كيف غيّرت البيوت المحمية وجه الزراعة في السعودية؟ اكتشف سر الاكتفاء الغذائي المتصاعد!

البيوت المحمية
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

 تُعد الزراعة أحد أهم القطاعات الحيوية في المملكة العربية السعودية، حيث تسهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني، لا سيما مع التوسع في استخدام التقنيات الحديثة. ومن أبرز هذه التقنيات التي أحدثت تحولًا نوعيًا في الإنتاج الزراعي: البيوت المحمية، التي باتت تمثل خيارًا إستراتيجيًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومواجهة التغيرات المناخية.

 وتعتمد الزراعة في البيوت المحمية على إنشاء هياكل معدنية مغطاة بمواد شفافة مثل البلاستيك أو الزجاج، تسمح بمرور الضوء وتحافظ في الوقت نفسه على درجة حرارة مستقرة داخلية، مما يساعد على حماية المحاصيل من العوامل البيئية القاسية مثل موجات الحرارة الشديدة، الصقيع، والرياح القوية.


إقرأ ايضاً:السعودية تقتحم أكبر مؤتمر عالمي للتقنية الحيوية وتكشف عن فرص استثمارية وابتكارات مذهلةإطلاق رقمي يُحدث نقلة نوعية في هيئة الأمر بالمعروف .. السند يدشن منصة وثائق إلكترونية متكاملة

 ويُعَد هذا النظام الزراعي الحديث أداة فعالة في ترشيد استهلاك المياه والتحكم في عناصر البيئة الداخلية كالرطوبة، الحرارة والإضاءة. ومن خلال هذا التحكم، يمكن للمزارعين إنتاج محاصيل عالية الجودة خارج المواسم التقليدية، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على المبيدات الحشرية، نظرًا لإمكانية الحد من انتشار الآفات داخل البيئة المغلقة.

 وتتنوع أنواع البيوت المحمية الزراعية بحسب الخامات المستخدمة في إنشائها، فهناك البيوت البلاستيكية، وهي الأكثر انتشارًا بسبب تكلفتها المنخفضة وسهولة تركيبها، بينما توفّر البيوت الزجاجية عزلًا حراريًا وإضاءة مثالية لكنها أغلى تكلفة، في حين تُستخدم البيوت المعدنية في المشاريع التجارية الكبيرة لما تتمتع به من صلابة وطول عمر افتراضي.

 ورغم الفوائد الكبيرة لهذا النمط من الزراعة، فإن المزارعين يواجهون بعض التحديات، أبرزها ارتفاع تكلفة التأسيس والصيانة، إضافة إلى الحاجة إلى كوادر مؤهلة لإدارة البيوت المحمية بكفاءة، ومشكلات تتعلق بتهوية البيوت وصيانتها المستمرة.

 وفي حديث لوكالة الأنباء السعودية (واس)، كشف أحد المزارعين عن تجربته مع الزراعة في البيوت المحمية قائلاً: "رغم ترددي في البداية بسبب التكاليف، إلا أنني بدأت باستخدام البيوت المحمية منذ 15 عامًا، ونجحت في مضاعفة الإنتاج وتحسين الجودة، وتمكنت من زراعة محاصيل متعددة مثل الفراولة، الفلفل، الطماطم، الخيار والكوسة".   وأكد أن التحكم في الظروف المناخية داخل البيوت المحمية ساعده على تقليل استخدام المبيدات، وزيادة جودة المحصول.

 ومع الدعم المستمر من القيادة الرشيدة – حفظها الله – للمزارعين، تُواصل المملكة التوسع في استخدام البيوت المحمية في السعودية، لما لها من أثر مباشر في تعزيز المخزون الغذائي وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع الأمن الغذائي في صدارة أولوياتها.

.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook