لهذا السبب .. حافلات المدينة تُيسّر الوصول إلى مسجد قباء عبر مسارين جديدين

حافلات المدينة تُيسّر الوصول إلى مسجد قباء عبر مسارين جديدين.
كتب بواسطة: محمد جمال | نشر في  twitter

في خطوة تعكس تطور خدمات النقل العام في المدينة المنورة، وتُجسّد حرص الجهات المعنية على تعزيز تجربة الزائرين والمقيمين، أعلنت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، ممثلةً في مشروع "حافلات المدينة"، عن تدشين مسارين رئيسيين لتيسير الوصول إلى مسجد قباء، أول مسجد أُسس في الإسلام، والذي يحظى بمكانة دينية وتاريخية بارزة لدى المسلمين حول العالم.

ويأتي هذا الإعلان في سياق الجهود المستمرة لتحسين شبكة النقل داخل المدينة المنورة، وتيسير حركة السكان والزائرين، خاصة أولئك القادمين لأداء العبادات أو زيارة المعالم التاريخية المرتبطة بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.


إقرأ ايضاً:رسالة حاسمة من الموارد البشرية لأصحاب العمل.. سلامتهم أولًا أو ستواجهون هذه العواقب الوخيمةشهادة دولية مرموقة.. جهة حكومية سعودية تحصد اعترافًا عالميًا جديدًا في جودة الخدمات

وتُعتبر هذه المبادرة إحدى ثمار الرؤية الطموحة للمملكة 2030، التي تُولي اهتمامًا بالغًا بتطوير البنية التحتية للنقل العام، ورفع كفاءة المرافق الخدمية في المدن ذات الأهمية الدينية والسياحية.

وينطلق المسار الأول، الذي يحمل الرقم (390)، من محطة موقف حي الملك فهد، ويمر بعدد من المحطات والأحياء الحيوية، قبل أن يصل إلى محطة مسجد قباء.

وتعمل الحافلات على هذا المسار يوميًا من الساعة السادسة صباحًا وحتى الثانية عشرة منتصف الليل، بمعدل تقاطر منتظم كل 20 دقيقة، ما يضمن انسيابية كبيرة في حركة الركاب، ويُقلل من فترات الانتظار.

ويُعد هذا المسار بمثابة حل فعّال لسكان الأحياء الشمالية والغربية الراغبين في زيارة مسجد قباء، حيث يوفّر لهم وسيلة نقل مباشرة وآمنة واقتصادية، دون الحاجة إلى الاعتماد على المركبات الخاصة أو التطبيقات الخاصة بالتنقل.

أما المسار الثاني، والذي يحمل الرقم (109)، فقد صُمم لتغطية نطاق جغرافي أوسع، ويعمل على مدار 24 ساعة يوميًا، بما يجعله خيارًا مثاليًا للزائرين في مختلف أوقات اليوم والليل.

ويبدأ هذا المسار من محطة موقف سيد الشهداء، ويمر بالمركزية الشمالية المجاورة للمسجد النبوي الشريف، قبل أن يصل إلى مسجد قباء، ويُكمل رحلته حتى موقف العالية مول، أحد أبرز المراكز التجارية في المدينة.

ويمتاز هذا المسار بتكامله مع مواقع ذات رمزية دينية وسياحية وتجارية، مما يجعله أكثر من مجرد خط نقل، بل مسارًا شاملًا يربط بين أبرز النقاط الحيوية في المدينة، ويخدم فئات متنوعة من الركاب، سواءً من الحجاج والمعتمرين، أو السكان المحليين والسياح.

ولتسهيل الاستفادة من هذه الخدمات، أتاحت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة عبر "تطبيق حافلات المدينة" إمكانية معرفة أقرب محطة لكل مستخدم، وتتبع الحافلات لحظة بلحظة، والتعرف على المسارات المتاحة، ومواعيد التشغيل.

ويُعد التطبيق أحد عناصر التحول الرقمي الذي تشهده منظومة النقل في المدينة، ويهدف إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحسين تجربة المستخدم النهائي.

وقد أبدى العديد من سكان المدينة وزوارها ارتياحهم إزاء هذه التطورات، مؤكدين أن وجود وسائل نقل عامة حديثة ومنظمة يُسهم في تخفيف الازدحام، ويُقلل من التكاليف، ويُشجع على استخدام وسائل النقل المستدامة.

كما نوه البعض بأهمية الربط بين الحرم النبوي ومسجد قباء، باعتباره مسارًا يُعزز من روحانية الزيارة ويُيسّر أداء السنن المرتبطة بهذين المقامين الشريفين.

ويُعد مسجد قباء من المعالم الإسلامية ذات الرمزية العميقة، إذ كان أول مسجد أسسه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة المنورة، وقد وردت في فضله أحاديث نبوية عديدة، منها قول النبي عليه الصلاة والسلام: "من تطهّر في بيته، ثم أتى مسجد قباء، فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة".

ويقع المسجد جنوب المدينة المنورة، ويقصده الآلاف يوميًا من الزائرين والسياح، سواء بغرض العبادة أو الاطلاع على معالمه المعمارية والتاريخية، ويُمثل تيسير الوصول إليه أولوية في خطط النقل العام، باعتباره أحد المقاصد الرئيسية في الرحلة الإيمانية داخل المدينة.

وتعكس هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تطوير شبكة النقل العام في المدينة المنورة، وجعلها أكثر كفاءة وشمولًا، من خلال ربط الأحياء السكنية بالمواقع الدينية والتجارية، وتخفيف الضغط على الطرق، والحد من الاعتماد على المركبات الخاصة.

وتُعتبر حافلات المدينة أحد أبرز مشروعات النقل العام الحديثة في المملكة، حيث تضم أسطولًا من الحافلات المجهزة بأعلى المعايير، وتُغطي عددًا كبيرًا من المحاور الحيوية.

وقد تم تصميم المسارات بما يُراعي الكثافة السكانية، والحركة اليومية للمقيمين والزائرين، وذلك في انسجام تام مع متطلبات الاستدامة البيئية وتوجهات التخطيط الحضري الذكي.

ومع تدشين المسارين (390) و(109) لخدمة الوصول إلى مسجد قباء، تُواصل هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة خطواتها الجادة نحو تعزيز شبكة النقل العام، بما يُواكب تطلعات الزائرين، ويُجسّد روح الضيافة التي عُرفت بها طيبة الطيبة على مر العصور.

كما أن هذه الجهود تُعد امتدادًا لمساعي المملكة في تحسين جودة الحياة في المدن المقدسة، ورفع مستوى كفاءة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وفق رؤية استراتيجية تستهدف تحويل المدن السعودية إلى مدن ذكية ومستدامة، تُراعي احتياجات الحاضر، وتستعد لمتطلبات المستقبل.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | اتصل بنا | سياسة الخصوصية | X | Facebook