مفاجأة مدوية .. تغييرات كبرى تلوح في الأفق داخل أسوار نادي النصر
في تحرك غير متوقع قد يغيّر ملامح الموسم الكروي المقبل، كشفت تقارير صحفية صباح اليوم الإثنين عن دخول نادي النصر السعودي في مفاوضات متقدمة مع المدير الفني الحالي لمنتخب الكاميرون، البلجيكي مارك برايس، لتولي تدريب الفريق الأول لكرة القدم، وسط حالة من الترقب بين الجماهير النصراوية التي تنتظر إعلانًا رسميًا قد يُحدث صدى كبيرًا في الأوساط الرياضية.
وجاءت هذه التحركات عقب موسم وصفه البعض بـ"المخيب" على كافة الأصعدة، حيث فشل النصر في حصد أي بطولة، مما فتح باب الانتقادات واسعًا تجاه الجهاز الفني بقيادة الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي لم ينجح في تقديم الإضافة الفنية المأمولة، رغم الدعم الكبير الذي حظي به على صعيد التعاقدات والصفقات.
إقرأ ايضاً:قبل مونديال الأندية.. المريسل يوجه رسالة مثيرة لسالم الدوسري فماذا قال؟! النصر السعودي يفتح صفحة جديدة مع مدرب الكاميرون.. اتفاق وشيك لخلافة بيولي
وتؤكد مصادر صحفية متعددة أن العلاقة بين إدارة نادي النصر والمدرب الإيطالي وصلت إلى طريق مسدود، في ظل عدم رضا الإدارة عن الأداء العام للفريق، وتراجع النتائج في البطولات المحلية والقارية، ما دفعها للبحث عن بديل قادر على قيادة مشروع الفريق الجديد برؤية مختلفة وطموح أكبر.
ويبدو أن المدرب البلجيكي مارك برايس، الذي يتولى حاليًا قيادة منتخب الكاميرون، قد أصبح أحد أبرز الأسماء المطروحة على طاولة النصر، لا سيما بعد الأداء الإيجابي الذي قدّمه مع المنتخب الأفريقي، والذي أعاد له جزءًا من هيبته على الصعيد القاري، رغم التحديات التي واجهها في ملف الانضباط والتكتيك.
ووفقًا لما أوردته صحيفة "Wal foot" البلجيكية، فإن المفاوضات بين الطرفين بلغت مراحل متقدمة، مع وجود مؤشرات قوية على اقتراب الطرفين من التوصل لاتفاق نهائي، يجعل برايس أول مدرب بلجيكي يتولى قيادة نادي النصر في تاريخه.
ويملك برايس سجلًا تدريبيًا متنوعًا، إذ سبق له العمل في عدة أندية وفرق أوروبية، أبرزها فترات إشرافه على الفئات السنية في بلجيكا، قبل انتقاله إلى التجربة الأفريقية مع الكاميرون، حيث أظهر قدرة ملحوظة على التعامل مع لاعبين من ثقافات كروية مختلفة، وهو ما قد يتوافق مع تركيبة النصر الحالية التي تضم نخبة من المحترفين من مختلف الجنسيات.
وتحاول إدارة النصر، برئاسة مسلي آل معمر، وضع حد لفترة عدم الاستقرار الفني التي شهدها الفريق في السنوات الأخيرة، خاصة بعد فشل عدة تجارب تدريبية سابقة، كان آخرها تجربة بيولي، الذي لم يتمكن من فرض شخصيته على الفريق، رغم الإمكانيات الكبيرة المتاحة.
وفي المقابل، تشير مصادر إيطالية إلى أن بيولي بات قريبًا جدًا من العودة إلى الدوري الإيطالي، من بوابة نادي فيورنتينا، حيث أكدت الصحافة الإيطالية أن الطرفين توصلا إلى اتفاق مبدئي يمتد لثلاثة مواسم، مقابل راتب سنوي يصل إلى ثلاثة ملايين يورو صافية من الضرائب.
وهذا التحول المحتمل في مصير بيولي يعزز من فرص النصر في إغلاق ملفه سريعًا، والتفرغ للتفاوض مع بديله المرتقب، لا سيما أن فترة الإعداد للموسم المقبل باتت تلوح في الأفق، وتحتاج إلى حسم مبكر في ملف المدرب.
وبالنظر إلى طبيعة الدوري السعودي الذي بات وجهة لأفضل اللاعبين في العالم، فإن اختيار مدرب قادر على التعامل مع الضغوط، وتوظيف النجوم في إطار جماعي فعّال، بات مطلبًا ملحًا لإدارة النصر، خصوصًا في ظل منافسة شرسة متوقعة من أندية الهلال والاتحاد والأهلي في الموسم المقبل.
ومن المثير أن برايس لم يكن الاسم الوحيد المطروح على طاولة النصر، إذ سبق وأن ترددت أنباء عن اهتمام النادي بالتعاقد مع الإسباني أوناي إيمري، إلا أن المفاوضات معه لم تتطور إلى مراحل جادة، وسط تمسك ناديه الحالي بخدماته.
ويرى مراقبون أن توجه النصر نحو مدرب يقود منتخبًا وطنيًا حاليًا يعكس طموحًا في بناء هوية فنية جديدة للفريق، تعتمد على النظام والانضباط، وهو ما قد يوفره برايس، خصوصًا مع إشرافه على منتخبات تخضع لظروف مشابهة فيما يخص التعامل مع لاعبين كبار في فترة زمنية قصيرة.
وتنتظر جماهير النصر بفارغ الصبر الإعلان الرسمي عن هوية المدرب الجديد، في ظل التوتر الذي يسود الشارع النصراوي بعد موسم دون بطولات، وسط توقعات بأن يتم الإعلان عن الاتفاق مع المدرب الجديد خلال أيام قليلة.
ومن المرجح أن يعقد نادي النصر مؤتمرًا صحفيًا في حال إتمام الاتفاق مع برايس، للكشف عن تفاصيل العقد، وأهداف الإدارة في المرحلة المقبلة، وخطة الإعداد للموسم الكروي الذي ينطلق بعد أقل من شهرين.
ويأمل النصراويون أن تكون هذه الخطوة بداية لعهد جديد يعيد الفريق إلى منصات التتويج، ويمنحه القدرة على المنافسة على كافة البطولات، خصوصًا أن النادي يمتلك كل المقومات الفنية والمادية لذلك.
وتبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد ملامح مشروع النصر الجديد، الذي سيتحدد كثيرًا بناءً على هوية المدرب، ومدى توافقه مع طموحات الإدارة والجماهير.