"عملاق جديد" يولد في الرياض.. ما هي الشركة التي أسسها صندوق الاستثمارات العامة لمهمة تاريخية؟

أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن إطلاق شركة جديدة تتولى مسؤولية بناء وتشغيل مرافق معرض "إكسبو 2030 الرياض"، في خطوة تعكس الرؤية الطموحة للمملكة نحو تنظيم نسخة غير مسبوقة من هذا الحدث العالمي، الذي تستضيفه لأول مرة في تاريخها، لتكون الرياض محط أنظار العالم في مشهد حضاري متكامل.
وتأتي هذه المبادرة كجزء من التزام المملكة بتحقيق معايير استثنائية في البنية التحتية والتنظيم، بما يعزز مكانة السعودية كمركز عالمي للمؤتمرات والفعاليات الكبرى، ويترجم تطلعاتها الرامية إلى تقديم تجربة فريدة تستقطب الزوار والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
إقرأ ايضاً:مبادرة "أصدقاء الحي" تشعل روح التطوع في الطائف وتحوّل الأحياء إلى مساحات خضراءتحذير عاجل من الضمان .. 8 تغييرات تهدد بإيقاف الدعم إذا لم يتم الإبلاغ عنها خلال 15 يومًا
وتهدف الشركة الجديدة إلى تطوير المرافق الخاصة بالمعرض وتشغيلها بكفاءة عالية، وفق أرقى المعايير الدولية، إلى جانب الاستثمار طويل الأمد في البنية التحتية والمرافق الحيوية التي سيحتضنها موقع المعرض، ليظل إرثه قائمًا بعد انتهاء الحدث.
ويمثل المشروع فرصة نوعية لتحفيز النمو الاقتصادي في المملكة، إذ من المتوقع أن يسهم في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من 262 مليار ريال، وهو ما يشكل إضافة كبرى للحراك الاقتصادي الذي تشهده البلاد ضمن خططها التنموية الطموحة.
ولن يقتصر تأثير المعرض على الجانب الاقتصادي فقط، بل سيشكل أيضًا دفعة قوية نحو تحقيق التنمية المستدامة، من خلال تشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة والبنية التحتية الخضراء، التي تمثل جزءًا أساسيًا من الرؤية الوطنية الشاملة.
ويقع المخطط الرئيسي لمعرض "إكسبو 2030 الرياض" في موقع استراتيجي شمال العاصمة، بمحاذاة مطار الملك سلمان الدولي المستقبلي، ويغطي مساحة تقدر بستة ملايين متر مربع، ليكون واحدًا من أكبر مشاريع المعارض على مستوى المنطقة.
ويتميز الموقع بتصميم عمراني مستقبلي يدمج بين الحداثة والاستدامة، حيث تم التخطيط له بطريقة تضمن الكفاءة في التنقل وتنوع الوظائف والأنشطة، ما يجعله نموذجًا متقدمًا في التخطيط الحضري الذكي.
ويُعد اختيار هذا الموقع عنصرًا محوريًا في رؤية السعودية لتنظيم إكسبو عالمي متكامل، يوفر تجربة سلسة للزوار والمشاركين، ويتيح إمكانية الربط السريع مع مختلف مرافق المدينة والبنية التحتية المحيطة.
وتعكس هذه الخطوة التزام صندوق الاستثمارات العامة بدوره المحوري في تمكين القطاعات الواعدة، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية، إلى جانب المساهمة الفاعلة في تطوير المشاريع الكبرى التي تمثل ركيزة أساسية لرؤية 2030.
ومن المقرر أن تستفيد الشركة الجديدة من شبكة واسعة من الشراكات مع القطاعين العام والخاص، لضمان تنفيذ المشروع بجودة عالية وسرعة إنجاز تتوافق مع حجم التطلعات العالمية المرتبطة بإكسبو الرياض.
وستركز الشركة على تقديم تجربة زائر متكاملة من خلال مرافق متقدمة وعروض مبتكرة، تتنوع بين الأجنحة التفاعلية والمعارض الثقافية والفعاليات المصاحبة، مما يعزز من القيمة المعرفية والسياحية للموقع ويجذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.
ويُتوقع أن يصبح موقع المعرض بعد انتهاء فعالياته مركزًا نابضًا بالأنشطة الاقتصادية والثقافية، حيث سيتم توظيف البنية التحتية المتطورة لخدمة مشاريع مستقبلية تستمر في العطاء لعقود مقبلة، ضمن خطة لتحويل الموقع إلى وجهة دائمة للابتكار والاستثمار.
وستُشكّل هذه التجربة معيارًا جديدًا في تنظيم الفعاليات العالمية، حيث تسعى السعودية من خلال "إكسبو 2030 الرياض" إلى تقديم نسخة ملهمة توحد العالم تحت شعار الابتكار، وتُبرز قدراتها على استضافة الأحداث الكبرى وفق أعلى المستويات.
وتتماشى هذه الخطوة مع مسار متسارع من التحول الذي تشهده المملكة على مختلف الأصعدة، لا سيما في قطاعات السياحة والترفيه والخدمات اللوجستية، ما يعزز من تنافسيتها العالمية ويجعلها شريكًا موثوقًا في الاقتصاد الدولي.
ويؤكد المشروع من جديد أن العاصمة الرياض تسير بثبات نحو التحول إلى مدينة عالمية كبرى، تضاهي في بنيتها التحتية وخدماتها أكثر مدن العالم تقدمًا، ما يجعل "إكسبو 2030" أكثر من مجرد حدث، بل بوابة لمستقبل واعد.