في لحظة ترقّب عالمي.. أسعار الذهب تستقر بثقة عند 3388.04 دولارًا للأوقية

استقرت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم، وسط حالة من الترقب تسود الأسواق العالمية قبيل صدور قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن السياسة النقدية، إلى جانب مراقبة التطورات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما التوترات بين إسرائيل وإيران التي تلقي بظلالها على المشهد الاقتصادي العالمي.
وبحلول الساعة 03:41 بتوقيت غرينتش، سجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 3388.04 دولارًا للأوقية، دون أن يطرأ عليها أي تغيير يُذكر مقارنة بإغلاق الجلسة السابقة.
إقرأ ايضاً:عرض أوروبي مفاجئ يهدد بقاء فابينيو مع الاتحاد ويشعل التكهناتتفاصيل أكبر اختراق للموساد داخل إيران بحسب وكالات رسمية
كما ظلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب شبه مستقرة عند مستوى 3406.50 دولارات للأوقية، ما يعكس حالة التوازن الحذر التي تسود بين المستثمرين، الذين يفضلون انتظار وضوح الرؤية قبل اتخاذ أي مراكز شرائية أو بيعية كبيرة في أسواق المعادن النفيسة.
ويأتي هذا الاستقرار في وقت تترقب فيه الأسواق نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي قد يُحدث تحولات كبيرة في مسار أسعار الذهب خلال المرحلة المقبلة، إذ يُعد الذهب حساسًا للغاية تجاه السياسات النقدية، خاصة تلك المتعلقة بأسعار الفائدة، حيث يؤدي رفع الفائدة عادة إلى زيادة تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، مما قد يضغط على أسعاره.
وعلى العكس، فإن أي إشارات من المجلس حول احتمالية التريث في رفع الفائدة أو حتى خفضها قد تدفع بأسعار الذهب إلى مزيد من المكاسب، من جانب آخر، تظل التوترات الجيوسياسية في المنطقة عاملاً داعمًا لأسعار الذهب، حيث ينظر إليه المستثمرون كملاذ آمن في أوقات الأزمات.
وتواصل الأسواق مراقبة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، إذ من شأن أي تحرك مفاجئ أو تصعيد عسكري أن يزيد من الطلب على الذهب، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعاره بشكل ملموس.
وبالانتقال إلى باقي المعادن النفيسة، فقد شهدت تداولاتها تباينًا خلال الجلسة الآسيوية، حيث انخفضت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% إلى مستوى 37.22 دولارًا للأوقية، متأثرة ببعض عمليات جني الأرباح بعد ارتفاعات سابقة.
في المقابل سجّل البلاتين مكاسب بنسبة 0.3% ليصل إلى 1266.04 دولارًا للأوقية، مدعومًا بآمال انتعاش الطلب الصناعي في ظل توقعات بتحسن قطاعي السيارات والتصنيع في بعض الأسواق الكبرى.
أما البلاديوم، فقد ارتفع أيضًا بنسبة 0.3% مسجلًا 1054.63 دولارًا للأوقية، وسط مؤشرات على تعافي الطلب من قبل صناعة السيارات، التي تُعد من أكبر مستهلكي هذا المعدن، إلا أن الأسواق تظل حذرة في تقييم مستقبل البلاديوم بسبب تقلبات الإمدادات والتغيرات المستمرة في توجهات الصناعة نحو السيارات الكهربائية، التي لا تعتمد عليه بنفس الكثافة.
وفي ظل هذه التغيرات الدقيقة في أسواق المعادن النفيسة، تتجه أنظار المستثمرين خلال الساعات المقبلة إلى تصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتحليل نبرتهم تجاه الاقتصاد الأمريكي، إلى جانب المراقبة الدقيقة لأي تحركات عسكرية أو تطورات دبلوماسية قد تطرأ في الشرق الأوسط.
ويُتوقع أن تظل الأسواق متقلبة حتى تتضح هذه العوامل، حيث يُعد الذهب مرآة حساسة تعكس مزيجًا من التوترات السياسية، والسياسات الاقتصادية، والتغيرات في معنويات المستثمرين على حد سواء.