تنبيه عاجل من الأرصاد السعودية .. رياح مُثيرة للغبار على هذه المناطق حتى نهاية الأسبوع

في تحذير رسمي أثار انتباه المواطنين والمقيمين على حد سواء، أصدر المركز الوطني للأرصاد تنبيهًا جويًا يتعلق بأحوال الطقس التي تبدأ اعتبارًا من صباح اليوم الأربعاء، حيث تشهد المملكة موجة من الرياح السطحية النشطة، والمثيرة للأتربة والغبار، والتي يُتوقع أن تستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري.
وتشير التوقعات إلى أن تأثير هذه الرياح سيكون أكثر وضوحًا خلال ساعات النهار، ما قد يؤدي إلى تدنٍ كبير في مدى الرؤية الأفقية، خاصة في المناطق المكشوفة وعلى الطرق السريعة، الأمر الذي يُنذر بظروف مناخية غير مستقرة، قد تعيق حركة النقل وتؤثر على السلامة العامة.
إقرأ ايضاً:في لحظة ترقّب عالمي.. أسعار الذهب تستقر بثقة عند 3388.04 دولارًا للأوقيةصراع خارج الملعب ... إيطاليا تفتح النار على إنزاجي قبيل قمة الهلال وريال مدريد
وأوضح المركز أن الحالة الجوية المرتقبة ستكون مصحوبة برياح قوية مثيرة للأتربة، تصل شدتها في بعض الأوقات إلى حد شبه انعدام الرؤية، خاصة في المناطق الصحراوية والمناطق القريبة من السواحل، مما يستدعي الاستعداد واتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة.
وتشمل المناطق التي ستتأثر بشكل مباشر بهذه الحالة مكة المكرمة، عسير، جازان، المنطقة الشرقية، والأجزاء الشرقية من منطقتي الرياض والقصيم، إلى جانب عدد من الطرق الحيوية التي تربط بين المدن الكبرى، وهو ما قد يؤدي إلى ازدحامات أو حوادث في حال عدم الالتزام بإرشادات السلامة.
ومن المتوقع أن تكون الطرق الساحلية، لا سيما الطريق الرابط بين جدة وجازان، والطريق الممتد من المنطقة الشرقية نحو العاصمة الرياض، من أكثر المسارات تأثرًا بالغبار الكثيف، مما سيؤثر بشكل ملحوظ على حركة النقل البري في تلك الجهات، وفق ما أفاد به المركز.
وتُعد مثل هذه الظروف المناخية تحديًا حقيقيًا لسائقي المركبات، خصوصًا على الطرق السريعة والمناطق المفتوحة، حيث قد تنخفض الرؤية بشكل مفاجئ، مما يرفع من احتمالية وقوع الحوادث المرورية، لا سيما في أوقات الذروة أو أثناء التنقل بين المدن.
وفي هذا السياق، وجه المركز الوطني للأرصاد دعوته إلى جميع المواطنين والمقيمين بضرورة توخي الحذر، وعدم التهاون في متابعة مستجدات الحالة الجوية، والالتزام بتعليمات الجهات المعنية، خصوصًا أثناء التنقل أو القيادة في المناطق المتأثرة.
وأكد خبراء الأرصاد أن هذه الرياح تُعد من الظواهر المناخية الموسمية التي تشهدها المملكة في هذا الوقت من العام، نتيجة التغيرات الجوية التي تحدث بين فصلي الربيع والصيف، والتي غالبًا ما تكون مصحوبة بعواصف ترابية مفاجئة، تؤثر على الحياة اليومية والأنشطة الخارجية.
وتُسبب هذه الأجواء عادة مشكلات صحية للأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي أو الحساسية، حيث يحمل الغبار العالق في الجو جزيئات دقيقة قد تتسبب في تهيج الجهاز التنفسي، وهو ما يدفع الجهات الصحية إلى التحذير من الخروج دون ضرورة.
كما تتأثر الرحلات الجوية في بعض الأحيان بمثل هذه الحالات، إذ قد تضطر شركات الطيران إلى تأخير بعض الرحلات أو تغيير مساراتها، حرصًا على سلامة المسافرين والطواقم الجوية، فيما يبقى التنسيق بين هيئة الأرصاد والمطارات عاملًا مهمًا لضمان الانسيابية.
ويُذكر أن المركز الوطني للأرصاد قد طوّر في السنوات الأخيرة من قدراته التنبؤية، من خلال الاعتماد على أحدث النماذج العددية العالمية، إلى جانب تقنية الأقمار الصناعية، مما مكنه من إصدار تنبيهات دقيقة وموثوقة أسهمت في تقليل آثار الكوارث الطبيعية.
وبحسب إحصاءات سابقة، فإن الحوادث المرتبطة بانخفاض الرؤية الأفقية بسبب الغبار تُشكل نسبة ليست قليلة من مجموع الحوادث المرورية الموسمية، ما يعزز أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي وتكثيف التوعية عبر وسائل الإعلام والمنصات الاجتماعية.
ومن جهة أخرى، يُتوقع أن تبدأ الحالة الجوية بالتراجع تدريجيًا مع دخول عطلة نهاية الأسبوع، حيث تشير النماذج إلى احتمال تحسن تدريجي في الأحوال الجوية اعتبارًا من مساء السبت، لكن بعض المناطق قد تظل تحت تأثير بقايا الغبار حتى يوم الأحد.
ورغم أن المملكة اعتادت على هذه الظواهر المناخية خلال المواسم الانتقالية، إلا أن تكرارها في فترات قصيرة يستدعي إعادة النظر في بعض الخطط المرورية والاحترازية، خاصة في المدن الكبرى التي تشهد كثافة سكانية ونشاطًا اقتصاديًا واسعًا.
وتحث الجهات المعنية الأفراد على البقاء في أماكن مغلقة أثناء العواصف الغبارية، مع ضرورة استخدام الكمامات الواقية، وتجنب الأنشطة الخارجية ما أمكن، إلى حين استقرار الأجواء، وذلك لتفادي أي مضاعفات صحية محتملة.
واللافت أن العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية قد تتخذ قرارات بالتعليم عن بعد في حال تفاقم الحالة، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية الرامية إلى الحفاظ على سلامة الطلاب والكوادر التعليمية، خصوصًا في المناطق المتأثرة بشدة.
وتعمل فرق الدفاع المدني بشكل متواصل على تقييم المخاطر المصاحبة لهذه الرياح، من خلال التنسيق مع الأرصاد والجهات المختصة، للتأكد من جاهزية فرق الطوارئ والاستجابة السريعة لأي طارئ، سواء في المدن أو على الطرق الخارجية.
وفي ختام تنبيهه، شدد المركز الوطني للأرصاد على أهمية متابعة النشرات الجوية الرسمية، وتجنب الانسياق خلف الشائعات أو المعلومات غير الموثوقة التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن تحديثات الحالة تصدر بشكل دوري وفق مستجدات التغيرات الجوية.