باحثون إسبان ينجحون في علاج تساقط الشعر بالخلايا الجذعية

يبدو أن نهاية الصلع باتت أقرب من أي وقت مضى، بعد أن أعلن باحثون في مستشفى "كلينيكو سان كارلوس" بالعاصمة الإسبانية مدريد عن تحقيق تقدم طبي كبير في مجال علاج تساقط الشعر، حيث نجحوا في إعادة نمو الشعر لدى فئران ذكور وإناث باستخدام الخلايا الجذعية، في دراسة مبشرة نشرت حديثًا في مجلة Stem Cell Research & Therapy.
وخلال التجارب، استعادت بعض الفئران كثافتها الشعرية بالكامل في غضون 21 يومًا فقط، بعد أن تم حقنها بخلايا جذعية ممزوجة بمركب الطاقة الحيوي "أدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)"، ما ساعد على تحفيز بصيلات الشعر وتحسين نموها، في خطوة قد تمهد الطريق نحو استخدام العلاج نفسه على البشر خلال السنوات القليلة المقبلة.
إقرأ ايضاً:خمس لقطات لا تنسى من ليلة الهلال.. الأزرق يكسر سلسلة مدريد ويكتب المجدعرض أوروبي يعصف باستقرار النصر ويضع مستقبل أوتافيو على المحك
ويقول الدكتور إدواردو لوبيز بران، رئيس قسم الأمراض الجلدية في المستشفى وأحد قادة الدراسة، إن هذا الاكتشاف قد يشكل قفزة نوعية في مجال العلاجات التجميلية والجلدية، موضحًا أن العلاج يستهدف بصيلات الشعر المتضررة، التي تتقلص بمرور الوقت نتيجة تأثير العوامل الوراثية والهرمونات الذكورية مثل "ديهدروتستوستيرون DHT"، ما يؤدي إلى ترقق الشعر وتوقف نموه في النهاية.
وخلال التجربة، تم تعريض الفئران لهرمون DHT لتحفيز حالة مشابهة للصلع لدى البشر، ثم حقنت الخلايا الجذعية الممزوجة بـ ATP داخل فروة الرأس، وكانت النتائج مدهشة، إذ شهدت الفئران الذكور التي تلقت جرعات منخفضة نموًا كثيفًا وكاملًا للشعر، بينما لاحظ الباحثون أن 90% من الإناث اللواتي تلقين جرعات متوسطة حققن نتائج مماثلة من حيث الكثافة وسماكة البصيلات، ما يعني شعرًا أقوى وأكثر حيوية.
ويعكف الفريق البحثي حاليًا على التحضير لتجارب سريرية تُجرى على البشر، حيث سيُعطى العلاج عبر حقن دقيقة في فروة الرأس من قبل مختصين صحيين، للتأكد من فعاليته وسلامته على المدى الطويل، وسط توقعات ببدء هذه المرحلة خلال الأعوام القادمة، على أن يكون العلاج متاحًا تجاريًا بحلول عام 2029.
ورغم أن تساقط الشعر لا يُعد من الحالات الطبية الخطيرة، إلا أنه يؤثر على ثقة الأفراد بأنفسهم وجودة حياتهم، ما يجعل هذا التقدم العلمي بمثابة أمل جديد لملايين الرجال والنساء حول العالم، خصوصًا وأن بعض الحلول الحالية مثل زراعة الشعر أو العلاجات الموضعية مكلفة أو غير فعالة في كثير من الحالات.
وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 15.4 مليون شخص في المملكة المتحدة وحدها يعانون من تساقط الشعر، ما يبرز الحاجة إلى حلول مبتكرة، ومع ذلك، أشارت دراسة اجتماعية موازية إلى أن بعض الأشخاص يرون في مظهر الصلع جاذبية فريدة، ما يدعو إلى تقبل التنوع في المظهر حتى مع وجود علاجات واعدة قيد التطوير.