لن يكون كأي إكسبو سابق! السعودية تتعهد بنسخة "تاريخية" من إكسبو 2030.. وهذه أبرز ملامحها

في خطوة رسمية تؤذن بانطلاق الاستعدادات الفعلية لاستضافة المعرض، تسلّم وفد المملكة علم إكسبو الدولي 2030، وذلك خلال اجتماع الجمعية العامة الـ173 للمكتب الدولي للمعارض في العاصمة الفرنسية باريس، بعد اعتماد ملف تسجيل الرياض كمضيف رسمي للحدث العالمي.
جاء هذا الحدث تتويجًا لمسيرة طويلة من العمل الدبلوماسي، والتخطيط الاستراتيجي، الذي جعل من الرياض مرشّحًا قويًا في مواجهة بوسان الكورية وروما الإيطالية، متجاوزة حاجز الثلثين من الجولة الأولى.
إقرأ ايضاً:لضمان رحلة إيمانية آمنة.. هيئة الطرق تكشف بالأرقام عن جهودها الاستثنائية في موسم حج 1446هـ."برنامج خادم الحرمين للابتعاث".. فتح باب التقديم على برنامج تدريبي في التربية الخاصة
ونالت الرياض تأييد 119 دولة من أصل 165، في تصويت عبّر عن ثقة المجتمع الدولي بقدرة المملكة على تنظيم حدث بهذا الحجم، ومكانتها المتنامية على الخارطة الدولية.
وجاء الملف الذي تقدمت به المملكة تحت شعار “حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل”، حيث عكس الطموحات الكبرى للمملكة في صياغة مستقبل مشترك يقوم على الابتكار، الاستدامة، والشمولية.
وشهدت حملة الرياض منذ انطلاقتها تحركات واسعة النطاق، من جولات ترويجية ولقاءات ثنائية ورسائل مباشرة لقادة الدول، عبّرت خلالها المملكة عن رؤيتها الشاملة لإكسبو 2030.
وتضمن الملف التزامًا بدعم مشاركة أكثر من 100 دولة عبر تخصيص 343 مليون دولار، في رسالة واضحة على إيمان السعودية بأن النجاح لا يتحقق إلا بمشاركة الجميع، دون استثناء.
ويُعد تسليم العلم لحظة رمزية قوية، تُنهي حقبة الترشح وتُدشّن رسميًا مرحلة التنفيذ، حيث تنتقل الرياض من الوعود إلى العمل الميداني والاستعداد الفعلي للحدث العالمي المنتظر.
وباعتماد الملف بشكل نهائي، تبدأ المملكة في تنفيذ خطط البنية التحتية، وتوقيع اتفاقيات الموقع، وإطلاق مراحل التخطيط العمراني، بما يليق بحدث سيكون تحت أنظار العالم.
وسيشهد إكسبو 2030 إنشاء منطقة مخصصة للمعرض بمواصفات عالمية، تشمل أجنحة الدول، المراكز التقنية، المساحات الخضراء، والنقل الذكي، ما يُترجم رؤية المملكة لمدينة المستقبل.
كما يتضمن الجدول الزمني إرسال الدعوات الرسمية للدول المشاركة، وتأسيس لجان التنظيم والتشغيل واللوجستيات، بالتنسيق مع المكتب الدولي للمعارض والجهات العالمية ذات العلاقة.
ويُنتظر أن تُحدث النسخة السعودية من إكسبو تحوّلًا كبيرًا في مستوى معارض إكسبو الدولية، نظرًا للموارد، والخبرات، والشراكات التي تستثمرها المملكة في سبيل تحقيق تجربة غير مسبوقة.
ويمثل هذا الفوز بحد ذاته اعترافًا دوليًا بجهود السعودية في التحول الوطني، وجزءًا من صورة أوسع تتكامل فيها رؤية 2030 مع محافل العالم، على مستوى الاقتصاد، والثقافة، والتقنية.
وتسعى المملكة من خلال هذا الحدث لتقديم نموذج جديد من المعارض الدولية، يقوم على دمج التقنية بالإنسان، ويُسهم في إعادة تعريف مفهوم التعاون العالمي تحت سقف واحد.
وسيُشكّل إكسبو الرياض 2030 لحظة استثنائية في التاريخ الحديث للمملكة، وفرصة لبناء إرث يمتد أثره للأجيال، ضمن مشروع وطني يتجاوز المعرض ليكون بوابة نحو المستقبل.