لماذا تراجع السوق السعودي بهذا العنف؟.. تقرير يكشف أسباب انخفاض المؤشر وخسارة 228 شركة اليوم

سجل مؤشر الأسهم السعودية الرئيس اليوم تراجعًا ملحوظًا، ليغلق على انخفاض قوامه 153.22 نقطة، عند مستوى 10713.82 نقطة، في ختام جلسة تداول اتسمت بالحذر والترقب من المستثمرين.
بلغ إجمالي قيمة التداولات في السوق 4.9 مليارات ريال، في حين وصلت كمية الأسهم المتداولة إلى نحو 250 مليون سهم، موزعة على مختلف القطاعات والأسهم القيادية والصغيرة على حد سواء.
إقرأ ايضاً:"وداعاً للبيروقراطية!".. تبوك تكشف عن سلاحها السري لتسريع التنمية وجذب الاستثماراتخطوة مالية جريئة .. البنك الأهلي السعودي يكشف عن خطة تمويل مفاجئة بالدولار
ووفق النشرة الاقتصادية اليومية الصادرة عن وكالة الأنباء السعودية، فقد شهدت أسهم 20 شركة فقط ارتفاعًا في قيمتها، بينما أغلقت أسهم 228 شركة على تراجع متفاوت، مما يعكس ميلاً عامًا لجني الأرباح أو إعادة التمركز الاستثماري.
وبرزت أسهم شركات الأبحاث والإعلام، وسابك للمغذيات الزراعية، والزامل للصناعات، وكيمانول، وعطاء ضمن قائمة الأكثر ارتفاعًا، في دلالة على استمرار تذبذب الأداء القطاعي بحسب المؤشرات الفنية والمالية.
في المقابل، قادت مجموعة إم بي سي، وأكوا باور، ورؤوم، وصدق، وسهل قائمة الأسهم الأكثر انخفاضًا في تعاملات اليوم، وسط تفاوت في نسب التراجع التي تراوحت بين 6.88% و6.56%.
من حيث النشاط الكمي، تصدرت أسهم شركات أمريكانا، وشمس، والباحة، وأرامكو السعودية، وباتك، القائمة، ما يشير إلى اهتمام لافت من المضاربين في هذه المساحات النشطة ذات التقلبات العالية.
أما على صعيد النشاط بالقيمة، فقد جاءت أسهم الراجحي، وأرامكو السعودية، وسابك للمغذيات الزراعية، وسابك، والبنك الأهلي، كأبرز الشركات التي استحوذت على النصيب الأكبر من السيولة المتداولة.
ويُفسر هذا التوجه من المستثمرين نحو الأسهم القيادية ببحثهم عن ملاذات أكثر استقرارًا في ظل مؤشرات الأسواق العالمية المتباينة، والتوقعات المستقبلية التي لم تتضح صورتها بعد.
في الوقت ذاته، أغلق مؤشر السوق الموازية "نمو" على تراجع مماثل، حيث خسر 214.39 نقطة، ليستقر عند مستوى 26458.24 نقطة، ضمن حركة تصحيحية متوقعة بعد مكاسب سابقة.
بلغت قيمة التداولات في "نمو" نحو 45 مليون ريال، فيما تجاوز عدد الأسهم المتداولة حاجز الأربعة ملايين سهم، توزعت على عدد من الشركات النشطة في هذا السوق الوليد.
ويعكس هذا الأداء في السوق الموازية استمرار الحراك الاستثماري من قِبل شريحة من المستثمرين الباحثين عن فرص نمو أعلى في شركات ناشئة أو صغيرة الحجم.
ورغم هذا التراجع، يظل السوق السعودي أحد أبرز أسواق المنطقة، مدعومًا بإصلاحات هيكلية قوية، وسياسات مالية مرنة، وإقبال متزايد من المستثمرين المحليين والدوليين.
ويرجح محللون أن يشهد السوق تقلبات متواصلة على المدى القصير، بفعل عوامل مؤثرة عدة، أبرزها تحركات أسعار النفط، والبيانات الاقتصادية، والتطورات الجيوسياسية المحيطة.
وتمثل هذه المؤشرات فرصة للمستثمرين لإعادة تقييم محافظهم الاستثمارية، مع مراقبة أداء الأسهم القيادية، وتوقعات النتائج الربعية المقبلة التي قد تعيد التوازن.