إندونيسيا: تفاصيل مثيرة بشأن التهديد الإرهابي الذي استهدف طائرة سعودية
كشفت السلطات الإندونيسية، يوم الجمعة، تفاصيل مثيرة بشأن التهديد الإرهابي الذي استهدف طائرة سعودية تقل حجاجًا إندونيسيين، بعد أن تبيّن أن التهديد لم يكن سوى خدعة إلكترونية، أثارت استنفارًا أمنيًا واسع النطاق في البلاد وشهدت تفاعلاً دقيقًا من مختلف الأجهزة الأمنية المعنية.
وأوضح تشاندرا سوليستيونو، رئيس قسم الشؤون القانونية والعلاقات العامة وتقنية المعلومات في الوكالة الوطنية لمكافحة الإرهاب (BNPT)، أن التهديد ورد صباح الثلاثاء عبر رسالة بريد إلكتروني أُرسلت إلى الجهات المختصة، وأفاد بأن مرسل التهديد شخص مجهول يحمل الأحرف الأولى "APM"، وقد وجّه رسالته مباشرة إلى الرحلة رقم SV-5276 التابعة للخطوط الجوية السعودية، التي كانت في طريقها من جدة إلى مطار سوكارنو هاتا بجاكرتا وعلى متنها حجاج إندونيسيون.
إقرأ ايضاً:تحولات كبرى في الجمعيات الأهلية: تبرعات الخارج تحت المجهر وحوكمة بـ85% شرط للاستمرار!السعودية تعزز التعاون مع روسيا عبر رحلات جوية مباشرة قريباً.. ووزير النقل يكشف التفاصيل
واحتوت الرسالة على مضمون تصعيدي وصف فيه المرسل نيته تنفيذ انفجار بواسطة قنبلة أنبوبية في الطائرة ومطار تانغيرانغ، مشيرًا إلى دوافع غامضة ذات طابع سياسي وديني، ومستخدمًا مصطلحات تقنية تعزز مصداقية التهديد مثل “المقذوفات المشكلة انفجارياً (EFPs)” و”أنظمة تفجير محلية الصنع”، مع إشارة إلى جامعة يُعتقد أنها ضمّت الجناة المزعومين، لكن التحقيقات الإندونيسية أكدت أن الرسالة لم تتجاوز كونها تهديدًا وهميًا لا أكثر.
ورغم الطابع الاحتيالي للتهديد، فقد تعاملت السلطات الإندونيسية بجدية تامة مع البلاغ، حيث جرى تحويل مسار الطائرة إلى مطار كوالانامو في مدينة ميدان شمال سومطرة، وتم تنفيذ هبوط اضطراري وسط إجراءات تفتيش مشددة، شاركت فيها الشرطة وخبراء المتفجرات، وتولى فريق أمني متكامل فحص الطائرة والركاب والأمتعة للتأكد من سلامة الرحلة.
وأفادت السلطات أن الطائرة كانت تقل 442 حاجًا ضمن الدفعة الثانية عشرة من مغادرة جاكرتا-بيكاسي، وقد تم إجلاء الركاب بسلام ولم تسجل أي إصابات، فيما تُواصل الجهات المختصة تتبع مصدر البريد الإلكتروني لكشف الجهة الفاعلة والدوافع الكامنة وراء هذا التهديد الذي أربك حركة الطيران ورفع منسوب التوتر الأمني في المنطقة.
ويعكس هذا الحادث اليقظة العالية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية الإندونيسية في حماية الحجاج وتأمين خطوط الملاحة الجوية، في وقت تتكثف فيه حركة الطيران مع قرب موسم الحج، وتؤكد السلطات أن الاستجابة السريعة مكّنت من الحيلولة دون وقوع أي خلل في جدول الرحلات أو التأثير على سلامة الركاب.