النبوي، وحرصهم على أن تصل الرسالة إلى كل قلب بلغته الخاصة.
وتندرج هذه الخطوة ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تعزيز مكانة المسجد النبوي كمركز للإشعاع الديني والفكري، وذلك من خلال توفير بيئة معرفية تعزز الفهم السليم للدين، وتُصحح المفاهيم المغلوطة، وتدعو إلى الأخلاق والآداب الإسلامية بأسلوب سهل وسلس.
وقد أشار الشيخ الخضيري إلى أن المبادرة لا تكتفي بالتوزيع العشوائي للمواد، بل تقوم على استراتيجية توزيع مدروسة، تراعي الأماكن الأكثر ارتيادًا داخل المسجد ومحيطه، وتستهدف شرائح بعينها كالشباب، والنساء، وكبار السن، بما يضمن تحقيق أقصى فائدة.
كما يتم العمل على تحديث محتوى المطبوعات بشكل دوري، استنادًا إلى الملاحظات الميدانية واحتياجات الزوار، بالإضافة إلى توسيع قاعدة اللغات المستخدمة، بهدف الوصول إلى جمهور أوسع، وتحقيق شمولية أكبر في الخطاب الديني والتوعوي.
وتُعد المبادرة استكمالًا لسلسلة من الجهود السابقة التي أطلقتها رئاسة الشؤون الدينية في المسجد النبوي، والتي شملت تنظيم الدروس العلمية، وتقديم الخدمات الإرشادية، وتنفيذ برامج تطوعية لخدمة المصلين، وكلها تصب في إطار واحد هو تحسين تجربة الزائر.
وفي هذا السياق، تلقى المبادرات الدينية في المسجد النبوي دعمًا وتوجيهًا مباشرًا من القيادة الرشيدة في المملكة، التي تضع خدمة ضيوف الرحمن على رأس أولوياتها، وتسعى لأن تكون تجربة الحاج أو المعتمر أو الزائر تجربة لا تُنسى، ترتقي بالوجدان وتغذّي الروح.
وتمثل هذه الخطوات جانبًا من الرؤية السعودية الطموحة التي تسعى إلى تطوير قطاع الحج والعمرة، وتقديم نموذج متكامل يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين التعظيم للشعائر وتقديم أفضل الخدمات، في إطار من التوازن بين الروح والتنظيم.
ويعزز هذا التوجه من الصورة الذهنية الإيجابية للمملكة في العالم الإسلامي، حيث يُنظر إليها باعتبارها الحاضن الأمين للحرمين الشريفين، والحريص الدائم على الارتقاء بخدمة الزائر والمُصلّي، من خلال مزيج من الجهد البشري والتقني والمعرفي.
وفي النهاية، فإن مبادرة "مطبوعات ومطويات" ليست مجرد توزيع لأوراق أو منشورات، بل هي امتداد لرسالة المسجد النبوي التي تتجاوز الزمان والمكان، وتحمل للعالم الإسلامي دعوة للتأمل والفهم والرحمة، بلغة تصل لكل إنسان، أينما كان.