منصة "قبول" تحت المجهر .. التعليم تحدد شروطاً دقيقة لقبول خريجي الثانوية

أعلنت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية عن تفاصيل وشروط القبول لخريجي الثانوية العامة في الجامعات والجهات التقنية والمهنية عبر منصة "قبول" الإلكترونية، والتي ستعتمد رسمياً مع بداية العام الدراسي الجديد.
وجاء الإعلان كخطوة تنظيمية تهدف إلى تسهيل إجراءات التقديم وضمان العدالة والشفافية في إتاحة الفرص التعليمية.
إقرأ ايضاً:آخر موعد بعد شهرين: لأول مرة مبادرة سعودية لتصحيح أوضاع المخالفين واعفاء من الغراماتلا تفوتوا الموعد.. إغلاق باب التسجيل في خدمة النقل المدرسي 10 يوليو
وأكدت الوزارة في دليل استخدام المنصة أن القبول متاح للمواطنين السعوديين، إضافة إلى أبناء المواطنات السعوديات، وكذلك زوجات المواطنين اللواتي لديهن أبناء سعوديون، ما يعكس التزام الوزارة بمراعاة البعد الأسري والاجتماعي في السياسات التعليمية.
كما بيّنت الوزارة أن التقديم مخصص لطلبة الصف الثالث الثانوي المسجلين في نظام "نور"، ويشمل هذا طلبة المدارس الحكومية والأهلية والعالمية، إلى جانب طلاب المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وطلبة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.
ولا تقتصر شروط التقديم على خريجي هذا العام فقط، حيث أوضحت الوزارة أن خريجي الأعوام السابقة بإمكانهم التقديم أيضاً، إلا أن بعض التخصصات في الجامعات والكليات قد تشترط أن يكون المتقدم حديث التخرج، وذلك بحسب متطلبات كل برنامج أكاديمي.
وشددت وزارة التعليم على ضرورة اجتياز اختباري "القدرات العامة" و"التحصيلي"، باعتبارهما شرطين أساسيين للقبول في عدد كبير من البرامج الجامعية، حيث تعتمد الجامعات السعودية على هذه الاختبارات لتحديد استعداد الطالب وقدرته الأكاديمية في التخصصات المختلفة.
ومن ضمن الشروط أيضاً، أن لا يكون المتقدم حاصلاً على مؤهل جامعي سابق مثل البكالوريوس أو الدبلوم، في حال كانت بعض التخصصات تشترط ذلك.
وأشارت الوزارة إلى أن الهدف من هذا الشرط هو إتاحة الفرصة للطلاب الجدد الذين لم يسبق لهم الالتحاق بالتعليم العالي.
وفيما يخص التخصصات التي تتطلب مواصفات صحية أو بدنية خاصة، أوضحت الوزارة أن بعض البرامج الدراسية تشترط لياقة طبية، ما يستلزم إجراء فحوصات معتمدة لإثبات أهلية المتقدم الصحية، وهو أمر تطبقه الجامعات على تخصصات مثل الطب والعلوم الصحية.
أما في حال كان المتقدم موظفاً في جهة حكومية أو خاصة، فإن وزارة التعليم اشترطت إرفاق خطاب عدم ممانعة من جهة العمل، يؤكد السماح له بالالتحاق بالدراسة، وذلك تجنباً لأي تعارض قد يحدث بين الالتزامات الوظيفية والمسار الدراسي.
وتعد منصة "قبول" إحدى المبادرات الرقمية التي أطلقتها الوزارة ضمن خطتها لتسهيل وصول الطلاب إلى الخدمات التعليمية، حيث تتيح المنصة تقديم الطلبات إلكترونياً ومتابعتها بدقة، مما يقلل من الحاجة إلى مراجعة مقرات الجامعات أو تقديم الوثائق ورقياً.
وقد جاءت هذه الخطوة في إطار جهود التحول الرقمي التي تشهدها المملكة، حيث تسعى وزارة التعليم إلى توفير بيئة تعليمية تتسم بالكفاءة والتكامل بين القطاعات الحكومية، وهو ما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في محور التعليم.
وأثنت الوزارة على تفاعل الطلاب وأولياء الأمور مع المنصة خلال التجارب التشغيلية السابقة، مشيرة إلى أن الدليل الإرشادي المنشور سيساعد المتقدمين على فهم آلية الاستخدام والشروط المطلوبة بصورة مبسطة وواضحة.
ويُتوقع أن تشهد الفترة المقبلة زيادة في أعداد المتقدمين عبر منصة "قبول"، خاصة مع اقتراب موعد انتهاء العام الدراسي وبدء مرحلة التقديم للجامعات، وهو ما يتطلب من الطلاب وأسرهم الاستعداد المبكر وتجهيز الوثائق المطلوبة.
وبحسب مصادر تعليمية، فإن الجامعات السعودية تعمل بالتنسيق مع وزارة التعليم لضمان تكامل البيانات بين نظام "نور" ومنصة "قبول"، ما يضمن دقة المعلومات وسهولة التحقق منها خلال مراحل الفرز والقبول.
ومن المنتظر أن تُعلن الجامعات عن جداول التقديم والتخصصات المتاحة تباعاً، بحيث يتمكن كل طالب من اختيار البرامج التي تتناسب مع ميوله الأكاديمية ومؤهلاته، بناءً على المعايير المعلنة والشفافة.
وتُعد مرحلة القبول الجامعي من أكثر الفترات حساسية في حياة الطلاب، حيث تحدد إلى حد كبير مساراتهم المستقبلية، ولذلك تحرص وزارة التعليم على توحيد الإجراءات وضمان تكافؤ الفرص بين جميع المتقدمين.
ودعت الوزارة الطلاب وأولياء الأمور إلى الاطلاع بدقة على تفاصيل دليل القبول وعدم التسرع في تعبئة النماذج الإلكترونية قبل التأكد من مطابقة الشروط، مشددة على أهمية إدخال المعلومات بشكل دقيق لتفادي رفض الطلب.
كما أكدت الوزارة أنها ستوفر قنوات دعم فني وإرشادي على مدار الساعة للرد على استفسارات المستخدمين ومساعدتهم في حل أي مشكلات تقنية قد تواجههم أثناء استخدام المنصة أو رفع الوثائق المطلوبة.