لهذا السبب .. وزارة التجارة السعودية تستدعي 257 مركبة هيونداي

وزارة التجارة السعودية تستدعي 257 مركبة هيونداي.
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

في خطوة احترازية تستهدف حماية المستهلكين وتعزيز معايير السلامة، أعلنت وزارة التجارة في المملكة العربية السعودية عن استدعاء 257 مركبة من طرازات "هيونداي"، تنتمي إلى الفئات الرياضية عالية الأداء، وذلك بسبب خلل فني تم رصده في مضخة الوقود عالية الضغط، مما قد يشكل تهديداً مباشراً على سلامة السائقين والركاب على حد سواء.

ويشمل الاستدعاء مركبات من طرازات “Kona N”، و”Elantra N”، و”Veloster N”، التي تم إنتاجها في الفترة الممتدة من عام 2018 وحتى 2023، وهو ما يعكس اتساع رقعة الطرازات المتأثرة بهذا الخلل، ما يفرض حالة من اليقظة لدى الجهات المعنية لمتابعة تطورات الأمر.


إقرأ ايضاً:فرصة أكاديمية مميزة للمقيمين .. جامعة نجران تفتح باب المنح الداخلية لغير السعوديينمفاجأة يايسله.. المدرب الألماني يُقدم 3 مطالب حاسمة لإدارة الأهلي

وأوضحت الوزارة في بيانها الرسمي أن الخلل يكمن في صمام التحكم بالوقود داخل مضخة الوقود عالية الضغط، مشيرة إلى أن هذا العيب قد يؤدي إلى تدفق كمية زائدة من الوقود إلى المحرك، مما قد يتسبب في توقفه عن العمل بشكل مفاجئ أثناء القيادة، الأمر الذي يزيد من احتمالية وقوع حوادث خطرة.

وشددت الوزارة على أن العطل لا يتعلق بالمكونات الخارجية للمركبة أو بعيوب في نظام المكابح أو التوجيه، بل يتعلق بجزء حيوي داخل المحرك، وهو ما يستدعي تدخلًا فوريًا لتلافي أي مخاطر محتملة قد تنجم عن تأخر الإصلاح أو تجاهل الاستدعاء من قبل بعض ملاك السيارات المتأثرة.

وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة إجراءات رقابية تبنتها وزارة التجارة لضمان أعلى معايير السلامة في السوق المحلي، خاصة مع تزايد أعداد المركبات الحديثة واعتمادها المتزايد على التكنولوجيا الدقيقة التي قد تكون عرضة للأعطال في حال وجود أي خلل تصميمي أو صناعي.

وقد دعت الوزارة مالكي السيارات التي تنطبق عليها المواصفات الواردة في الاستدعاء، إلى التحقق من شمول مركباتهم من خلال الموقع الرسمي لحملات الاستدعاء، مؤكدة أن الإصلاحات ستُجرى دون أي مقابل مالي، بالتعاون الكامل مع الوكيل المحلي لشركة هيونداي في المملكة.

وتشير تقارير فنية إلى أن مشاكل مضخات الوقود ليست جديدة في صناعة السيارات، حيث شهدت الأعوام الأخيرة ارتفاعًا في نسبة الاستدعاءات المرتبطة بهذا المكون، خاصة في السيارات التي تعتمد على أداء رياضي عالٍ ونظم حقن وقود معقدة لضمان استجابة أسرع للمحرك.

وقد فتح الخبر باب التساؤلات حول مدى فاعلية أنظمة الجودة في خطوط إنتاج بعض شركات السيارات، خصوصاً تلك التي تركز على الأداء العالي، حيث تتطلب هذه الفئات مواصفات هندسية دقيقة وقدرة تحمل كبيرة للضغط والحرارة، وهو ما يجعل أي خلل بسيط في نظام الوقود أو التحكم خطيرًا للغاية.

ولم تصدر حتى الآن تقارير رسمية عن تسجيل حوادث أو إصابات ناتجة عن هذا الخلل في السعودية، إلا أن الجهات المعنية شددت على أهمية عدم التهاون في التعامل مع مثل هذه الاستدعاءات، خاصةً وأن المشكلة قد تظهر فجأة ودون مؤشرات تحذيرية مسبقة.

ولم تصدر شركة هيونداي، من جانبها، بيانًا منفصلًا حول حملة الاستدعاء في السوق السعودي، لكن تجارب سابقة أظهرت التزام الشركة بالتعاون مع الجهات الرقابية في الأسواق العالمية لمعالجة أي خلل تقني فور ظهوره، حفاظًا على سمعتها وثقة عملائها.

وقد أعادت هذه التطورات الحديث مجددًا عن أهمية فحص المركبات دوريًا حتى في حال عدم وجود أعطال ظاهرة، حيث تلعب الفحوصات الدورية دورًا محوريًا في الكشف المبكر عن أي أعطال فنية قد تهدد سلامة القيادة، خاصة في الطرازات التي تعتمد على تقنيات متقدمة.

كما أكد مختصون في مجال سلامة المركبات أن طرازات "N" الرياضية التي استهدفها الاستدعاء، رغم كونها مصممة للأداء العالي والقيادة الديناميكية، إلا أنها تخضع لمعايير صارمة في الاختبار قبل الطرح، مما يشير إلى أن الخلل قد يكون مرتبطًا بدفعة تصنيع معينة أو خلل في أحد الموردين المعتمدين.

وفي ذات السياق، أشادت بعض الجهات الحقوقية المعنية بحماية المستهلك بسرعة استجابة وزارة التجارة، واعتبرت أن إعلان الاستدعاء بهذه الشفافية يعكس توجهًا رقابيًا حازمًا، ويعزز ثقة المستهلك في المؤسسات الرسمية وقدرتها على التدخل السريع عند الضرورة.

ويُتوقع أن يشهد الوكيل المحلي لشركة هيونداي في المملكة ضغطًا خلال الأيام المقبلة من قبل العملاء الراغبين في التأكد من سلامة مركباتهم أو جدولة مواعيد للصيانة، في ظل أهمية العطل وطبيعة أثره المباشر على أداء المحرك أثناء التشغيل.

ورغم محدودية عدد المركبات المتأثرة نسبيًا مقارنة بحجم السوق، إلا أن هذه الواقعة تبرز مجددًا ضرورة أن يكون مالك السيارة على دراية تامة بمواصفات سيارته وتحديثات الشركة المصنعة، سواء عبر مواقعها الرسمية أو من خلال الحملات الإعلانية أو البلاغات التي تصدرها الوزارة.

ووسط تساؤلات مستمرة عن السبب الفني المحدد وراء العطل، وما إذا كان ناتجًا عن خطأ في التصميم أو خلل في أحد مكونات الموردين، تبقى الحملة خطوة مطلوبة لتفادي الأسوأ، خاصة مع تعدد حالات توقف المركبات بشكل مفاجئ في الأسواق العالمية نتيجة خلل مشابه.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook