"الأرصاد" تنبه: عواصف ترابية وانعدام الرؤية في عدة مناطق بالمملكة

شهدت مناطق متفرقة من المملكة العربية السعودية، خلال الساعات الأخيرة ويوم السبت 21 يونيو 2025، موجة من التقلبات الجوية المفاجئة.
دفعت المركز الوطني للأرصاد إلى إصدار سلسلة من التنبيهات العاجلة التي شملت عدة مناطق من المملكة بدرجات متفاوتة بين الإنذار البرتقالي والأصفر، في تحذيرات جدية من ظواهر مناخية قد تعرقل الحياة اليومية وتؤثر على حركة التنقل بشكل كبير.
إقرأ ايضاً:صيف سعودي ينبض بالمغامرة والثقافة انطلاق رحلات مباشرة من الكويت إلى عسيرالطقس بالسعودية ... انطلاق أمطار رعدية وانعدام رؤية على الطريق الساحلي إلى جازان
في المنطقة الشرقية، وتحديدًا في مدن الأحساء، العديد، وبقيق، إضافة إلى الخفجي، النعيرية، وقرية العليا، رُفع إنذار برتقالي عالي الخطورة، مشيرًا إلى موجة من الأتربة المثارة المصحوبة برياح نشطة، ما أدى إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية.
تراوحت الرؤية بين كيلومتر واحد وثلاثة كيلومترات، وبدأ تأثير هذه العاصفة من صباح يوم الجمعة في تمام الساعة التاسعة، وسط توقعات باستمرارها حتى فجر السبت عند الساعة الثانية، ما يستدعي من السكان التزام الحذر الكامل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.
أما في منطقة مكة المكرمة، فقد دخلت المحافظات الساحلية والداخلية على خط التقلبات، ففي الشعيبية، الليث، والقنفذة، صدرت إنذارات برتقالية تفيد بهبوب رياح نشطة وأتربة مثارة، مع تدني ملحوظ في مدى الرؤية الأفقية قد يصل إلى كيلومتر واحد فقط.
إلى جانب ارتفاع محتمل في أمواج البحر، وبدأت الحالة من صباح السبت عند التاسعة، ومن المقرر استمرارها حتى الثامنة مساءً، فيما شملت التحذيرات أيضًا محافظتي أضم والعرضيات، بإنذارات صفراء لعوالق ترابية تؤثر على الرؤية بشكل متوسط.
وفي منطقة عسير، تنوعت الحالات الجوية بين الأمطار والرياح والعوالق الترابية، حيث شهدت محافظات النماص، بلقرن، وتنومة، إضافة إلى رجال ألمع ومحايل، موجة من الإنذارات الصفراء تتوقع تساقط أمطار خفيفة.
تترافق مع رياح نشطة وتدنٍ محدود في الرؤية الأفقية، مع إمكانية حدوث صواعق رعدية، بدأت هذه الأجواء من ظهيرة السبت، وتستمر حتى المساء، في حين شملت العوالق الترابية محافظات أخرى كالمجاردة، بارق، والبرك، حيث تراوحت الرؤية فيها بين ثلاثة وخمسة كيلومترات.
شمال المملكة لم يكن في مأمن من هذه الأوضاع، ففي رفحاء التابعة لمنطقة الحدود الشمالية، أصدر المركز الوطني للأرصاد إنذارًا أصفر، يُحذر من نشاط في الرياح المثيرة للأتربة والغبار، ما يتسبب في تدنٍ واضح للرؤية.
وذلك اعتبارًا من الساعة الحادية عشرة صباحًا وحتى الساعة الثامنة من مساء السبت، وسط توقعات باستمرار بعض الأجواء المتقلبة خلال الليل.
وتكررت الأوضاع في نجران، وتحديدًا في محافظة شرورة، حيث سُجّل إنذار أصفر بسبب أتربة مثارة ورياح نشطة قد تؤثر على حركة السير والرؤية الأفقية، ويتراوح مدى تأثيرها ما بين الساعة الواحدة ظهرًا وحتى العاشرة مساءً، وهو ما يشير إلى اتساع رقعة العاصفة وتنوع شدتها بين منطقة وأخرى.
وبينما بدأت بعض المناطق تتعافى تدريجيًا من آثار هذه الأجواء، يواصل المركز الوطني للأرصاد دعوته للمواطنين والمقيمين بضرورة متابعة تحديثاته المستمرة عبر قنواته الرسمية، وعدم الاستهانة بأي تحذير صادر عنه، خاصة في ظل الأوضاع المتغيرة بسرعة التي تشهدها سماء المملكة منذ ساعات الفجر الأولى.
ويؤكد المركز أن الإنذارات لا تأتي اعتباطًا، بل تعتمد على قراءات علمية دقيقة، تُرصد من خلال أجهزة حديثة ومراكز مراقبة موزعة على أنحاء المملكة، ما يتيح سرعة الاستجابة والتعامل مع المتغيرات في حينها، حفاظًا على السلامة العامة وتقليل المخاطر المحتملة.
ويُوصى مرتادو الطرق، خاصة في المناطق المفتوحة أو الصحراوية، بتجنب القيادة في أوقات انعدام الرؤية، وعدم المجازفة بالتحرك أثناء سريان التحذيرات، إلى جانب أهمية التأكد من جاهزية المركبات واتباع التعليمات الصادرة من الجهات المختصة.
كما يشدد خبراء الأرصاد على أن الأجواء الحالية لا تُعد حالة نادرة فقط، بل تعكس واقعًا مناخيًا متغيرًا تشهده المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يتطلب مزيدًا من الجاهزية والاستعداد للتعامل مع أنماط الطقس غير الاعتيادية.
ويُنتظر أن تشهد الأيام المقبلة تحسنًا تدريجيًا في بعض المناطق، فيما تبقى أخرى تحت المراقبة لاحتمالية عودة الأجواء المضطربة، خاصة مع اقتراب شهري يوليو وأغسطس، المعروفين بنشاط الرياح الجافة والعواصف الترابية المتكررة.
وفي ظل هذه الظروف، تبرز أهمية الوعي المجتمعي والتفاعل الإيجابي مع الإنذارات الجوية، حيث يمكن أن تكون التحذيرات البسيطة سببًا في تجنب حوادث مرورية أو خسائر بشرية، ما يجعل من الالتزام بالتعليمات ضرورة لا خيارًا.
ويؤكد المتخصصون في المناخ أن توالي هذه الحالات يدفع نحو تسريع مشاريع البنية التحتية المرنة في المدن السعودية، لتكون قادرة على امتصاص آثار التقلبات الجوية دون تعطيل الخدمات أو التأثير على نمط الحياة العام للسكان.