وداعاً لزيارة الدوائر الحكومية.. "الأحوال المدنية" تطلق خدمة جديدة تصلك إلى منزلك لإنهاء أهم معاملاتك

خدمة مبتكرة من الأحوال المدنية تُحدث تحولاً في الوصول لخدمات الهوية داخل المملكة.
كتب بواسطة: زهرة بدر | نشر في  twitter

ضمن جهودها المستمرة لتسهيل الخدمات الحكومية وتوفيرها لجميع المواطنين دون استثناء، أعلنت وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية عن تقديم خدمة "تقدير"، وهي خدمة مخصصة لفئة محددة من المواطنين الذين يواجهون صعوبات في الوصول إلى مقار الأحوال المدنية، حيث يتم تزويدهم بالخدمة في أماكنهم دون الحاجة إلى التنقل.

وتأتي هذه الخدمة كاستجابة عملية لحاجة إنسانية متكررة، إذ أن عدداً من كبار السن، وذوي الإعاقة، وكذلك المرضى، لا يستطيعون الحضور شخصيًا إلى فروع الأحوال المدنية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، ما كان يعيق إتمام بعض معاملاتهم الرسمية، خاصة تلك المتعلقة بإثبات الهوية.


إقرأ ايضاً:مبادرة "أصدقاء الحي" تشعل روح التطوع في الطائف وتحوّل الأحياء إلى مساحات خضراءتحذير عاجل من الضمان .. 8 تغييرات تهدد بإيقاف الدعم إذا لم يتم الإبلاغ عنها خلال 15 يومًا

وتقوم الخدمة على إرسال مندوب أو مندوبة من الأحوال المدنية إلى مقر سكن المستفيد، بهدف تنفيذ الإجراءات المطلوبة المتعلقة بالهوية الوطنية، مثل إصدار البطاقة لأول مرة، أو تجديدها، أو استخراج بدل مفقود أو تالف، مما يمنح هذه الفئة تجربة خدمية أكثر كرامة وملاءمة لوضعها الصحي.

وقد أوضحت الأحوال المدنية أن "تقدير" ليست خدمة عامة لجميع المواطنين، بل هي موجهة حصرياً للفئات غير القادرة على الوصول إلى مكاتب الخدمة، حيث يتم التحقق من حالة المستفيد من خلال التقديم على منصة "أبشر"، وتقديم ما يثبت ظروفه الصحية أو الجسدية.

وتعكس هذه الخدمة التزام الدولة السعودية بتطوير القطاع الخدمي، ورفع كفاءة الأداء داخل المؤسسات الحكومية، دون إغفال البعد الإنساني، حيث تتلاقى التقنية مع الرعاية الاجتماعية في تقديم خدمات تراعي أوضاع فئات خاصة من المجتمع.

ومن خلال "تقدير"، يتم تجاوز الشكل التقليدي في التعامل مع الخدمات الرسمية، ليُستبدل بنموذج أكثر مرونة وإنصافًا، يُمكّن من الوصول إلى المستفيد حيثما كان، مع الحفاظ على الخصوصية، وتقديم المعاملة في بيئة مألوفة ومريحة للمواطن.

ولا تقتصر أهمية الخدمة على الجانب التنفيذي فقط، بل تشمل أيضاً أثرًا نفسيًا إيجابيًا كبيرًا، إذ يشعر المستفيد بأنه ليس مهمّشًا، بل تؤخذ حالته بعين الاعتبار، ويُعامل بذات الاحترام الذي يحظى به أي مواطن آخر قادر على مراجعة الدوائر الرسمية بنفسه.

وقد أكد عدد من المستفيدين من الخدمة، أن "تقدير" تمثل نقلة نوعية في العلاقة بين المواطن والمؤسسة، مشيرين إلى أن سرعة الاستجابة، وسهولة الإجراءات، وجودة الخدمة، كانت من أبرز النقاط التي جعلت من هذه التجربة أكثر راحة وطمأنينة.

وتُعتبر منصة "أبشر" هي المنفذ الأساسي لتقديم الطلبات الخاصة بخدمة "تقدير"، حيث يمكن للمستفيد، أو أحد أقاربه، الدخول إلى المنصة وتعبئة النموذج الإلكتروني، لتتم معالجة الطلب والاتصال بالجهات المختصة لتحديد موعد الزيارة.

ويؤكد القائمون على الخدمة أن موظفي "تقدير" قد خضعوا لتدريب خاص على التعامل مع الفئات ذات الاحتياجات الخاصة، بما يضمن تقديم الخدمة بجودة عالية، مع مراعاة الحالة الصحية والنفسية لكل مستفيد، وتوثيق المعاملة وفقًا للأنظمة.

كما تسهم هذه الخدمة بشكل مباشر في تخفيف الضغط على فروع الأحوال المدنية، من خلال توزيع جزء من العبء الخدمي عبر فرق ميدانية، مما يتيح للمكاتب تقديم خدماتها بسرعة أكبر للفئات القادرة على الحضور.

وتتماشى خدمة "تقدير" مع رؤية السعودية 2030 التي تضع الإنسان في قلب التنمية، وتسعى إلى توفير بيئة إدارية مرنة، تعزز من قيم الشفافية والكفاءة، وتعطي الأولوية لتلبية احتياجات المواطنين بشكل عادل وشامل.

وعلى الرغم من كونها خدمة حديثة نسبيًا، إلا أن الأثر الملموس الذي أحدثته على مستوى الرضا المجتمعي كان كبيرًا، حيث أُشيد بها في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، واعتُبرت نموذجًا يحتذى به في تطوير الخدمات الحكومية.

وتكمن أهمية هذه الخطوة في أنها ليست مجرد إجراء تنظيمي، بل تعكس تحولاً في فلسفة تقديم الخدمات، من مركزية المكاتب إلى لا مركزية الخدمة، من الانتظار إلى المبادرة، ومن البيروقراطية إلى الرفق والاهتمام.

ومن المنتظر أن تستمر الأحوال المدنية في توسيع نطاق هذه الخدمة، سواء من حيث تعزيز فرق العمل الميداني، أو توسيع نطاق الفئات المستفيدة، أو حتى إدخال أدوات تقنية إضافية ترفع من كفاءة الأداء والسرعة في إيصال الخدمة.

كما تجدر الإشارة إلى أن بطاقة الهوية الوطنية هي وثيقة أساسية لا غنى عنها لأي مواطن، وتتعلق بكافة التعاملات المدنية، مثل التوظيف، والاستشفاء، والتعاملات البنكية، والتعليم، مما يجعل من توفيرها ضرورة وليس رفاهية، لا سيما للفئات التي لا تستطيع تأمينها بالطرق التقليدية.

وتثبت خدمة "تقدير" أن المؤسسات الحكومية قادرة على التجديد والتكيف مع التغيرات الاجتماعية والصحية، حيث لم تعد المعاملة مرهونة بموقع جغرافي، أو قدرة جسدية، بل أصبحت أقرب إلى المواطن وأكثر إنصافًا وتجاوبًا مع الواقع.

ويبدو أن "تقدير" ليست مجرد خدمة، بل قصة نجاح إدارية تُضاف إلى سجل المبادرات الخدمية التي أطلقتها المملكة، والتي تُسهم تدريجيًا في تغيير الصورة النمطية عن العمل الحكومي، ليصبح أكثر احترافية ومواكبة لتطلعات الناس.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook