"أتربة وغبار في عدة مناطق بالمملكة" تحذيرات عاجلة من الأرصاد للسائقين والمسافرين
تواصل الرياح النشطة اليوم فرض حضورها القوي على مناطق عدة من المملكة، حيث توقّع المركز الوطني للأرصاد استمرار تأثيرها المثيرة للأتربة والغبار، ما يرفع من مؤشرات انعدام الرؤية الأفقية في بعض الطرق الحيوية، لا سيما الساحل الرابط بين جازان ومكة المكرمة.
وتشمل المناطق المتأثرة بهذه الحالة الجوية كلًا من الشرقية والرياض ونجران، إلى جانب المدينة المنورة ومكة المكرمة، حيث تزداد كثافة الغبار بفعل الرياح الشمالية الغربية التي تنشط في فترات النهار وتؤثر بشكل مباشر على الأنشطة الخارجية.
إقرأ ايضاً:نهاية وشيكة لبيولي وتطورات حاسمة بشأن مدرب النصر المرتقبالسعودية ترسخ مستقبلًا ابتكاريًا عبر مجموعة العشرين
وأشار تقرير الأرصاد إلى أن هذا التأثير قد يتفاوت من منطقة إلى أخرى بحسب طبيعة التضاريس وسرعة الرياح، إلا أن نطاق الرؤية يظل محدودًا بشكل عام، مما يستدعي الحيطة والحذر خصوصًا لسائقي المركبات على الطرق السريعة.
في المقابل، لا تزال السماء تحتفظ بفرصها المهيأة لتكوّن السحب الرعدية الممطرة، وتركز هذه الفرص على المرتفعات الجنوبية الغربية، تحديدًا في منطقتي جازان وعسير، وسط توقعات بنشاط للرياح المصاحبة قد يضاعف تأثير الحالة المطرية.
ومن المرجح أن تؤثر هذه الأمطار المصحوبة برياح نشطة على حركة التنقل داخل المناطق الجبلية، فيما يمكن أن تسهم في تحسين جودة الهواء مؤقتًا مع زوال موجات الغبار العالقة بفعل التبريد الطبيعي الذي تسببه الهطولات.
أما على السواحل، فتُسجل حركة الرياح السطحية على البحر الأحمر نشاطًا لافتًا، إذ تتراوح سرعتها بين 25 إلى 45 كم/ساعة، ما يؤدي إلى ارتفاع في الموج يصل إلى مترين، ويجعل حالة البحر بين متوسط إلى مضطرب.
وتتجه الرياح في البحر الأحمر إلى النطاق الشمالي الغربي، ما يضيف مزيدًا من التحديات للملاحة البحرية والصيد في هذه الفترة، ويُنصح بأخذ الاحتياطات اللازمة خاصة في الفترات الصباحية.
وفي الخليج العربي، تبدو الأوضاع أكثر اضطرابًا، إذ تصل سرعة الرياح إلى 50 كم/ساعة في بعض المناطق، مع ارتفاع للموج يتراوح بين متر ونصف إلى مترين ونصف، لتصنف حالة البحر ما بين متوسط الموج إلى مائج بفعل الرياح الشمالية الغربية.
وتؤثر هذه الأجواء بشكل مباشر على حركة السفن والقوارب الصغيرة، ما قد يستدعي تعليق بعض الأنشطة البحرية مؤقتًا في حال تفاقمت شدة الرياح أو ساءت الرؤية الأفقية بشكل كبير.
ويأتي هذا الطقس ضمن سلسلة من التغيرات المناخية الموسمية التي تشهدها المملكة، تزامنًا مع تصاعد درجات الحرارة واستمرار تدفق الكتل الهوائية الجافة القادمة من الشمال.
ورغم التحديات التي يفرضها الغبار والرياح، فإن هذه الفترة تُعد من أكثر فترات العام حساسية على الصعيد البيئي، كونها تحدد ملامح الاستقرار الجوي لما تبقى من الموسم الحار.
ويحث المركز الوطني للأرصاد الجميع على متابعة نشراته الدورية والتقارير التحذيرية، لضمان اتخاذ التدابير الوقائية، خصوصًا للأشخاص المصابين بالحساسية أو أمراض الجهاز التنفسي.
ويؤكد الخبراء أن هذه الأجواء وإن بدت صعبة، إلا أنها لا تخرج عن الإطار الاعتيادي لمثل هذا الوقت من العام، داعين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات، والاعتماد على القنوات الرسمية لمتابعة تطورات الطقس أولًا بأول.