لهذا السبب .. الجامعة الإسلامية تُفاجئ الوسط الأكاديمي بمبادرة "التعاون الدولي"

في خطوة جديدة تؤكد التزامها العميق برؤية المملكة 2030، أعلنت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عن إطلاق مبادرة "التعاون الدولي"، وهي مبادرة بحثية طموحة تهدف إلى تحفيز الابتكار في مجالات الأبحاث العلمية، وفتح آفاق جديدة للتعاون الأكاديمي مع مؤسسات دولية مرموقة، مما يسهم في الارتقاء بجودة الإنتاج البحثي داخل المملكة.
وجاء الإعلان عن المبادرة وسط اهتمام متزايد من الأوساط الأكاديمية والعلمية داخل المملكة وخارجها، حيث تعكس هذه المبادرة توجهًا استراتيجيًا نحو بناء منظومة بحثية قائمة على الشراكات العالمية الفعالة، وتعزيز مكانة المملكة كمركز متقدم للمعرفة في المنطقة والعالم.
إقرأ ايضاً:خطوة مفاجئة..مدافع بلجيكي في الطريق إلى "العالمي" لتعويض الغيابحج بلا مخالفات.. هل ينجح "النموذج الشامل" في تحقيق الامتثال الكامل وتسهيل أداء النسك على الملايين؟
وتهدف المبادرة بشكل أساسي إلى دعم المشروعات البحثية التي ترتبط مباشرة بالأولويات الوطنية، والتي تلبي احتياجات التنمية المجتمعية، في سياق يعكس انسجامًا واضحًا مع الخطط التنموية التي تركز على الاقتصاد المعرفي والابتكار بوصفهما ركيزتين أساسيتين للمستقبل.
كما تسعى المبادرة إلى تحفيز أعضاء هيئة التدريس والباحثين والأكاديميين على تقديم أفكار ومشروعات بحثية مبتكرة، من خلال توفير بيئة محفزة وداعمة، تتيح فرصًا للتعاون مع جامعات ومراكز بحثية مرموقة حول العالم، في إطار تبادل الخبرات وتعزيز المحتوى المعرفي.
وأوضحت الجامعة أن "التعاون الدولي" لا يقتصر على تبادل الزيارات أو ورش العمل، بل يتجاوز ذلك إلى بناء مشروعات بحثية تشاركية، ترتكز على نقل المعرفة وتوطين التقنية، وتمكين الكفاءات الوطنية من المساهمة الفاعلة في رسم مستقبل البحث العلمي في المملكة.
وتسعى المبادرة إلى بناء قدرات بشرية ومؤسسية مستدامة، من خلال تدريب الباحثين الشباب، وتوفير الأدوات والمنهجيات العلمية الحديثة، بما يعزز من جاهزية المؤسسات التعليمية والبحثية لمواجهة تحديات العصر، والمنافسة في ميادين البحث على المستوى العالمي.
وتأتي المبادرة في وقت يشهد فيه العالم تسارعًا كبيرًا في مجالات التقنية والابتكار، مما يتطلب من المؤسسات الأكاديمية السعودية مضاعفة الجهود للانخراط في منظومة البحث العلمي العالمية، والمساهمة في إنتاج معرفة قادرة على دعم اقتصاد الدولة وتعزيز قدراتها الاستراتيجية.
ويعكس إطلاق "التعاون الدولي" وعيًا متناميًا بأهمية التكامل بين الجامعات السعودية والمؤسسات الأكاديمية الأجنبية، خاصة في المجالات التي تمثل أولوية وطنية، مثل الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، والمياه، والبيئة.
وقد دعت الجامعة الإسلامية كافة المهتمين من الأكاديميين والباحثين إلى الاطلاع على تفاصيل المبادرة، وآلية المشاركة من خلال الموقع الرسمي للجامعة، مؤكدة أن باب التسجيل مفتوح حتى الخامس عشر من شهر يوليو المقبل، وهو الموعد النهائي لاستلام المشاركات البحثية.
ولم تغفل الجامعة في إعلانها التأكيد على أهمية الجاهزية المؤسسية للمشاركة، حيث يُشترط أن تكون المشروعات البحثية المقدمة مدعومة بخطط عمل واضحة، ومخرجات متوقعة قابلة للتنفيذ، بما يضمن فاعلية المبادرة واستدامة تأثيرها.
ويُنتظر أن تسهم المبادرة في تمكين الجامعة من تعزيز مكانتها الدولية، وجذب المزيد من الشراكات النوعية، لا سيما وأنها تنطلق من مدينة لها رمزية دينية وتاريخية كبيرة، ما يمنح المشروع أبعادًا حضارية ومعرفية تتجاوز الإطار المحلي.
ويرى الخبراء والمختصون أن هذه المبادرة قد تكون نواة لتحول نوعي في طبيعة الأبحاث المنتجة داخل الجامعات السعودية، إذ ستدفع نحو تطوير مشاريع ذات بعد عالمي، وتغذي الحراك البحثي بإمكانات جديدة تعتمد على التعاون عوضًا عن الانغلاق الأكاديمي.
ويرى آخرون أن هذا التوجه يؤكد إدراك الجامعة لأهمية أن يكون البحث العلمي أداة لحل مشكلات المجتمع، وليس مجرد نشاط نظري، مؤكدين أن الانفتاح على الشراكات العالمية هو الطريق الأقصر للارتقاء بالمحتوى العلمي وتعزيز مصداقيته.
ويأمل كثير من الأكاديميين أن تسهم هذه المبادرة في سد الفجوة بين الجامعات السعودية ونظيراتها العالمية، وأن تكون بداية لسلسلة من البرامج الطموحة التي تعيد هيكلة منظومة البحث العلمي وفق معايير التميز والإبداع.
وتشير التحليلات إلى أن مثل هذه المبادرات قد تعزز من فرص التمويل البحثي، وتحفّز القطاع الخاص للمساهمة في دعم الأبحاث، خاصة إذا ما ارتبطت نتائجها بمخرجات اقتصادية أو صناعية واضحة تخدم خطط التنمية الوطنية.
ويُذكر أن الجامعة الإسلامية تمتلك سجلًا حافلًا بالمبادرات العلمية والبحثية، إلا أن مبادرة "التعاون الدولي" تمثل خطوة نوعية لكونها ترتكز على الانفتاح العالمي، وتوجيه البحث العلمي نحو خدمة قضايا التنمية الوطنية بشكل مباشر.
ومع اقتراب موعد انتهاء التسجيل، يُتوقع أن تشهد المنصة المخصصة للمشاركة إقبالًا كبيرًا من الباحثين داخل المملكة وخارجها، في ظل حرص الجامعة على توفير الدعم اللوجستي والمعلوماتي الكامل للمهتمين بالمشاركة.