خادم الحرمين يفاجئ الجميع .. قرار عاجل يخص الحجاج الإيرانيين

في مشهد يعكس رسوخ المبادئ الإنسانية التي تنتهجها المملكة العربية السعودية، جاءت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، بتقديم كافة التسهيلات والخدمات للحجاج الإيرانيين، في وقت تمر فيه بلادهم بظروف دقيقة وغير مستقرة.
وهذه التوجيهات الكريمة جاءت استجابة لما عرضه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والذي حرص على متابعة شؤون ضيوف الرحمن من مختلف الجنسيات، دون تمييز، وبما يضمن لهم رحلة آمنة ومطمئنة، تعكس القيم الإسلامية في أبهى صورها.
إقرأ ايضاً:صراع السلطة يهدد استقرار النصر .. كواليس تكشف أزمة داخل أسوار العالميبقرار مفاجئ في الهلال .. إنزاغي يُشعل التحضيرات لموقعة ريال مدريد
وتُجسّد هذه اللفتة السامية عمق التزام القيادة السعودية برسالتها الدينية ومسؤوليتها التاريخية تجاه الحجاج والمعتمرين، خاصة في ظل أوضاع سياسية وأمنية قد تؤثر على سلامة بعض الوفود، ومنها الوفد الإيراني على وجه التحديد.
وجاء في نص التوجيه أن تقوم وزارة الحج والعمرة بتسهيل كافة احتياجات الحجاج الإيرانيين، وتوفير جميع الخدمات الضرورية لهم، من سكن وتنقلات ورعاية طبية، حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأسرهم سالمين مطمئنين.
ويُعد هذا القرار تأكيدًا جديدًا على حيادية المملكة في أداء واجبها تجاه الحجاج، باعتبار أن ضيوف الرحمن لهم حق مقدّس في نيل الرعاية والخدمة، مهما كانت خلفياتهم السياسية أو أوضاع بلدانهم الداخلية.
ويحمل هذا التوجيه في طياته رسالة واضحة بأن السعودية تضع شعائر الحج فوق أي اعتبار سياسي، وأنها تتعامل مع الحجاج الإيرانيين كما تتعامل مع باقي جنسيات العالم، بروح الأخوة الإسلامية والرحمة والاحترام.
وقد لاقى القرار إشادة واسعة من قبل المراقبين الدوليين، الذين اعتبروا هذه الخطوة امتدادًا لمواقف المملكة الثابتة في تغليب الجوانب الإنسانية، لا سيما في الأزمات، والتزامها الدائم بتيسير أداء الشعائر لكافة المسلمين بلا استثناء.
ومن جانبه، ثمّن عدد من الحجاج الإيرانيين، بحسب تقارير صحفية، هذه المبادرة السعودية، مشيرين إلى أن ما لمسوه من اهتمام ورعاية لم يكن غريبًا على حكومة المملكة التي دأبت على وضع خدمة الحجيج في أولوياتها.
ورغم التوترات السياسية في الإقليم، أثبتت السعودية مرة أخرى أن الحج ليس ميدانًا للصراعات، بل هو ساحة للسلام والعبادة والتلاحم بين المسلمين، وأنها تعمل على ضمان أجواء روحانية مستقرة لجميع ضيوف بيت الله الحرام.
ويرى متابعون أن هذه المبادرة السعودية قد تكون خطوة نوعية في بناء جسور الثقة بين الشعوب الإسلامية، عبر نافذة الحج، التي تمثل أحد أنقى وجوه الإسلام، بعيدًا عن الجدل السياسي أو الخلافات الإقليمية.
كما تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، يعاني فيه الداخل الإيراني من تحديات متعددة، ما يجعل توفير الرعاية لحجاجهم مسؤولية مضاعفة على عاتق المملكة، التي بادرت بتحمل هذا العبء بكل رحابة صدر وصدق نية.
وفي مشهد يؤكد استعداد السعودية التام لأي طارئ، تحرّكت الأجهزة المختصة بسرعة وفاعلية، لتطبيق التوجيهات السامية، وتوفير أقصى درجات العناية والرعاية للحجاج الإيرانيين حتى يعودوا إلى ديارهم بسلام.
ولا تقتصر أهمية هذا التوجيه على جانبه الإنساني فحسب، بل يحمل أيضًا بعدًا رمزيًا كبيرًا، كونه يؤكد للعالم أجمع أن السعودية ملتزمة بحياديتها وموضوعيتها في إدارة الحج، دون الالتفات لأي خلافات أو اعتبارات سياسية.
ويأتي هذا القرار ليُضاف إلى سلسلة من المواقف المشرفة التي سجلتها القيادة السعودية في مواسم الحج الماضية، حيث وضعت أمن وسلامة وكرامة الحجاج على رأس أولوياتها، مجسدة بذلك الدور المحوري للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين.
ومن المؤكد أن هذه المبادرة ستبقى محل تقدير واحترام من كافة المسلمين، وستُسجل في صفحات الحج كإحدى الصور النقية للتكافل الإسلامي، الذي تبنّته المملكة قولًا وفعلًا، في أصعب الأوقات وأكثرها حساسية.