بعد فشل جراحة سابقة.. كيف نجح فريق طبي سعودي في تصحيح خطأ كارثي في ركبة مريض باستخدام الهندسة؟

 جراحة العظام
كتب بواسطة: ليلى سعد | نشر في  twitter

تمكّن فريق طبي متخصص في جراحة العظام بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، التابع للمدينة الطبية الأكاديمية بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، من إجراء عملية جراحية دقيقة ونوعية لتصحيح انحراف حاد في مفصل الركبة، وذلك باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، في خطوة تُعدّ من الإنجازات المتقدمة في مجال جراحة العظام على مستوى المملكة والمنطقة.

وقد أُجريت العملية تحت إشراف وقيادة استشاري جراحة الركبة والإصابات الرياضية الدكتور محمد مسفر الزهراني، وبالتعاون مع الدكتور محمد بارجاء من قسم الهندسة الطبية الحيوية، في إطار شراكة فاعلة بين التخصصات الطبية والهندسية.


إقرأ ايضاً:أين ذهبت الملايين المخصصة لأندية الجنوب؟.. طموحات الشباب تصطدم بتعثر المشاريع الرياضيةما المدة المؤهلة لصرف منفعة التقاعد؟ التأمينات تجيب وتوضح الفئات المشمولة بالتعديلات الجديدة

وأوضح الفريق الطبي أن العملية استهدفت معالجة حالة معقدة لمريض كان قد خضع لتدخل جراحي سابق في مستشفى آخر، إلا أن النتائج لم تكن دقيقة وتسببت في انحراف ملحوظ في استقامة مفصل الركبة، ما أدى إلى صعوبات في الحركة وآلام مستمرة أثرت على جودة حياة المريض.

وباستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، تمكن الفريق من إنتاج نموذج دقيق للركبة والانحراف، ما سمح بفهم الحالة بشكل مفصّل وتحديد زاوية التصحيح المطلوبة بدقة عالية.

وأشار الأطباء إلى أن هذه التقنية الحديثة وفرت تصورًا واقعيًا للمشكلة قبل بدء الجراحة، وهو ما مكّن الجراحين من إجراء محاكاة دقيقة للخطوات الجراحية، بما في ذلك القص وإعادة التشكيل، مما ساعد على تخفيض نسبة الخطأ بشكل كبير، وتم استخدام نموذج مطبوع ثلاثي الأبعاد خلال الجراحة كمرجع مباشر لتوجيه الإجراءات بدقة، الأمر الذي انعكس إيجابًا على النتيجة النهائية للعملية.

وبين الفريق أن العملية استغرقت عدة ساعات، وشهدت تنسيقًا عالي المستوى بين الأقسام الطبية والهندسية، بدءًا من تقييم الحالة، وتصميم النموذج الرقمي، ووصولًا إلى التنفيذ الجراحي الفعلي، مؤكدين أن التكامل بين التخصصات ساهم بشكل مباشر في نجاح العملية وتحقيق نتائج سريرية ممتازة.

وأشاروا إلى أن المريض خرج من غرفة العمليات وهو في حالة مستقرة، وبدأ برنامجًا تأهيليًا يتضمن جلسات علاج طبيعي وتقييم مستمر للحالة لضمان استعادة الحركة الطبيعية للمفصل.

ويُعد هذا الإنجاز واحدًا من ثمار توجه المستشفى نحو تبني تقنيات الطب الرقمي المتقدمة وتطبيقاتها الإكلينيكية، خاصة في الجراحات المعقدة التي تتطلب دقة عالية وخططًا فردية مخصصة لكل حالة.

كما يأتي ذلك ضمن استراتيجية المدينة الطبية الأكاديمية في دعم البحث والابتكار وتوفير بيئة عمل متكاملة تجمع بين الممارسين الطبيين والمهندسين والباحثين في مختلف التخصصات.

وأكدت إدارة المستشفى أن هذه التجربة الناجحة تفتح آفاقًا جديدة لاستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في جراحات العظام والمفاصل، وتسهم في تحسين مخرجات الرعاية الصحية للمرضى الذين يعانون من تشوهات أو نتائج سلبية لتدخلات سابقة.

كما عبّرت الإدارة عن فخرها بقدرة الكفاءات الوطنية على التعامل مع تقنيات متقدمة بهذا المستوى، وتنفيذ جراحات نوعية وفق أعلى المعايير الطبية العالمية، ويأتي هذا الإنجاز امتدادًا لمساعي المستشفى المتواصلة لتعزيز الابتكار في الممارسة السريرية وتقديم حلول علاجية دقيقة وشخصية، تحقق الأمان الطبي وتلبي تطلعات المرضى نحو جودة حياة أفضل.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook