تحذير عاجل من الدفاع المدني .. مواد شائعة داخل السيارات قد تتحول إلى قنابل موقوتة في الصيف

وجّهت المديرية العامة للدفاع المدني في المملكة العربية السعودية تحذيراً مهماً إلى جميع قائدي المركبات بضرورة التحقق من خلو سياراتهم من المواد القابلة للاشتعال خلال أشهر الصيف، في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قد تشكل خطراً حقيقياً على الأرواح والممتلكات.
وأوضح الدفاع المدني في بيانه أن فصل الصيف يشهد سنوياً عدداً من الحوادث المرتبطة بترك بعض المواد الحساسة داخل المركبات، والتي تتأثر بشكل مباشر بارتفاع درجات الحرارة، مما قد يؤدي إلى اشتعالها أو انفجارها بشكل مفاجئ.
إقرأ ايضاً:فلامنجو يهزم الترجي بثنائية ويزاحم تشيلسي على الصدارةآخر موعد بعد شهرين: لأول مرة مبادرة سعودية لتصحيح أوضاع المخالفين واعفاء من الغرامات
ومن أبرز المواد التي شدد الدفاع المدني على خطورتها، الشواحن المتنقلة وبطاريات الهواتف، وولاعات السجائر، وعبوات الغاز الصغيرة، والعطور المضغوطة، بالإضافة إلى عبوات سائل معقم اليدين، مؤكداً أن هذه العناصر رغم بساطتها، إلا أنها قد تتحول إلى مصدر خطر كبير إذا تُركت داخل السيارة تحت أشعة الشمس المباشرة.
ويأتي هذا التحذير في وقت تواصل فيه درجات الحرارة في معظم مناطق المملكة الارتفاع بشكل لافت، حيث تجاوزت في بعض المدن حاجز الأربعين درجة مئوية، مما يزيد من احتمالية تسخين داخل السيارات المتوقفة إلى درجات قد تصل إلى أكثر من 70 درجة.
فالحرارة الشديدة داخل المركبة المغلقة لا تؤثر فقط على راحة الركاب، بل تؤدي أيضاً إلى تغيّر الخواص الكيميائية لبعض المواد، وخاصة المضغوطة منها، وهو ما يزيد من احتمال انفجارها أو اندلاع حريق مفاجئ.
وتسعى الجهات المعنية، وعلى رأسها الدفاع المدني، إلى رفع الوعي المجتمعي حول هذه المخاطر الموسمية، وذلك عبر الحملات التوعوية التي تُطلقها مع بداية كل صيف، وتشمل منشورات رقمية، ورسائل توعوية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وذكّر الدفاع المدني بالحوادث المؤلمة التي وقعت في أعوام سابقة نتيجة إهمال مثل هذه التحذيرات، إذ سجلت بعض المناطق حرائق اندلعت داخل سيارات كانت تحتوي على ولاعات أو معقمات يدوية أو بطاريات لم يتم إخراجها.
وأكد البيان أن الوقاية تبدأ من أبسط الإجراءات، مشيراً إلى ضرورة تفقد السيارة قبل مغادرتها، وعدم ترك أي أدوات غير ضرورية بداخلها، خصوصاً تلك المصنفة على أنها قابلة للاشتعال أو الانفجار.
ورغم تكرار مثل هذه التحذيرات سنوياً، إلا أن بعض الأفراد لا يزالون يستهينون بخطورة الأمر، معتبرين أن مدة توقف السيارة لفترة قصيرة لا تكفي لوقوع الحادث، وهو اعتقاد خاطئ تماماً بحسب الخبراء.
وأوضح مختصون أن السيارة المغلقة تتعرض لتأثيرات حرارية مضاعفة خلال دقائق فقط، حيث تتحول إلى بيئة حاضنة لانفجار أو اشتعال أي مادة تتفاعل مع الحرارة العالية، حتى لو لم تظهر عليها مؤشرات الخطر في البداية.
كما أشار الدفاع المدني إلى ضرورة استخدام وسائل التهوية المناسبة، وعدم ترك المركبات في أماكن معرضة بشكل مباشر لأشعة الشمس، ويفضّل إيقافها في أماكن مظللة أو استخدام أغطية عاكسة للحرارة.
وتعد السعودية من الدول التي تشهد صيفاً طويلاً وقائظاً، وهو ما يزيد من أهمية الالتزام بالإرشادات الوقائية للحد من المخاطر المتعلقة بدرجات الحرارة العالية، سواء داخل المنازل أو المركبات أو أماكن العمل.
وأكد الدفاع المدني أن مسؤوليته لا تقتصر على التدخل في حالات الطوارئ، بل تشمل كذلك التوعية المسبقة لتجنب الكوارث، لافتاً إلى أن الاستجابة المجتمعية لهذه التوجيهات تمثل عنصراً أساسياً في نجاح مهام السلامة العامة.
ودعا المسؤولون في الدفاع المدني جميع أفراد المجتمع إلى التعاون في نشر هذه الرسائل الوقائية، خصوصاً بين فئات الشباب والسائقين الجدد، الذين قد يجهلون مخاطر بعض السلوكيات البسيطة.
وفي السياق ذاته، حث البيان على ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي مركبة يظهر فيها دخان أو رائحة احتراق أو مواد مشبوهة، لتتمكن فرق الطوارئ من التعامل السريع مع الموقف قبل تفاقمه.
وختم الدفاع المدني تحذيره بالتأكيد على أن الحفاظ على السلامة مسؤولية مشتركة، تتطلب وعياً مستمراً والتزاماً دقيقاً بالإجراءات والتعليمات، خصوصاً في فترات الصيف التي تشهد ظروفاً مناخية استثنائية.
وتشير التوقعات المناخية إلى أن الصيف الحالي قد يكون من بين الأشد حرارة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعزز من أهمية التعامل بجدية مع هذه التوصيات الصادرة عن الجهات المختصة.
ويبقى العامل البشري، بحسب الخبراء، هو الحلقة الأضعف في منظومة السلامة، ما لم يُدعّم بالمعرفة والوعي والإدراك الكامل لتبعات ترك مواد قابلة للاشتعال داخل السيارة في بيئة شديدة الحرارة.