قرار رسمي يُفرح سكان هذه القرى .. افتتاح طريق جبل طلان بجازان

أعلنت الهيئة العامة للطرق عن افتتاح الحركة المرورية على طريق جبل طلان بمحافظة الداير في منطقة جازان، بعد استكمال أعمال الصيانة والتأهيل التي استهدفت رفع كفاءة الطريق وتحسين مستوى السلامة المرورية، وذلك بطول إجمالي بلغ 6.1 كيلومترات، شاملة اتجاهي الحركة.
ويمثل هذا الطريق محورًا مهمًا يربط بين عدد من القرى الجبلية في محافظة الداير، حيث يخدم بشكل مباشر سكان جبل طلان والمناطق المحيطة به، ويُعد من الطرق الحيوية التي يعتمد عليها الأهالي في تنقلاتهم اليومية، سواءً للعمل أو للوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
إقرأ ايضاً:خطوة طبية جديدة تقرب المسافات بين التشخيص والعلاج..مستشفى ينبع يكشف عن سلاحه الجديدهل تطبيقك المفضل يتجسس عليك؟ دولة كبرى تتهم أشهر برنامج مراسلة بأنه "خطر أمني" وتدعو لحذفه فورًا
وتضمن المشروع عددًا من الأعمال الهندسية التي هدفت إلى معالجة التحديات الطبوغرافية للمنطقة، من بينها أعمال السفلتة الكاملة للطريق، وإنشاء 12 قناة لتصريف مياه الأمطار والسيول، ما بين عبارات ومزلقانات وقنوات جانبية، وذلك لحماية الطريق من تأثيرات السيول الموسمية التي تشهدها المنطقة.
كما شملت الأعمال تنفيذ وسائل السلامة الحديثة، حيث جرى تركيب حواجز خرسانية على أطراف الطريق في النقاط المرتفعة والمنحدرة، إلى جانب وضع الدهانات الأرضية وعيون القطط، بما يضمن وضوح الرؤية أثناء القيادة ليلاً، ويعزز من قدرة السائقين على الاستجابة للمنعطفات والانحدارات الحادة.
وأكدت الهيئة أنها حرصت على تطبيق أعلى معايير الجودة أثناء تنفيذ أعمال المشروع، سواء من حيث المواد المستخدمة أو المعايير الفنية المعتمدة، موضحة أن المشروع جاء ضمن إطار خطتها الشاملة لتحسين شبكة الطرق في المناطق الجبلية ذات التضاريس الوعرة التي تتطلب حلولًا خاصة في البنية التحتية.
واعتبر الأهالي أن هذا المشروع يشكل تحولًا نوعيًا في واقع التنقل في محافظة الداير، إذ كان الطريق القديم يعاني من التآكل والتشققات بسبب الأمطار والانحدارات الحادة، ما تسبب في حوادث متكررة وتأخير وصول المركبات، خصوصًا سيارات الطوارئ والخدمات.
ويمثل هذا الافتتاح جزءًا من سلسلة مشاريع تنفذها الهيئة العامة للطرق ضمن أهدافها الإستراتيجية لرفع كفاءة شبكة الطرق في المملكة، والمساهمة في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجستية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، والتي تسعى إلى رفع جودة البنية التحتية وتحقيق أعلى مستويات السلامة المرورية.
وأكدت الهيئة أن الطريق الجديد يعزز من انسيابية الحركة المرورية بين القرى الجبلية والمحافظات المجاورة، ويسهم في تسهيل وصول السلع والخدمات، بالإضافة إلى تقليص زمن الرحلات والتنقلات اليومية للسكان، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على مستوى جودة الحياة في المنطقة.
كما أوضحت الهيئة أن المشروع تضمن تنفيذ لوحات إرشادية واضحة في كافة الاتجاهات، إلى جانب استخدام علامات أرضية ودهانات مرئية، وتركيب الاهتزازات التحذيرية في نقاط التباطؤ والتوقف، مما يرفع من وعي السائق ويزيد من قدرة الطريق على تنبيه المركبات للحالات الطارئة.
وأشار مسؤولو الهيئة إلى أن مشروع جبل طلان يتكامل مع خطة وطنية لتحسين الطرق الريفية والحد من الحوادث في المناطق النائية، حيث يتم استهداف المواقع ذات الأولوية بناءً على معايير تقييم فنية وميدانية، بالتعاون مع الجهات المحلية المعنية لتحديد الاحتياجات الأكثر إلحاحًا.
ويأتي هذا الإنجاز بالتزامن مع مساعي المملكة إلى تحسين ترتيبها في مؤشر جودة الطرق على المستوى الدولي، حيث تهدف إلى الوصول إلى التصنيف السادس عالميًا في هذا المؤشر بحلول عام 2030، من خلال مشاريع تطويرية تتنوع بين إنشاء طرق جديدة وصيانة المحاور القائمة.
وتعمل الهيئة على خفض معدلات الوفيات على الطرق من خلال التركيز على الجوانب الوقائية، سواء من خلال تحسين البنية التحتية أو عبر إدخال التكنولوجيا في مراقبة وصيانة الطرق، كما تسعى إلى توسيع نطاق تغطية شبكة الطرق بعوامل السلامة المرورية بحسب تصنيف البرنامج الدولي لتقييم الطرق.
وأكدت الهيئة أن المشروع الجديد لجبل طلان جرى تصميمه وفق آلية تضمن استيعاب الكثافة المرورية المتوقعة خلال السنوات المقبلة، كما رُوعي فيه توفير مناطق توقف للطوارئ ومداخل فرعية تخدم القرى الواقعة على جانبي الطريق، دون التأثير على سلاسة حركة السير.
ومن المرتقب أن يسهم الطريق في زيادة مشاركة القطاع الخاص في مشاريع تشغيل وصيانة الطرق في المنطقة الجنوبية، حيث بدأت الهيئة بتفعيل نماذج شراكة مع المستثمرين في مشاريع البنية التحتية، مما يعزز من الاستدامة المالية ويتيح تطبيق معايير تشغيل أكثر تقدمًا.
وأشاد مواطنون في جبل طلان بهذه الخطوة، مشيرين إلى أن الطريق الجديد سيسهم في فتح آفاق تنموية واقتصادية جديدة للمنطقة، ويحسن من إمكانية الوصول إلى الأسواق والمدارس والمراكز الصحية، كما سيخفف من معاناة التنقل التي ظلت تؤرق السكان لفترة طويلة.
ويُذكر أن منطقة جازان تضم عددًا كبيرًا من القرى الجبلية التي تعاني من صعوبات في التنقل بسبب التضاريس الوعرة وكثرة الأمطار، وهو ما يجعل تطوير شبكات الطرق فيها أولوية استراتيجية لتحسين جودة الحياة وتمكين التنمية المحلية، لا سيما في محافظة الداير وما حولها.
ويُنتظر أن تواصل الهيئة تنفيذ المزيد من المشاريع المشابهة خلال الفترة المقبلة، ضمن خارطة طريق شاملة تغطي مختلف مناطق المملكة، وتهدف إلى تقليل الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية من حيث مستوى الخدمات اللوجستية وشبكات النقل.