وداعًا لمسارات الشحن الطويلة.. خط مباشر جديد يربط المملكة بقارتين دفعة واحدة

ماذا يحدث في موانئ السعودية؟
كتب بواسطة: صالح سدير | نشر في  twitter

في خطوة استراتيجية تعكس تصاعد الدور المحوري للمملكة في قطاع النقل البحري، أعلنت الهيئة العامة للموانئ "موانئ" عن إضافة خدمة الشحن الجديدة "Chinook Clanga" إلى ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، وميناء الجبيل التجاري، من خلال شركة الشحن العالمية "MSC"، في نقلة نوعية تستهدف تعزيز الكفاءة التشغيلية وربط المملكة بالمزيد من الوجهات العالمية.

والخدمة الجديدة تمثل إضافة حيوية ضمن شبكة الشحن البحري المتنامية في المملكة، إذ تعمل على ربط الميناءين السعوديين بـ 16 ميناءً إقليميًّا وعالميًّا، موزعة على قارات آسيا وأمريكا الشمالية، ما يسهم في ترسيخ موقع المملكة كمنصة لوجستية إقليمية ذات بعد دولي، ويؤكد قدرتها على التكيف السريع مع المتغيرات في سلاسل الإمداد العالمية.


إقرأ ايضاً:"توكلنا" يضيف أهم خدمة إنسانية حتى الآن.. كيف تقدم على إعفاء القروض الزراعية للمتوفين خطوة بخطوة؟وراء الكواليس .. خفايا التحقيقات التي أطاحت بالجمعان بشكل رسمي

وتشمل الموانئ التي تغطيها خدمة "Chinook Clanga" موانئ استراتيجية مثل خليفة بن سلمان في البحرين، وميناء حمد في قطر، ونهافا شيفا في الهند، إلى جانب موانئ شرق آسيا الكبرى ككولومبو في سريلانكا، وسنغافورة، وفونج تاو وهايفونج في فيتنام، ونانشا ويانتيان ونينغبو وشانغهاي وتشينغداو في الصين، إضافة إلى بوسان في كوريا الجنوبية، وموانئ أمريكا الشمالية مثل سياتل في الولايات المتحدة، وفانكوفر وبرينس روبرت في كندا.

وتبلغ الطاقة الاستيعابية للخدمة الجديدة نحو 14,000 حاوية قياسية، ما يعكس توجه شركة "MSC" إلى رفع كفاءة خطوطها البحرية وربطها بمحاور التجارة العالمية، اعتمادًا على الموانئ السعودية كبوابات رئيسية في المنطقة، مستفيدة من البنية التحتية المتقدمة والتسهيلات الحكومية.

ويأتي هذا الإعلان ضمن خطوات متتالية اتخذتها "موانئ" لتحسين ترتيب المملكة في المؤشرات العالمية المتعلقة بأداء الموانئ وكفاءة الشحن والخدمات اللوجستية، انسجامًا مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي أطلقتها المملكة ضمن رؤية السعودية 2030.

وتطمح المملكة إلى ترسيخ مكانتها مركزًا لوجستيًا عالميًا ومحورًا للربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، مستفيدة من موقعها الجغرافي الفريد، وموانئها المطلة على الخليج العربي والبحر الأحمر، بما يجعلها نقطة عبور رئيسية لحركة التجارة العالمية.

وميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، أحد أكبر موانئ المملكة على الساحل الشرقي، يضم 43 رصيفًا مجهزًا بالكامل، وتبلغ طاقته الاستيعابية نحو 105 ملايين طن سنويًا، ما يجعله من أبرز الموانئ القادرة على استيعاب خدمات الشحن العملاقة والخطوط الملاحية طويلة المدى.

أما ميناء الجبيل التجاري، فيُعد من الموانئ الصناعية والتجارية المهمة، ويمتاز بتجهيزاته الحديثة وقدرته على التعامل مع مختلف أنواع وأحجام السفن، بطاقة استيعابية تصل إلى 36 مليون طن، ما يجعله خيارًا جذابًا لشركات الشحن الدولية.

وتسهم هذه الإضافة في تحسين سلسلة الإمداد الوطني، ودعم المصدرين والمستوردين المحليين من خلال توفير خطوط شحن مباشرة تربطهم بالأسواق الدولية، ما يقلل التكاليف والوقت، ويزيد من موثوقية العمليات التجارية.

وتُعد شركة "MSC" واحدة من أكبر شركات الشحن البحري في العالم، ولها حضور قوي في مختلف القارات، واختيارها لميناءي الدمام والجبيل ضمن خط "Chinook Clanga" يعكس ثقتها في البنية التحتية السعودية، واهتمامها بتوسيع خدماتها عبر بوابة الخليج.

كما تدل هذه الخطوة على نجاح جهود "موانئ" في استقطاب التحالفات والخطوط البحرية الكبرى، ما يدعم الحركة التجارية ويعزز من كفاءة الخدمات المقدمة للعملاء، ويوفر خيارات أوسع للقطاع الخاص والمستثمرين في مجال التجارة الدولية.

ومن المتوقع أن تفتح هذه الخدمة الجديدة آفاقًا أوسع لتعزيز صادرات المملكة، خصوصًا في القطاعات الصناعية والزراعية والبتروكيميائية، عبر تمكين الوصول السريع والفعال إلى أسواق جديدة، ومراكز توزيع استراتيجية حول العالم.

وتعكس هذه الخطوة أيضًا أهمية التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة المعنية بالنقل والخدمات اللوجستية، ضمن منظومة متكاملة تسعى إلى تحسين البيئة الاستثمارية وتحقيق النمو المستدام.

وتأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه الاعتماد العالمي على سلاسل إمداد أكثر مرونة وتكاملًا، ما يجعل من تطوير الموانئ وتعزيز ارتباطها الدولي أولوية قصوى للدول الطامحة لتعزيز قدرتها التنافسية.

إن إضافة خط "Chinook Clanga" إلى الموانئ السعودية يمثل أكثر من مجرد توسع في خطوط الشحن، بل يعكس تحولًا في تموضع المملكة ضمن خارطة النقل البحري العالمية، ودورها المستقبلي في قيادة التغيير في قطاع اللوجستيات.

ويعد هذا التطور مؤشرًا على نجاح السياسات الحكومية في تعزيز قطاع النقل البحري، وتحويل الموانئ إلى روافد اقتصادية ذات أثر مباشر على الناتج المحلي، وداعمة للتنمية الصناعية والتجارية المستدامة.

وفي ضوء هذه المستجدات، تبدو المملكة عازمة على مواصلة الاستثمار في البنية التحتية البحرية، وجذب المزيد من التحالفات والخطوط العالمية، بما يرسخ مكانتها كحلقة وصل رئيسية في التجارة العالمية، ويعزز من دورها في رسم مستقبل النقل والخدمات اللوجستية في المنطقة والعالم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook