هل تطبيقك المفضل يتجسس عليك؟ دولة كبرى تتهم أشهر برنامج مراسلة بأنه "خطر أمني" وتدعو لحذفه فورًا

ميتا وواتساب في إيران
كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في  twitter

أبدت شركة "ميتا" المالكة لتطبيق "واتساب" قلقًا متزايدًا إزاء التوجيهات الصادرة عن الإعلام الرسمي الإيراني، والتي دعت المواطنين إلى حذف تطبيق "واتساب" من أجهزتهم المحمولة، بزعم أنه يشكل خطرًا أمنيًا على سلامتهم.

جاءت هذه التوجيهات في أعقاب تصاعد التوترات الأمنية بين إيران وإسرائيل، حيث بث التلفزيون الرسمي الإيراني رسالة مباشرة حثّت الإيرانيين على الامتناع عن استخدام واتساب وتطبيقات أخرى مشابهة، معتبرة أنها أدوات تُستخدم لتحديد مواقع الأفراد واستهدافهم، في إشارة غير مباشرة إلى مخاوف من عمليات استخباراتية إسرائيلية.


إقرأ ايضاً:الرميح يتصدر القيادة العالمية للنقل العام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى 2028!"تدشين عالمي في الرياض".. شركة JD Logistics الصينية تبدأ أعمالها في السعودية

ورغم عدم صدور أي قرار رسمي بحظر التطبيق حتى الآن، فإن هذه الدعوة أثارت جدلاً واسعًا داخل إيران وخارجها، خاصة مع استخدام ملايين الإيرانيين للتطبيق في حياتهم اليومية، سواء في التواصل الاجتماعي أو المهني.

شركة "ميتا" ردّت سريعًا عبر بيان رسمي، أكدت فيه أنها تشعر بالقلق من "الاتهامات الباطلة" التي وُجهت إلى خدماتها، مشيرة إلى أن مثل هذه المزاعم قد تُستخدم كذريعة لمنع واتساب من العمل في البلاد، في وقت يحتاج فيه الناس إلى وسيلة موثوقة وآمنة للتواصل.

وشدّدت الشركة على أن واتساب يعتمد على نظام التشفير التام بين الطرفين (End-to-End Encryption)، مما يعني أن لا أحد، بما في ذلك واتساب نفسها، يستطيع الاطلاع على محتوى الرسائل أو المكالمات التي تتم عبر التطبيق.

وأكدت "ميتا" أن التطبيق لا يجمع معلومات دقيقة عن الموقع الجغرافي للمستخدمين، ولا يخزن سجلات من يراسل من ومتى، كما لا يوفر البيانات لأي جهة حكومية، وهو ما ينسف المزاعم الإيرانية من الأساس، بحسب الشركة.

ورغم هذا التوضيح، يشير بعض الخبراء في مجال أمن المعلومات إلى أن التطبيقات مثل واتساب، وإن كانت مشفرة من حيث المحتوى، إلا أنها قد تحتفظ ببيانات "ميتاداتا" أو بيانات وصفية، مثل توقيت الاتصال، نوع الجهاز، وموقع تقريبي، وهي معلومات قد تُستخدم في بعض السيناريوهات الأمنية.

ويقول محللون إن إيران لطالما اتبعت نهجًا متشددًا تجاه تطبيقات المراسلة الأجنبية، خصوصًا تلك التي لا تُخزن بيانات المستخدمين داخل البلاد أو ترفض التعاون مع السلطات في تزويدهم بالمعلومات.

في هذا السياق، تعتبر إيران أن السيطرة على البيانات الرقمية ومراقبة الاتصالات من العوامل الأساسية للحفاظ على "السيادة السيبرانية"، خاصة في ظل النزاعات السياسية والتقنية المتفاقمة مع دول أخرى، وعلى رأسها إسرائيل.

وتأتي هذه الخطوة من إيران في وقتٍ حساس، إذ تشهد البلاد منذ أوائل يونيو الجاري موجة من الهجمات الإلكترونية وانقطاع واسع للإنترنت، تقول السلطات إنه إجراء وقائي ضد هجمات سيبرانية تستهدف منشآت حيوية.

وقد لاحظ المستخدمون في مناطق متعددة من إيران تراجعًا كبيرًا في سرعة الإنترنت، وصعوبات في الوصول إلى تطبيقات أجنبية، ما يعزز المخاوف من نية الحكومة فرض رقابة شاملة على المنصات الرقمية.

وفي هذا الإطار، تخشى "ميتا" من أن تكون هذه الدعوة الإيرانية بداية لحملة أكبر تستهدف حظر تطبيقها كما حدث سابقًا مع "تلغرام" و"تويتر"، خاصة مع اعتماد ملايين المستخدمين في إيران على واتساب كوسيلة رئيسية للتواصل في ظل الرقابة على الإعلام التقليدي.

ويشير مراقبون إلى أن التضييق على واتساب قد يؤدي إلى مزيد من العزلة الرقمية للمواطن الإيراني، وقد يدفع البعض للجوء إلى تطبيقات غير آمنة أو مجهولة المصدر، ما يعرضهم لخطر أكبر على بياناتهم.

ورغم ذلك، لم تُصدر الحكومة الإيرانية حتى الآن قرارًا رسميًا بمنع التطبيق، ما يجعل الدعوة الحالية في إطار الحملة الإعلامية، لكن التخوف من تحولها إلى إجراء عملي يزداد يومًا بعد يوم.

وفي الوقت الذي تواصل فيه السلطات الإيرانية الترويج لفكرة "التهديد الخارجي"، تصر شركة "ميتا" على أنها توفر خدمة آمنة للمستخدمين حول العالم، وتدعو إلى عدم تسييس تقنيات الاتصالات وتوظيفها في الصراعات الجيوسياسية.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook