حركة غير مسبوقة في الدمام..جولات رقابية مكثفة تكشف الإهمال في الأسواق
كثّفت أمانة المنطقة الشرقية من جهودها الرقابية خلال النصف الأول من العام الجاري، حيث نفّذت مجموعه 2560 جولة رقابية استهدفت المنشآت التجارية والأسواق العامة في حاضرة الدمام، وذلك ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى تعزيز الامتثال التجاري، وضبط المخالفات، والارتقاء بالمشهد الحضري، هذه الجولات المكثفة تعكس التزام الأمانة المستمر بتطوير الخدمات وتحسين بيئة الأعمال والمرافق العامة.
وأسفرت تلك الحملات عن رصد 49 بائعًا متجولًا مخالفًا، تم التعامل معهم وفق الأنظمة المعمول بها، إضافة إلى ضبط 292 بائعًا آخرين بالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة، في إشارة واضحة إلى التنسيق الفاعل بين الأمانة والجهات الداعمة لضمان النظام العام داخل الأسواق والمرافق التجارية.
إقرأ ايضاً:"الخبر تُبهر العالم": قفزة 13 مركز في تصنيف جودة الحياة عالميا"صوت من داخل العالمي".. نائب رئيس النصر يكشف ما يحدث للجماهير
كما شملت الأعمال الميدانية رفع نحو 47 طنًا من المخلفات العشوائية، ما يُعد خطوة مهمة في تحسين المشهد الحضري، والحفاظ على المظهر العام للأحياء والمرافق التجارية، والحد من الظواهر السلبية التي تؤثر على جودة الحياة داخل المدينة.
وفي جانب آخر من الجولات، تابعت الأمانة عن كثب 14 مزادًا عامًا للتأكد من تطبيق الاشتراطات النظامية وضمان السلامة العامة في تلك الفعاليات، وهو ما يُعد تأكيدًا على حرص الأمانة على أن تشمل الرقابة جميع الأنشطة ذات الطابع التجاري أو الجماهيري.
وأوضح وكيل الأمين للخدمات، المهندس محمود الرتوعي، أن جهود الرقابة الميدانية ستتواصل بوتيرة متصاعدة خلال الفترة القادمة، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، بهدف الوصول إلى أعلى مستويات رضا المستفيدين وتحقيق بيئة تجارية وصحية أكثر التزامًا وجودة.
وأشار الرتوعي إلى أن تعزيز جودة الخدمات لن يقتصر فقط على الجولات الرقابية، بل يشمل تحسين الأنظمة الإدارية وتطوير أدوات الرقابة الذكية لضمان كشف التجاوزات مبكرًا، ومعالجتها قبل أن تتفاقم، بما يعكس التوجه الاحترافي في أعمال الرقابة البلدية.
وفي إطار الرقابة الممتدة، واصلت الأمانة جهودها كذلك في محافظة القطيف، حيث نفّذت 213 جولة ميدانية خلال الفترة من 28 مايو حتى 16 يونيو 2025، ضمن خطتها لتعزيز الامتثال ورفع كفاءة الرقابة الصحية والبيئية على المنشآت.
وأسفرت هذه الجولات في القطيف عن إصدار 97 إنذارًا للمنشآت المخالفة، بما يتماشى مع نهج الأمانة في تصحيح المخالفات قبل اتخاذ الإجراءات العقابية، ويؤكد على تبني سياسة الإنذار أولًا، مع توفير فرصة للتعديل قبل التصعيد.
إضافة إلى ذلك، أصدرت الأمانة في القطيف 500 شهادة صحية للعاملين في الأنشطة الغذائية، إلى جانب منح 50 رخصة مهنية جديدة، ما يدل على استمرار حركة التوسع والتنظيم في المنشآت التجارية، مع ضمان التزامها بالمعايير الصحية المطلوبة.
وتأتي هذه الجهود في سياق حملة أوسع تهدف إلى تعزيز السلامة الغذائية في المنطقة، حيث تُعد الشهادات الصحية أحد أهم أدوات الرقابة لضمان أن العاملين في الأنشطة الغذائية يتمتعون بصحة مناسبة ويحملون الوعي الكافي بأساسيات النظافة وسلامة الأغذية.
وفي ظل هذا التحرك النشط، تؤكد أمانة المنطقة الشرقية أنها تضع صحة المواطن والمقيم في مقدمة أولوياتها، من خلال حملات التفتيش، والرصد المباشر، والتفاعل السريع مع البلاغات الواردة من أفراد المجتمع بشأن أي تجاوزات أو مظاهر غير نظامية.
وتشير المؤشرات الميدانية إلى تحسن ملحوظ في مستوى الالتزام من قبل المنشآت، بفضل تكرار الجولات وتوعية أصحاب المنشآت، ما يسهم في ترسيخ ثقافة الامتثال ومبدأ الشفافية، ويحدّ من فرص المخالفة أو الإهمال.
وتواصل الأمانة العمل على تطوير أدوات الرصد الرقمي، ودمج التقنية في إدارة الرقابة، بما يتيح تتبع المخالفات آليًا، ورصد المواقع الأكثر حاجة للتدخل، وذلك في إطار برنامج رقابي ذكي وشامل يواكب مستهدفات التحول الرقمي في الخدمات البلدية.
كما تعمل الأمانة على تعزيز مشاركة المجتمع في الرقابة من خلال استقبال البلاغات عبر التطبيقات المخصصة والمنصات الرقمية، ما يجعل المواطن شريكًا فاعلًا في حماية البيئة العامة ومكافحة المظاهر السلبية في الأسواق والمرافق التجارية.
ويُعد هذا النشاط الرقابي المتصاعد جزءًا من جهود الأمانة المتكاملة لتحسين جودة الحياة ضمن رؤية المملكة 2030، التي تُعلي من شأن المدن النظيفة والمنظمة، وتضع صحة وسلامة الفرد في قلب السياسات الخدمية والتنظيمية.