نقلة نوعية في قلب تبوك .. طريق الملك فيصل يشهد تحوّلًا عمرانيًا ضخمًا

أنهت أمانة منطقة تبوك أعمال المرحلة الأولى من مشروع تطوير طريق الملك فيصل الحيوي، الذي يُعد أحد الشرايين الرئيسية في المدينة، ويمتد من تقاطع طريق الملك فيصل مع طريق الأمير فهد بن سلطان، حتى جسر المشاة المحاذي لمتنزه الأمير فهد بن سلطان، بطول إجمالي بلغ ثلاثة آلاف متر طولي.
وجاء هذا التطوير ضمن جهود أمانة المنطقة لتعزيز جودة البنية التحتية ورفع كفاءة الحركة المرورية، حيث شملت المرحلة الأولى توسعة الطريق إلى خمسة مسارات بمحاذاة مناطق الالتفاف، وأربعة مسارات لبقية أجزاء الطريق، بهدف تخفيف الاختناقات وتحسين تدفق المركبات.
إقرأ ايضاً:مبادرة "أصدقاء الحي" تشعل روح التطوع في الطائف وتحوّل الأحياء إلى مساحات خضراءتحذير عاجل من الضمان .. 8 تغييرات تهدد بإيقاف الدعم إذا لم يتم الإبلاغ عنها خلال 15 يومًا
وأفادت الأمانة بأن هذه المرحلة تضمنت أيضًا إنشاء أربع مناطق للتفاف المركبات، في خطوة تهدف إلى تحرير الحركة المرورية وتسهيل عبور المركبات دون توقف عند الإشارات الضوئية، مشيرة إلى أن الإشارة الوحيدة المتبقية على الطريق سيتم إلغاؤها بالتنسيق مع الجهات المعنية.
ويأتي هذا المشروع استجابة للنمو العمراني المتسارع الذي تشهده مدينة تبوك، وارتفاع أعداد المركبات بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي تطلب حلولًا استراتيجية لتحسين شبكة الطرق وتعزيز الانسيابية المرورية داخل المدينة.
وأوضحت الأمانة أن العمل لا يزال جاريًا في تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، والتي تمتد بطول خمسة آلاف وخمسمائة متر طولي، وتشمل تنفيذ العديد من الأعمال الفنية، أبرزها الحفر، ووضع طبقة الأساس، وأعمال السفلتة وإعادة التأهيل.
وبحسب الأرقام المعلنة، تتضمن المرحلة الثانية تنفيذ أكثر من عشرة آلاف وخمسمائة متر طولي من طبقة الأساس الركامية الخاصة بالتوسعة، إلى جانب ما يزيد عن أحد عشر ألفًا وتسعمائة متر طولي من أعمال السفلتة الجديدة، ضمن خطة شاملة لتحسين متانة الطريق وزيادة عمره الافتراضي.
كما تشمل المرحلة نفسها تنفيذ أكثر من عشرة آلاف ومئتي متر طولي من البردورات الجانبية، وهي عناصر مهمة في تحديد حواف الطريق وتنظيم حركة المشاة والمركبات، بالإضافة إلى أكثر من اثني عشر ألفًا وثمانمئة متر طولي من أعمال الكشط وإعادة السفلتة لتجديد طبقات الأسفلت القديمة.
وتُعد أعمال الدهانات من أبرز المراحل الحالية، حيث سيتم تنفيذ نحو أربعة عشر ألف متر طولي من خطوط الطرق والعلامات المرورية، بما يضمن وضوحًا أفضل للسائقين ويعزز مستوى الأمان على الطريق خاصة في الفترات الليلية.
ويمتد مشروع تطوير طريق الملك فيصل بالكامل على مسافة تبلغ عشرة كيلومترات، تبدأ من تقاطع طريق الملك فيصل مع طريق الأمير فهد بن سلطان، وتنتهي عند تقاطعه مع طريق الملك خالد، وهو ما يجعله أحد أطول مشاريع تطوير الطرق التي تنفذها أمانة المنطقة في الوقت الحالي.
وتسعى الأمانة من خلال هذا المشروع إلى تحويل الطريق إلى مسار حديث متعدد الحارات، إذ يتم زيادة عدد الحارات في كل اتجاه من اثنتين إلى أربع، وبعرض (3.65) متر لكل حارة، ما من شأنه أن يحدث فارقًا ملموسًا في سعة الطريق واستيعابه لحجم الحركة اليومية.
وستُضاف كذلك حارات خامسة في مناطق الالتفاف، وعند مداخل ومخارج الأحياء السكنية المحاذية، لتوفير حلول مرورية عملية وتسهيل الدخول والخروج دون التأثير على سريان الحركة في الحارات الأساسية، وهو ما يعكس تطور الفكر التخطيطي في تصميم شبكات الطرق داخل المدن.
ويُنتظر أن يسهم هذا المشروع بعد اكتماله في الحد من أوقات الانتظار عند الإشارات المرورية، وذلك من خلال إنشاء عشر مناطق للتفاف المركبات بديلة عن التوقف، بما يسمح باستمرار الحركة دون انقطاع أو تأخير، ويقلل من احتمالات الازدحام والتكدس.
وتُعتبر هذه الخطوة ضمن توجهات أمانة تبوك الرامية إلى تحسين تجربة التنقل داخل المدينة، من خلال تطوير الطرق الحيوية وربطها بشبكة أكثر كفاءة، تدعم التنمية المستدامة وتواكب الاحتياجات المستقبلية لساكني المدينة وزائريها.
وتأتي هذه الأعمال ضمن حزمة من المشاريع التطويرية التي تشهدها المنطقة حاليًا، في إطار خطة شاملة تنفذها الأمانة لتحسين البنية التحتية في تبوك، والارتقاء بمستوى الخدمات البلدية وتعزيز جودة الحياة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويُذكر أن أمانة منطقة تبوك كانت قد أعلنت سابقًا عن عدد من المشاريع التطويرية التي تم الانتهاء منها مؤخرًا، وأخرى يجري العمل عليها حاليًا، تشمل تطوير الحدائق، وإعادة تأهيل الطرق الداخلية، وتحسين ممرات المشاة، وتوسعة شبكات الإنارة في عدة أحياء.
وتحظى مشروعات تطوير الطرق بأهمية خاصة في مدينة تبوك، نظرًا لطبيعة التوسع العمراني الذي تشهده المدينة، وزيادة الاعتماد على المركبات في التنقل، ما يستدعي تحديث البنية التحتية المرورية بشكل متواصل لمواكبة هذا النمو المتسارع.
ومن المتوقع أن يحقق مشروع طريق الملك فيصل انعكاسات إيجابية واسعة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، حيث يسهل حركة النقل التجاري ويقلل من الهدر الزمني والوقود، كما يُحسن من كفاءة الوصول إلى الأحياء والمرافق العامة والمراكز التجارية.
وتؤكد أمانة تبوك أنها مستمرة في تنفيذ مشاريع مماثلة لتطوير المحاور الرئيسية والفرعية، بما يضمن بيئة تنقل أكثر أمانًا وسرعة، ويخدم سكان المدينة وزوارها، ويعكس الوجه الحضاري المتجدد للمنطقة التي تشهد تحولًا عمرانيًا ملحوظًا.
وفي الوقت الذي تتقدم فيه مراحل العمل في مشروع طريق الملك فيصل، يترقب أهالي تبوك اكتمال بقية المراحل خلال الأشهر المقبلة، على أمل أن يُحدث المشروع فرقًا ملموسًا في تحسين الحركة المرورية والارتقاء بجودة الحياة في المدينة.