"همام الهمامي" يربك حسابات الاتحاد بمطالبه الجريئة: مفاوضات معقدة ومصير اللاعب على المحك

تسعى إدارة نادي الاتحاد إلى حسم ملف تجديد عقد لاعب الفريق الأول لكرة القدم ونجم المنتخب السعودي همام الهمامي، في خطوة تعكس تمسك النادي بأحد أبرز المواهب الصاعدة على الساحة الكروية المحلية، وذلك في ظل تصاعد التحديات المرتبطة بمستقبل اللاعب داخل أسوار النادي.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن الإسباني رامون بلانيس، المدير الرياضي لنادي الاتحاد، قد بدأ منذ أشهر سلسلة من المحادثات مع اللاعب وفريقه لإقناعه بتجديد العقد، إلا أن هذه المفاوضات لم تصل بعد إلى نتائج حاسمة بسبب وجود خلافات تتعلق بالشروط الشخصية للاعب.
إقرأ ايضاً:بعد تزايد الاستفسارات.. "الجوازات" تصدر توضيحاً رسمياً يحسم الجدل حول مواعيد تجديد الإقامةصفقة ثلاثية تشغل الميركاتو.. ليفربول يقدم عرض مغري لخطف هدف الهلال
ويتردد أن من أبرز مطالب الهمامي الحصول على ضمانات بلعب عدد أكبر من الدقائق مع الفريق الأول خلال الموسم المقبل، وهي نقطة تشكّل محور التفاوض، خصوصًا بعد عودته من تجربة الإعارة التي قدّم خلالها مستويات لافتة جعلت من استمراره مطلبًا جماهيريًا، وبات موقف الاتحاد معقدًا، خصوصًا مع اقتراب دخول اللاعب في الفترة الحرة من عقده، والتي تتيح له التفاوض مع أي نادٍ بحرية تامة دون الرجوع إلى إدارة ناديه، مما يفتح الباب أمام احتمالات عديدة بشأن وجهته القادمة.
وتتفاقم الضغوط على إدارة النادي في ظل دخول عدة أندية منافسة على خط المفاوضات مع اللاعب، بعدما أبدت اهتمامًا واضحًا بضمّه نظرًا لما يمتلكه من مهارات فنية متميزة وسرعة في الأداء، تجعله خيارًا مثاليًا في خط الوسط المتقدم، وتُعد هذه المرحلة من مسيرة همام الهمامي حاسمة، إذ أنها تأتي بعد موسم قضاه معارًا إلى نادي الخلود، حيث قدم خلاله مستويات نالت إعجاب المتابعين، وأسهمت في عودته إلى الواجهة بشكل لافت.
وبعد نهاية فترة الإعارة، عاد الهمامي إلى صفوف الاتحاد وهو يطمح في حجز موقع أساسي في تشكيلة الفريق، غير أن واقع المنافسة الشديدة على المراكز قد يدفع اللاعب للتفكير جديًا في خوض تجربة جديدة تضمن له دقائق لعب أكثر، ويعزز من حظوظه في سوق الانتقالات، دخوله ضمن قائمة المنتخب السعودي المشاركة حاليًا في بطولة الكأس الذهبية "الكونكاكاف" التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعني أنه بات في بؤرة الضوء الفني والإعلامي.
وقد شارك همام في المباراة الافتتاحية للمنتخب أمام هايتي، وأظهر قدراته في التمرير والتحكم في إيقاع اللعب، مما يؤكد تطوره اللافت واستعداده لتحمل أدوار أكبر في المرحلة القادمة، سواء مع ناديه الحالي أو مع أي نادٍ آخر، وترى بعض الأصوات داخل الاتحاد أن بقاء الهمامي أمر بالغ الأهمية في ظل توجّه النادي لإعادة بناء الفريق على أسس تعتمد على دمج العناصر الشابة مع الخبرات، ما يجعل اللاعب ركيزة مناسبة لهذا التصور الفني.
وتبقى الكرة الآن في ملعب إدارة الاتحاد التي تواجه خيارين لا ثالث لهما، إما الاستجابة لمطالب اللاعب والعمل على تطوير مشاركته، أو المخاطرة بخسارته لصالح نادٍ آخر، ما قد يُعد ضربة لمشروع النادي المستقبلي الذي يرتكز على المواهب المحلية، ويؤكد مراقبون أن الحفاظ على همام الهمامي يجب أن يكون أولوية قصوى، خاصةً في ظل ندرته النوعية بين لاعبي جيله، حيث يتمتع بذكاء تكتيكي ومرونة في الأداء تجعله مناسبًا لعدة مراكز داخل الملعب.
وحتى الآن، لم تُعلن إدارة الاتحاد رسميًا عن موقفها النهائي من العرض المقدم للاعب، إلا أن المؤشرات توحي بأن الأيام القادمة ستكون حاسمة، وأن سيناريو التوقيع أو الرحيل قد يتحدد قبل دخول اللاعب في الفترة الحرة مطلع الشهر المقبل، ويترقب جمهور الاتحاد بحذر تطورات الملف، وسط أمل في أن تتوصل الأطراف إلى اتفاق يضمن استمرار أحد الأسماء الواعدة في خارطة الفريق الأصفر والأسود، ويمنح اللاعب الفرصة الكاملة للتعبير عن إمكاناته.
وتعيد هذه القضية إلى الواجهة سؤالًا قديمًا متجددًا حول كيفية تعامل الأندية مع لاعبيها الصاعدين، وإلى أي مدى توازن بين احتياجات الفريق الفنية ورغبة المواهب في التقدّم والتطور داخل أرضية الملعب، ومع تصاعد حدة التفاوض واهتمام الأندية الأخرى، يبدو أن همام الهمامي سيكون اسمًا حاضرًا بقوة في عناوين سوق الانتقالات، سواء بقي في الاتحاد أو قرر طرق أبواب جديدة تفتح له مساحات أوسع للانطلاق.