لا مكان للمتحايلين.. إجراءات صارمة لضمان وصول الدعم لمستحقيه الفعليين فقط
أوضح برنامج "حساب المواطن" الآلية التي يعتمدها في تقييم أصول المستفيدين لتحديد مدى أهليتهم للدعم، مشيرًا إلى أن الخطوة تبدأ بالاستعلام عن قيمة الأصول عبر الجهات الرسمية والمعتمدة، بهدف تحقيق الشفافية وضمان العدالة في توزيع الدعم وفق معايير دقيقة وواضحة.
ويأتي هذا الإيضاح في وقت تتزايد فيه التساؤلات من المواطنين حول كيفية احتساب قيمة الدعم الشهري، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية التي تؤثر على الدخل الشهري ومعايير الأهلية.
إقرأ ايضاً:هل أنت واحد منهم؟.. "سدايا" تختار 400 موظف حكومي لمهمة بالغة الحساسية: تصنيف كنوز المملكة الرقمية!هجوم وملاحقة قضائية ضد النصر .. أول رد من ماجد الجمعان عقب إعلان إقالته رسميًا
وحرص البرنامج على توضيح النقاط المرتبطة بالتقييم المالي للأسرة، حيث تشمل عملية التقييم عددًا من العناصر الأساسية التي يتم أخذها بعين الاعتبار.
وتشمل الأصول التي يتم تقييمها في البرنامج قيمة العقارات التي يملكها المتقدم أو أسرته، وقيمة المركبات المسجلة باسمه، إلى جانب الأصول النقدية التي يمتلكها، بالإضافة إلى المحافظ الاستثمارية وعدد العمالة المنزلية المسجلة عليه، حيث تعد هذه المعايير جزءًا لا يتجزأ من الدراسة الشاملة التي تسبق صرف أي دفعة دعم.
ويؤكد برنامج حساب المواطن أن من تنطبق عليه شروط الأهلية، وثبت استحقاقه بعد فحص بياناته، فإنه يُشمل تلقائيًا في دفعات الدعم، موضحًا أن التقييم ليس قائمًا فقط على الدخل الشهري المعلن، وإنما يعتمد على صورة شاملة للوضع المالي لكل أسرة.
ومن جهة أخرى، أتاح البرنامج للمستفيدين أداة مهمة تساعدهم على التنبؤ بمقدار الدعم المستحق، وهي "حاسبة الدعم التقديرية"، التي تُمكن الأسر من معرفة قيمة الدعم المتوقع من خلال خطوات بسيطة عبر موقع البرنامج الإلكتروني الرسمي.
وتشمل خطوات استخدام الحاسبة إدخال عدد التابعين دون سن 18 عامًا، وعدد التابعين فوق 18 عامًا، ثم إدخال إجمالي الدخل الشهري للأسرة، لتقوم الأداة بحساب مقدار الدعم الشهري المستحق، فضلًا عن توضيح حد الإعفاء من التناقص، وحد الدخل المانع.
وحرص البرنامج على الإشارة إلى أن الحاسبة التقديرية تهدف إلى منح المستفيدين صورة أولية لمقدار الدعم، لكنها لا تُعد ضمانًا نهائيًا للحصول عليه، إذ أن صرف الدفعات الفعلية مرتبط بعملية تحقق دورية للبيانات، تُجرى قبل إصدار كل دفعة.
ويقوم البرنامج بالتحقق من صحة البيانات المقدمة بشكل دوري، للتأكد من استمرارية انطباق شروط الأهلية، وفي حال رصد أي تغييرات، سواء في عدد التابعين أو في إجمالي الدخل أو غيرها من المعلومات، يتم إعادة دراسة الاستحقاق بناء على المعطيات الجديدة.
وهذه الإجراءات، بحسب البرنامج، تأتي في إطار ضمان أن يصل الدعم لمستحقيه الحقيقيين، والحد من محاولات التحايل أو تقديم بيانات غير دقيقة بهدف الاستفادة من الدعم دون وجه حق، مما يعزز من العدالة في التوزيع والالتزام بالمعايير النظامية.
ويشدد البرنامج على أهمية التزام المستفيدين بتحديث بياناتهم فور حدوث أي تغيير، سواء في الدخل الشهري أو التابعين أو غيرها من التفاصيل المؤثرة في استحقاق الدعم، وذلك تجنبًا لتعليق الدعم أو إيقافه مؤقتًا لحين التحقق من البيانات الجديدة.
وتعكس هذه المنهجية حرص البرنامج على مواءمة الدعم مع الوضع الحقيقي لكل أسرة، بعيدًا عن التقديرات العامة أو البيانات القديمة، ما يعزز من كفاءة الإنفاق الحكومي ويرفع من مستوى الشفافية في إدارة الموارد المالية للدولة.
وقد لعب "حساب المواطن" دورًا بارزًا في حماية الأسر ذات الدخل المتوسط والمحدود من آثار الإصلاحات الاقتصادية، خصوصًا في ظل إجراءات تصحيح أسعار الطاقة وبعض الضرائب، حيث صُمم البرنامج لتقليل العبء عن هذه الفئات وتقديم دعم مباشر يُساهم في تغطية الزيادة في تكاليف المعيشة.
ويُعد البرنامج أحد المبادرات الحكومية الطموحة التي انطلقت عام 2017، كجزء من رؤية السعودية 2030، ويستهدف تحقيق التوازن بين دعم المواطن وتوجيه الدعم المالي بشكل أكثر كفاءة واستدامة.
كما تساهم الآلية الرقمية في البرنامج، مثل "حاسبة الدعم"، ومنصة التسجيل والتحديث الإلكتروني، في تسهيل إجراءات التقديم والوصول إلى الخدمات، دون الحاجة إلى الحضور الشخصي أو التعاملات الورقية، ما يعزز من الشفافية والسرعة في المعالجة.
ويشهد البرنامج تفاعلًا كبيرًا من قبل المواطنين عبر قنواته المختلفة، حيث يحرص فريق العمل على الرد على الاستفسارات وتوضيح آليات الاحتساب، وتقديم الإرشادات حول الأهلية والدعم، مما ساهم في رفع درجة الوعي لدى شريحة واسعة من المجتمع.
وتبقى الدعوة موجهة للمستفيدين بضرورة تتبع بياناتهم بشكل دوري، وعدم إهمال أي تفاصيل مالية قد تؤثر في تقييم الأهلية، وذلك لضمان استمرارية الدعم وفق الأنظمة المعتمدة، وتفادي التأخير أو الإيقاف المؤقت في حال حدوث خلل في البيانات المقدمة.
ويوفر "حساب المواطن" اليوم نموذجًا حكوميًا فاعلًا لإدارة الدعم المالي المباشر، قائمًا على أسس تحليل البيانات، والتحقق الدقيق، والأتمتة الشاملة، ما يجعله مرجعًا في تطوير برامج الحماية الاجتماعية المستقبلية على المستوى الوطني.