تحذير عاجل من غوغل يربك مستخدمي Gmail .. الحسابات في خطر ما لم يتم اتخاذ إجراء فوري

تحذير عاجل من غوغل يربك مستخدمي Gmail.
كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في  twitter

في خطوة وصفت بالحاسمة، أطلقت شركة "غوغل" تحذيرًا واسع النطاق لمستخدمي بريدها الإلكتروني Gmail، دعت فيه إلى تحديث إعدادات الأمان الخاصة بالحسابات خلال مهلة زمنية محددة، مشيرة إلى أن تجاهل هذه المتطلبات قد يؤدي إلى فقدان دائم للوصول إلى الحساب، وهو ما أثار موجة من التفاعل بين المستخدمين الذين يشكل Gmail جزءًا أساسيًا من حياتهم الرقمية.

وأوضحت الشركة أن هذا الإجراء يأتي في إطار خطة أمنية متقدمة، تهدف إلى تعزيز حماية المستخدمين ضد موجات الاحتيال الرقمي التي تطورت بشكل ملحوظ، حيث باتت رسائل التصيد الإلكترونية تحاكي الرسائل الأصلية بدقة عالية تجعل اكتشافها أمرًا صعبًا حتى على المستخدمين المتمرسين.


إقرأ ايضاً:هل تطبيقك المفضل يتجسس عليك؟ دولة كبرى تتهم أشهر برنامج مراسلة بأنه "خطر أمني" وتدعو لحذفه فورًافرصة لا تعوض لأطفال الرياض هذا الصيف من التعليم..ثمانية أسابيع تغير مستقبل طفلك

وقد بدأت "غوغل" تنفيذ هذا التحديث الأمني عبر إرسال تنبيهات فردية للمستخدمين، تتضمن رسائل بريد إلكتروني وإشعارات أثناء تسجيل الدخول، تطلب منهم اتخاذ إجراءات محددة، أبرزها تفعيل خاصية التحقق بخطوتين، والتي تضيف طبقة أمان إضافية إلى جانب كلمة المرور.

وتعتمد خاصية التحقق بخطوتين على دمج عدة وسائل حماية، منها الرموز المرسلة عبر الرسائل النصية، أو التطبيقات المخصصة للمصادقة مثل Google Authenticator، أو حتى استخدام مفاتيح أمان مادية يتم توصيلها بالجهاز مباشرة، لضمان أن الشخص الذي يحاول الدخول هو صاحب الحساب الحقيقي.

ولم تكتف "غوغل" بتفعيل هذه الخاصية، بل شددت أيضًا على ضرورة التخلي عن التطبيقات القديمة التي لا تدعم نظام تسجيل الدخول الحديث، حيث يشترط الآن استخدام بروتوكول OAuth 2.0، الذي يوفر حماية أعلى مقارنة بالأنظمة التقليدية التي كانت عرضة للاستغلال.

كما طالبت المستخدمين بتحديث معلومات الاسترداد الخاصة بحساباتهم، مثل رقم الهاتف والبريد الإلكتروني الاحتياطي، لضمان إمكانية استعادة الحساب في حال فقدان الوصول إليه، معتبرة أن هذه الخطوة ليست مجرد إجراء روتيني، بل شرط أساسي لاستمرار استخدام Gmail بشكل آمن.

وأكدت "غوغل" أن حساب Gmail لم يعد يقتصر على إرسال واستقبال البريد الإلكتروني، بل أصبح محورًا مركزيًا في تجربة المستخدم الرقمية، فهو يتيح الوصول إلى مستندات "غوغل"، والتقويم، والصور، وخدمات التخزين السحابي، بالإضافة إلى ربطه بأجهزة "أندرويد" ومجموعة من الأجهزة الذكية المنزلية.

وتابعت الشركة بأن حماية هذه الحسابات تعني بالضرورة حماية الخصوصية الرقمية للمستخدم، وحماية ملفاته، وصوره، وبياناته الحساسة من الوقوع في يد القراصنة، الذين يستهدفون الحسابات الشخصية والمؤسساتية على حد سواء.

وتعود جذور هذا التحرك الأمني إلى خطة أعلنتها "غوغل" في أكتوبر 2023، تضع على عاتق المستخدمين مسؤولية مشتركة لضمان سلامة الحسابات، حيث تبنت سياسة جديدة تفرض التحقق بخطوتين كإجراء افتراضي في الكثير من الحسابات، بعد أن لاحظت تزايد محاولات الاختراق.

وأشارت تقارير أمنية إلى أن غالبية الهجمات الإلكترونية الناجحة تبدأ من البريد الإلكتروني، حيث يعتمد المهاجمون على خداع المستخدم للحصول على معلومات الدخول، ومن ثم الاستيلاء على الحسابات، وهو ما دفع الشركات التقنية الكبرى لاتخاذ إجراءات استباقية لمواجهة هذا التهديد.

وتشير التقديرات إلى أن Gmail يستخدمه أكثر من 1.8 مليار شخص حول العالم، مما يجعله هدفًا جذابًا للمهاجمين الإلكترونيين، وخاصة في ظل توسع الاعتماد على الخدمات السحابية في مختلف المجالات، من التعليم والعمل، إلى الخدمات المصرفية والتسوق عبر الإنترنت.

ويبدو أن "غوغل" تراهن على وعي المستخدمين وتعاونهم في تنفيذ هذه الإجراءات، على الرغم من أن بعض المستخدمين قد يرون فيها عبئًا إضافيًا، إلا أن المتخصصين في الأمن السيبراني يؤكدون أن هذه الخطوات ضرورية في ظل البيئة الرقمية المعقدة والمتغيرة.

وتعتبر خاصية التحقق بخطوتين واحدة من أكثر أساليب الحماية فعالية، حيث تقلل احتمال اختراق الحسابات بنسبة تصل إلى 99%، وفقًا لدراسات أجرتها الشركة، مما يبرر الإصرار الحالي على تفعيلها لكل الحسابات.

وفي الوقت نفسه، شددت "غوغل" على أن هذه الإجراءات لن تؤثر على خصوصية المستخدم أو تقييد استخدامه للخدمات، بل على العكس، فهي مصممة لحمايته دون المساس بتجربته اليومية أو فرض قيود على خياراته.

ومن جانبهم، دعا خبراء التقنية إلى استجابة سريعة لهذه التحذيرات، محذرين من تجاهل التعليمات التي قد تقود إلى إغلاق الحساب، لافتين إلى أن تأمين الحسابات الشخصية لم يعد أمرًا اختياريًا، بل ضرورة في عالم مترابط ومعرض دائمًا للهجمات الإلكترونية.

كما نبه الخبراء إلى أن اعتماد Gmail كوسيلة رئيسية لتسجيل الدخول في مواقع وخدمات متعددة، يعني أن اختراق الحساب لا يهدد البريد وحده، بل يفتح المجال لاختراق الحسابات الأخرى المرتبطة به، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والخدمات المصرفية الإلكترونية.

ويبدو أن العام الجاري سيشهد تشديدًا أكبر في سياسات الأمان، ليس فقط من "غوغل"، بل من شركات تقنية عالمية أخرى، في ظل تزايد التهديدات وتحول الإنترنت إلى ساحة حرب خفية بين القراصنة ومطوري أنظمة الحماية.

وفي خضم هذه التحولات، يبقى المستخدم هو الحلقة الأضعف أو الأقوى، حسب تعاونه والتزامه، فبينما تطور الشركات أنظمتها، يبقى الوعي الفردي والتحديث المستمر مفتاح الأمان في العصر الرقمي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook