هل يشعل قصف التلفزيون الإيراني شرارة المواجهة الكبرى؟
في تصعيد جديد وخطير في الصراع القائم بين إسرائيل وإيران، شنت القوات الإسرائيلية مساء الإثنين غارة جوية مباشرة استهدفت مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الواقع في شمال شرق العاصمة طهران، مما أدى إلى حالة من الذعر بين العاملين، وظهر ذلك جليًا في مقاطع فيديو وثقت لحظة فرار إحدى المذيعات أثناء تقديمها برنامجًا على الهواء مباشرة، وسط دوي الانفجارات وتضرر البنية المحيطة بالموقع المستهدف.
والهجوم جاء بعد ساعات من إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس نيته استهداف ما وصفه بـ«منبر التحريض الإيراني»، مشيرًا إلى أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في طهران تمثل أداة مركزية في ما أسماه «نشر الكراهية والدعاية المعادية لإسرائيل»، داعيًا في الوقت ذاته سكان المناطق المحيطة إلى إخلائها فورًا لتفادي الأضرار المتوقعة نتيجة الهجوم المرتقب.
إقرأ ايضاً:لهذا السبب .. وزارة التجارة السعودية تستدعي 257 مركبة هيوندايهل أنت واحد منهم؟.. "سدايا" تختار 400 موظف حكومي لمهمة بالغة الحساسية: تصنيف كنوز المملكة الرقمية!
وفي بيان رسمي صدر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، قال كاتس: «بوق الدعاية والتحريض الإيراني على وشك أن يختفي»، في إشارة صريحة إلى نية إسرائيل إنهاء قدرة إيران الإعلامية على التأثير في الرأي العام المحلي والدولي من خلال مؤسساتها الإعلامية الرسمية، وهو ما فُسر على أنه تصعيد غير مسبوق يستهدف البنية السيادية الإيرانية مباشرة.
وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية لم تصدر بيانًا فوريًا حول الأضرار البشرية المحتملة، فيما اكتفت بعض الوكالات القريبة من الحكومة بنشر لقطات لما وصفته بـ«الاعتداء الإسرائيلي السافر» متوعدة بالرد، كما ظهر بعض المعلقين المقربين من الحرس الثوري وهم يهددون بـ«رد عسكري غير تقليدي» على هذا التطور الذي وصفوه بـ«الانتهاك الخطير للسيادة الإيرانية».
تأتي هذه العملية في وقت حساس للغاية، إذ تتزامن مع توتر متزايد على عدة جبهات في المنطقة، ما يعزز المخاوف من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة إقليمية شاملة، خاصة مع إصرار الطرفين على التصعيد المتبادل واستخدام أدوات غير تقليدية في معارك النفوذ والرسائل الاستراتيجية.